رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنزويلا أمام مجلس الأمن: نرفض التدخلات الخارجية في شئوننا

الرئيس نيكولاس مادورو
الرئيس نيكولاس مادورو

رفضت فنزويلا التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية، خصوصا ما أعلنته بعض الدول بشأن مطالبة الرئيس نيكولاس مادورو بإجراء انتخابات رئاسية وإلا الاعتراف برئيس البرلمان كرئيس للبلاد.

وقال مندوب فنزويلا في مجلس الأمن - خلال جلسته مساء اليوم السبت بشأن الأوضاع في بلاده إن فنزويلا ترفض المهلة التى أعلنتها فرنسا وإسبانيا بشأن دعوة الرئيس مادورو لإجراء انتخابات رئاسية في البلاد.

وأضاف أن حكومة بلاده ترحب بالحوار البناء مع المعارضة دون تدخل من الخارج، مؤكدا أن الحكومة تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

من جانبها، اعتبرت مندوبة فرنسا آنا جيغين أن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تشهدها فنزويلا في السنوات الأخيرة لم تعد مسألة داخلية، بل تعد ضمن عوامل عدم الاستقرار الإقليمي، داعية إلى حل الأزمة عبر الحوار واحترام إرادة الشعب.

وشددت على ضرورة أن يستخدم مادورو "آخر فرصة" متاحة له لتحقيق حل سياسي للأزمة، داعية الرئيس إلى احترام حصانة البرلمان.

وأكدت أن باريس ستعترف بجوايدو رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

أما الولايات المتحدة، فدعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو - في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، وفقا لقناة " الحرة " الأمريكية - إلى دعم الانتقال الديمقراطي في فنزويلا بقيادة خوان جوايدو، مشددا على أن نظام الرئيس نيكولاس مادورو غير شرعي.

وقال بومبيو إن مادورو قمع شعبه لسنوات ودمر بلاده اقتصاديا وسياسيا، مشيرا إلى أن ثلاثة ملايين من المواطنين غادروا فنزويلا إلى دول الجوار الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن الإقليمي.

وأضاف "أن الوقت حان لكي تتخذ جميع الدول موقفا يدعم الشعب الفنزويلي وتعترف بالحكومة الديمقراطية بقيادة جوايدو"، موضحا أن المخابرات الكوبية تدعم مادورو وتقدم له خدمات شخصية، معربا عن أمله في عقد انتخابات في فنزويلا في أقرب وقت ممكن، مشددا على ضرورة توفير الحماية للبعثة الأمريكية هناك وفقا للاتفاقيات الدولية ذات الخصوص، وذلك قبل ساعات من موعد الطرد الذي حدده مادورو.

من جانبه، أعرب مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي عن قلق بلاده إزاء تطورات الأحداث في فنزويلا وسقوط ضحايا مدنيين أثناء الاحتجاجات، داعيا حكومة كاراكاس إلى احترام حرية التعبير والتجمهر.

وحثت الكويت جميع الأطراف على تقديم أولوية المصالح الوطنية لا الحزبية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يتصرف مجلس الأمن استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدولة وتفادي أي تدخل خارجي في شئونها.

بدورها دعت الصين جميع أطراف الأزمة الفنزويلية إلى التصرف بعقلانية وهدوء، وإيجاد حل للنزاع عبر الحوار وضمن إطار الدستور.

وأعرب المندوب الصيني عن دعم بكين لجهود حكومة كاراكاس الرامية إلى الحفاظ على الاستقلال والسيادة والاستقرار، وحث الجميع على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لا سيما مبدأ عدم التدخل في شئون دول أخرى.

وشدد الدبلوماسي الصيني على أن الأزمة الفنزويلية داخلية وليست دولية، مؤكدا أن لدى الشعب الفنزويلي وحده الحق في تقرير مصيره.

وعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة بطلب من الولايات المتحدة لبحث الأزمة التي اندلعت في فنزويلا منذ أيام.
وصوت المجلس في بداية الجلسة بتسعة أصوات مؤيدة مقابل أربعة معارضة وامتناع عضوين على تبني جدول أعمال مؤقت لبحث "الوضع في فنزويلا".

وصوتت روسيا ضد جدول الأعمال هذا، واقترحت آخر مختلفا يقضي بالنظر في عدم "التدخل في شئون فنزويلا الداخلية".

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قد قال - خلال الجلسة - إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تنفيذ انقلاب في فنزويلا في انتهاك واضح لمعايير القانون الدولي، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات تمثل تهديدًا للعالم.

وأكد نيبينزيا ضرورة النظر لهذا الموقف على أنه يمثل تهديدًا لفنزويلا، وأن الإجراءات من جانب أمريكا وحلفائها التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس الشرعي لفنزويلا تشكل تهديدًا للعالم.