رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصحاب الهِمَم.. ذوو القدرات الخاصة


لا بد أنك ستتوقف أمامهم فى إعجاب شديد، بما استطاعوا أن يُنجزوه رغم الصعوبات التى لديهم.. ولا بد أنك ستُحيى فيهم العزيمة والقدرة على تخطى هذه الصعوبات التى ولدوا بها أو حدثت لهم خلال حياتهم.. إنهم أطفال يمتلكون مواهب خارقة تحدّوا بها صعوبات بالغة، لكن لديهم قدرات خاصة تجعلنى أقول، إنهم بالفعل «أصحاب هِمَم».
إنهم يستحقون أن نعرف أحلامهم، وأن نساعدهم فى تحقيقها إن استطعنا ذلك، وأن ندعمهم وأن نكون مدركين أنهم يقدمون أفضل ما لديهم من خلال الرعاية والتشجيع والدعم والصبر.
صحيح أن الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة تكون لديه صعوبة فى قدراته الجسدية أو إعاقة ذهنية أو بسبب حادثة وقعت له، إلا أنه من ناحية أخرى تبين أن رعايته فى حاجة إلى جهد كبير وحب صادق وصبر طويل من أسرته وممن حوله ومن مجتمعه.. كما أن لديه حقوقًا فى حُسن معاملته وفى تعليمه وله حق فى سوق العمل أيضًا بنسبة قررتها منظمة الأمم المتحدة.. ومن أجل ذوى الاحتياجات الخاصة خصصت منظمة الأمم المتحدة يومًا عالميًا لهم فى شهر ديسمبر، لإلقاء الضوء على حقوق المعاقين ومتطلبات رعايتهم، حيث إن نسبة ذوى الاحتياجات الخاصة هى نسبة كبيرة فى العالم لأنها تبلغ مليار شخص فى أنحاء العالم، أى نحو ١٥٪ وهى نسبة لا بد من الالتفات إليها وإلى رعايتها.
وفى مصر ازداد الاهتمام بهم، حينما خصص الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضى عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، مما لفت النظر إلى ضرورة الاهتمام باحتياجاتهم ورعايتهم.. وأتيح لى مؤخرًا أن أكون معهم ووسطهم وبالقرب منهم، وأن أتابع حالتهم، حيث تشرفت بأن تم اختيارى كعضو لجنة تحكيم فى الملتقى الدولى لذوى الاحتياجات الخاصة فى دورته الثالثة، والذى أقيم تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى شاركت فيه ٣٨ دولة برئاسة خبيرة المهرجانات القديرة سهير عبدالقادر.
وكانت فى الحقيقة تجربة فريدة بكل المقاييس.. ففى البداية تحمست بدافع من تشجيع مواهبهم الفنية، والمشاركة فى عمل إنسانى من طراز رفيع، وبعد أن وضعنا المعايير كلجنة دولية فى الاستعراضات الفنية والأغانى والموسيقى للالتزام بها كلجنة فنية، انتابنى إحساس مختلط بالبهجة والتفاؤل والأمل، كما انتابنى وغمرنى أيضًا تعاطف إنسانى إلى حد الاندماج الكامل معهم.. فكل فرقة وكل موهبة فنية تدخلك فى حالة خاصة من البهجة الفريدة والتفاعل معهم، فوجدت نفسى أقف تحية لبعض المواهب الفنية.. إنهم يؤدون الفقرات كأنهم محترفون وبتميز وحماس واندماج كلى مع الموسيقى.. أما المواهب الفردية فكانت أيضًا باهرة.. من مصر التى شاركت بعروض متنوعة ومن الصين ونيجيريا واليونان والهند والسودان، وغيرها من الدول المشاركة.. ولقد كبر الملتقى الدولى فى دورته الحالية وزاد عدد المشاركين فيه سواء من الفرق أو من الدول.
وفى نهاية الملتقى، بعث الأطفال رسالة شكر للرئيس السيسى الذى يعتبرونه الأب الروحى لهم نظرًا لرعايته المهرجان وهم يحلمون بحضوره فى الدورة الرابعة.. وهناك مطلب آخر لهم وهو الاندماج فى المجتمع.. وهو مطلب عادل أقرته القوانين لهم فى منظمة الأمم المتحدة، بحيث لا يعيشون فى عزلة، وبحيث يشعرون بأن المجتمع يتقبلهم ويحس بوجودهم.. وكلا المطلبين هما من أحلام ذوى الاحتياجات الخاصة الذين منحونى طاقة محبة لن أنساها حينما أحسوا بمحبتى لهم والذين يستحقون من المجتمع الدعم والرعاية، لأن الله قد حباهم بمواهب خاصة تنطلق كأفضل ما يكون بالتشجيع.. إنهم أصحاب هِمم خاصة وقدرات خاصة يستحقون كل رعاية ممكنة لهم.. وتقدير خاص لكل أم صبرت ورعت هذه المواهب الخاصة المتميزة.