رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأهالي يروون تفاصيل «ربع الساعة» المرعبة في أوسيم

جريدة الدستور

الجيران: المتهم مدمن مخدرات.. لا يحترم أحدًا.. ويضرب زوجته باستمرار
خلاف مع والده وبلاغ زوجته ضده تسببا فى إغضابه فحمل السلاح وبدأ القتل العشوائى
شيوخ القرية حاولوا التدخل لمنعه من ضرب زوجته فقال لهم: «مراتى وبربيها وإنتو مش من بقية أهلها»

روى أهالى أوسيم بمحافظة الجيزة تفاصيل ١٥ دقيقة من الرعب عاشوها فى واقعة إطلاق النار العشوائى، التى راح ضحيتها ٤ مواطنين بخلاف مرتكب الجريمة، الذى سقط فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، فضلًا عن إصابة ٥ بينهم شرطيان.
وقال مجدى الزهيرى، شقيق أحد الضحايا، إن شقيقه «حمدى» على المعاش وإنه كان يعمل فى أرضه، التى تقع خلف مكان الحادث، وحين سمع إطلاق النار ذهب مسرعًا وفوجئ بالمتهم يطلق عليه وابلًا من الرصاص فأرداه قتيلًا، مضيفًا: «حرم أولاد أخويا منه». وأوضح «الزهيرى»، لـ«الدستور»، أن الجانى شاب سيئ ومدمن للمخدرات وفاشل فى عمله وينهب أموال والده باستمرار، لذلك فإن والده كان يعتمد على شقيقه أكثر منه بعد علمه بأنه يأخذ الأموال وينفقها على المواد المخدرة. وأشار إلى أنه كان يرفض الإنفاق على زوجته ودائم التعدى عليها، حتى حررت مؤخرًا محضرًا ضده، وكان هذا سببًا فى انزعاجه الشديد وخروجه عن شعوره، مضيفًا: «حدث فى نفس الوقت أيضًا خلاف بين الجانى ووالده على إيراد مخزن مواسير المياه المملوك لهم، فحمل السلاح الآلى وخرج للشارع وقتل الناس بشكل عشوائى».
وأضاف: «أبلغونى بوفاة شقيقى فى الحادث، فأتيت مسرعًا واكتشفت وجود عدد من الجثث فى أماكن متفرقة أمام المنزل، من بينهم أخى وسائق توك توك تصادف وجوده فى المكان وأحد الجيران يُدعى محمد تليمة، وعلمت بعد ذلك أن ابن عمى وزوجته أصيبا أيضًا فى الحادث ونقلا للمستشفى، ثم توفيت الزوجة فيما بعد متأثرة بطلقات نارية فى الحوض والظهر».
وقال الشاهد: «لولا وصول الأجهزة الأمنية بشكل سريع لزاد عدد الضحايا، وحين حضرت القوات حاولوا التفاوض معه وتهدئته إلا أنه رفض أى نقاش واستمر فى إطلاق النار فبادلوه إطلاق النار ما أدى إلى مصرعه».
من جهته، قال هانى محمد، أحد شهود العيان، إن مرتكب الواقعة شاب معروف لكل المنطقة بأنه «عدوانى ودائم الشجار مع القريب والغريب ولا يحترم أحدًا حتى والديه ولا يُعانى من أى مرض عقلى أو جسمانى، بالعكس فهو عاقل جدًا وكثير المشاكل والمشاجرات».
وأوضح «محمد» أن الجانى متزوج منذ ٧ سنوات ولديه ولدان وفتاة، وزوجته سيدة من عائلة كبيرة و«فى حالها»، ورغم ذلك فإنه دائم التشاجر معها وضربها، لرغبته الدائمة فى تناول المواد المخدرة، مضيفًا: «كبار رجال القرية حاولوا التدخل أكثر من مرة للصلح بين مرتكب الجريمة وزوجته لكنه لم يتغير أبدًا».
وأشار الشاهد إلى أنه سمع صراخ الزوجة قبل الواقعة بليلة واحدة، وكانت تستنجد بالجيران لإنقاذها ولم يتدخل أحد، لأن الجانى كان «قليل الأدب» ودائما يُحرج الأهالى بقوله: «إنتو مش من بقية أهلها.. دى مراتى وبربيها».
وأضاف: «الجانى لا يتوارى عن الناس أثناء تناوله الحشيش، ويفعل ذلك أمام والده والمارة بدون خجل، ومن المؤكد أنه تناول كمية لا بأس بها يوم ارتكاب الجريمة».
من جهته، قال أحد أهالى الضحايا إنه خرج مسرعًا بعد سماع إطلاق النار العشوائى ووجد الجانى يحمل «رشاشًا» فى يده ويُطلق النار على كل من حوله وكأنه مجنون، متابعًا: «بدأت أصرخ حتى يبتعد الناس عنه، لكنه كان قد تمكن من إصابة عدد كبير». وأضاف: «أول الضحايا كان صديقه أحمد الذى كان دائم التردد عليه، وتصادف وجوده أمام ورشة المتهم وقت الجريمة، وفوجئ به يخرج حاملًا السلاح، فحاول التوجه إليه لمنعه، ولكن رد فعل الجانى كان سريعًا جدًا وأمطره بالرصاص».
وأشار إلى أن المتهم استمر فى إطلاق الأعيرة النارية لمدة تجاوزت الـ١٥ دقيقة، حتى بعد حضور الأجهزة الأمنية، ودخل معهم فى اشتباك وأصاب ضابطًا وأمين شرطة، مؤكدًا أن الضابط تمكن من قتله رغم إصابته بالعيار النارى.
كانت نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية، أجرت معاينة تصويرية لموقع الجريمة على مدار ٦ ساعات متواصلة، فيما تولى خبراء الأدلة الجنائية رفع عدد كبير من فوارغ الطلقات والمقذوفات التى أطلقها المتهم صوب المجنى عليهم.
وانتقل فريق النيابة إلى المستشفى لسماع أقوال المصابين، واستعلم عن حالة النقيب عمرو عطيتو، رئيس مباحث نقطة بشتيل، وأمين الشرطة، اللذين أصيبا فى الحادث.
ودفعت مديرية أمن الجيزة بخدمات ملاحظة أمنية بالمنطقة تحت إشراف ٤ لواءات شرطة لقرب منازل الضحايا من أسرة المتهم، خشية رغبة أحدهم فى الثأر لذويه، ومنع وقوع اشتباكات بين الطرفين، فيما قالت مصادر أمنية إن أسرة الجانى تركت منزلها بعد الحادث.