رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينات صدقى.. راقصة هزت شارع عماد الدين ووصل أجرها إلى 32 جنيهًا

زينات صدقى
زينات صدقى

قررت السفر من مدينتها الإسكندرية إلى القاهرة، حيث لا يعرفها أحد حتى لا تتسبب في إحراج عائلتها بسبب مهنتها التي خططت لها، ولم تغادر "زينات صدقي" بمفردها؛ بل بصحبة صديقاتها خيرية صدقي التي اصطحبتها إلى كازينو "بديعة مصابني" في شارع عماد الدين الذي كان يعمل به في ذلك الوقت كوكبة من نجوم الغناء أمثال إبراهيم حمودة وفتحية أحمد، وأسمهان ورجاء عبده ومن الراقصات تحية كاريوكا وأميرة أمير وسامية جمال.

وتقول الكاتبة أمل عريان فؤاد في كتابها "الضاحكون الباكون"، إن "زينات" حين التقت "بديعة" طلبت أن تعمل بفرقتها كمطربة؛ إلا أن الأخيرة بنظرتها الفاحصة أدركت جمال "زينات" الأخاذ فأصرت أن تلحقها بالعمل كراقصة وليست كمطربة ورغم إلحاح "زينات" بطلب الغناء؛ إلا أنها لم تجد مفرا من الموافقة فقد كانت بحاجة ماسة للعمل.

وأضافت أن "بديعة" وفرت السبل لتعليم "زينات" فنون الرقص التي أجادتها خلال أسبوع واحد من التدريب؛ لتخطو خطواتها الأولى كراقصة في شارع عماد الدين، حتى برز اسمها في فرقعة بديعة مصابني كراقصة ووضع اسمها على إعلانات الفرق تحت عنوان الراقصة الفاتنة زينات صدقي، ووصل أجرها إلى ستة عشر جنيهًا في الشهر الواحد ورغم النجاح الذي حققته "زينات" مع فرقة بديعة مصابني؛ إلا أن داخلها كان هناك رفض دائم لم تقدمه ولهذا فقد تمسكت بالفرصة حين لعبت الصدفة لعبتها في تعرفها على الريحاني.

وأوضحت أن "زينات" ذهبت إلى مسرح الريحاني لمقابلة إحدى صديقتها، وحين شاهدها "الريحاني" بالصدفة أعجب بها وعرض عليها الانضمام لفرقته مقابل ثمانية جنيهات شهريًا وبالفعل وافقت رغم الإغراء المادي الذي حاولت "بديعة" أن تمارسه عليها برفع راتبها إلى اثنين وثلاثين جنيهًا شهريًا؛ إلا أنها فضلت الانضمام لمسرح الريحاني والابتعاد عن الرقص الذي اضطرت لممارسته دون رغبة منها.

كان مسرح الريحاني بالنسبة لـ"زينات" هو نقطة الانطلاق الحقيقية والتي بدأته خطوة خطوة، حيث بدأت بتقديم أدوار بسيطة لا تتجاوز كلمة أو كلمتين؛ إلا أن لعبت الأقدار لعبتها لتمنح لها الفرصة لإظهار موهبتها، وحين مرضت البطلة التي تقدم أهم أدوار الكوميديا المسرحية ولم يكن الوقت يسمح بتدريب بديل، فما كانت "زينات" إلا وأبلغت "الريحاني"، بأنها تحفظ دور البطلة، وكانت المفاجأة أنها قدمت الدور أفضل من الممثلة الأصلية، ومنذ ذلك اليوم أصبح وجود "زينات" في أي عمل تقدمه الفرقة شرط أساسي، بل وأصبحت الأدوار تكتب لها خصيصًا.