رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالوهاب البياتى

جريدة الدستور

٨ نيسان
أنا عامل، أُدعى سعيد
من الجنوب
أبواى ماتا فى طريقهما إلى قبر الحسين
وكان عمرى آنذاك
سنتين- ما أقسى الحياة
وأبشع الليل الطويل
والموت فى الريف العراقى الحزين-
وكان جدى لا يزال
كالكوكب الخاوى، على قيد الحياة
١٣ مارس
أعرفت معنى أن تكون؟
متسولًا، عريان، فى أرجاء عالمنا الكبير!
وذقت طعم اليتم مثلى وضياع؟
أعرف معنى أن تكون؟
لصًا تطارده الظلام
والخوف عبر مقابر الريف الحزين!
١٦ حزيران
إنى لأخجل أن أعرى، هكذا بؤسى، أمام الآخرين
وأن أرى متسولًا، عريان، فى أرجاء عالمنا الكبير
وأن أمرغ ذكرياتى فى التراب
فنحن، يا مولاى، قوم طيبون
بسطاء، يمنعنا الحياء من الوقوف
أبدًا على أبواب قصرك، جائعين
١٣ تموز
ومات جدى، كالغراب، مع الخريف
كالجرذ، كالصرصور، مات مع الخريف
فدفنته فى ظل نخلتنا وباركت الحياة
فنحن، يا مولاى، نحن الكادحين
ننسى، كما تنسى، بأنك دودة فى حقل عالمنا الكبير
٢٥ آب
وهجرت قريتنا، وأمى الأرض تحلم بالربيع
ومدافع الحرب الأخير، لم تزل تعوى، هناك
ككلاب صيدك لم تزل مولاى تعوى فى الصقيع
وكان عمرى آنذاك
عشرين عام
ومدافع الحرب الأخير لم تزل.. عشرين عام
مولاى..! تعوى فى الصقيع