رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة مدحت.. الرحالة المتطوعة: «أطفال أوغندا علمونى الصبر.. وعرفت قيمة النعم اللى عندنا»

جريدة الدستور

لم تكن سارة ابنة الإسكندرية تتخيل أن حلمها سيصبح حقيقة يومًا ما، وأن والدها سيسمح لها بالسفر، ليس لدولة أوروبية أو للسياحة، ولكن إفريقيا، بحثًا عن فرصة لتقديم المساعدة للمحتاجين، لكن هذا ما حدث فى ظل إصرارها على خوض التجربة والمغامرة.
تعمل سارة مدحت سعد، ٢٧ سنة، مهندسة للتخطيط فى إحدى الشركات، وهى خريجة كلية الهندسة قسم العمارة عام ٢٠١٣.
قالت عن تجربتها: «أنا مولودة فى الإسكندرية لكن أسرتى من دمنهور، يعنى فلاحين، واللى أنا بعمله بالنسبة لهم غريب، وفكرة سفر البنت عندهم شىء مستحيل، لكن سفر شقيقتى إلى الصين ضمن منظمة تطوعية سمح لى بمناقشة الفكرة مع والدى فيما بعد».
وأضافت لـ«الدستور»: «بدأ حلمى بمشاهدة برنامج خواطر لأحمد الشقيرى، وجولاته فى دول العالم، وفعله الخير، وليس فقط فى دول إفريقيا، وهو ما سلب عقلى، وكنت دائمًا أسأل نفسى عن الطريقة التى أستطيع من خلالها فعل ما يفعله الشقيرى».
وتابعت: «قادتنى الصدفة إلى العثور على إعلان على فيسبوك لمنظمة تفتح باب التطوع والسفر إلى أوغندا، وكنت أذكر اسم هذه المنظمة بعد أن ورد فى أحد برامج الشقيرى، وهو ما شجعنى على التقدم بطلب للتطوع، وبالفعل تواصلت معى وأبلغتنى بأنه تم قبول طلبى».
لم تنته القصة عند هذه الخطوة، حيث اعترضت أسرة سارة على سفرها، وكانت حجة الاعتراض أن فعل الخير يمكن أن يتم فى مصر دون الحاجة للسفر إلى دولة فى أدغال إفريقيا، فى رحلة محفوفة بالمخاطر، لكنها لم تستسلم وأصرت على السفر. قالت: «تجربة لن أنساها. الحياة فى أوغندا، تبدأ مع شروق الشمس وتنتهى مع الغروب، رأيت أشخاصًا أقصى أمانيهم ملء جركن بمياه نظيفة صالحة للشرب أو الطهى. رأيت أطفالًا يقطعون مسافات طويلة، وهم يحملون المياه على أكتافهم إلى منازلهم، عرفت معنى كلمة الحمد لله على كل النعم التى لن نشعر بها إلا إذا حرمنا منها، هناك لا يعرفون فكرة شرب ماء نظيف من الحنفية مباشرة، ولا يعرفون إضاءة الشوارع بأعمدة الإنارة، والخروج من المنزل بعد الغروب خطر جدًا».
وتابعت: «لقد تركت هذه الرحلة أثرًا بالغًا فى نفسى. هناك علمت الأطفال وتعلمت منهم. علمونى الرضا والصبر. لا أنسى وجوههم التى تضحك رغم المعاناة، كلما تذكرتهم استصغرت مشكلاتى جدًا».