رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثم ماذا يا حكومتنا الحنينة الرومانسية؟!!


أمر مؤسف، أن يتسابق ببغاوات البوح بغباوة وإلحاح برسائل حنونة رقيقة تدعو الالتزام بقيم اللطف والسماحة والطهر والنقاء والعطف والإنسانية وصولاً للمطالبة الصريحة بالمصالحة.. أراها فى النهاية رسائل غبية خائنة فى غير محلها، وليس أوان بثها..

من يتابع تصريحات الرئاسة ومستشارها السياسى وأيضاً قرينه الإعلامى، ومن تلاهم من نخبة الندامة حول ضرورة المصالحة يتعجب لأمرهم، وأسأل ألا يدركون مخاطر استمرار ممارسات سياسية واجتماعية فاشية من جانب بشر قرروا مناصبة العداء للجيش والشرطة والقضاء والإعلام والأزهر والمخابرات والكنيسة وغيرها من المؤسسات الكبرى فى الوطن، ومن زاوية أخرى دخلوا فى منازلات ومعارك رذيلة مع الناس فى الشارع وعبر كل وسائل الميديا مع التيارات الليبرالية واليسارية وأهل الثقافة والإبداع والفنون والشيعة والأقباط والبهائيين، فضلاً عن استمرار تجاهل وانتقاص حقوق المرأة والشباب والفقراء وأهالى النوبة وسيناء؟!!!!..

فى نهاية حلقة قدمتها هالة سرحان مع مواطن مارق خارج من نار عالم الإخوان «معفى عنه بأمر الله»، وحالياً هو الفاضح الكاشف الناقد والمحذر الناصح لدرء مفاسد مخرجاتهم اليومية.. قال المعفى عنه بأمر الله: «بعد كل الكلام الثقيل فى الحلقة أود وضع نهاية باسمة مخففاً الأمر على المتلقى العزيز.. فى صلاة الجمعة اللى فاتت كان بجوارى صديق إخوانى قديم والرجل على عهده بجماعته رابط الجأش ثابت لايحيد، وجدته رافعا إلى الله الأكف يكيل الدعاء أن ينزل الله بالكفار واليهود كل مصائب الدنيا والآخرة، وفى نهاية الدعاء يتمنى أن تكون نسوانهم سبايا له ولجماعته ولكن من غير المرضى بالإيدز».. وراح الضيف ومحاورته فى ضحكة ممتدة وحتى نزول تيترات نهاية البرنامج.

والحقيقة أننى أرى أن الرجل المعفى عنه بأمر الله ونكتته الأخيرة (بقصد أو غير قصد) قد أوجز كل ماحكى عن مشاكل وخصائص وسبل تربية أهل ذلك الفصيل من خلال ما يصدر بعفوية عن بسطاء تلك الجماعة هى فى الحقيقة مظاهر كاشفة تستأهل العطف والشفقة قبل أن تثير الابتسام، فصاحب الدعاء حاول أن يفهم المحيطين ولنفسه أنه يفهم فى السياسة ومهموم بأمر توجيه اللعنات للأعداء (وهو أمر يميز الإخوان فهم لا يناضلون ولا يدخلون فى معارك وإنما يتركون أمر المواجهات والنضال لفصائل التيارات الأخرى مع تحفيزهم بالهتاف أنهم ذاهبون بالملايين للقدس !!!).

ودعاء الرجل كاشف بعفوية عن التركيبة التربوية والأخلاقية لأفراد تلك الجماعة، فهم يفضلون حتى وهم فى حضرة الإله العظيم لا يطلبون مدداً إلهياً لإعانتهم على مواجهة العدو فيطلبون منه أن يحارب عنهم، والأهم لا طلب للخير والنماء للوطن والبشر لتحقيق الرفعة والتقدم، إنما الخارج من صدورهم هو مكنون غل وشر لا يدارونه حتى وهم فى بيوت الله!!!

والإخوانى صاحب الدعاء بما قاله فى الدعاء يكشف أنه لا يصلى لمرضاة الإله كما يأمل أى مصل مؤمن فى الدنيا، ولكن لطلب غنائم خاصة، ولعل معركة شعبنا مع الإخوان منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى سقوط المعزول أكدت حقيقة تركهم للثوار فى الميادين والذهاب لحصد الغنائم، وعندما يدركونها فالأمر مغالبة حتى لو لم يشاركوا فى الثورة!!!

أما الأمر الأغرب حقاً هذا التفكير والانشغال الشهوانى بالسبايا من نساء الكفار فى صلاته الخاشعة فى حضرة المولى العظيم وبصوت يسمعه المعفى عنه بأمر الله، وهو لا ينسى وضع شروط ومواصفات لهن حتى لا يكون الحصاد مغشوشاً والغنائم مصادر للهلاك !!!! إنهم الإخوان ولعل أمر معاشرتنا لهم فى تلك المراحل الانتقالية تجعلنا نصلى ونركع للإله القادر شكراً لعونه للشعب العظيم وجيشه وقادته العباقرة للخلاص من احتلال بغيض من قبل بشر كاره للإنسانية والخير والإبداع.

فى مقال سابق، سألت تلك الأسئلة، قلت.. قال لك إيه.. قال المُصالحة ضرورة.. ياترى هو خوف من الإرهاب؟.. ولا الحكاية ادعاء المثالية والملائكية للمفاضلة بين زمانهم وزمن من ثاروا عليهم؟.. ولاهيه حدوتة التماهى مع فكرة الادعاء بأهمية إعادة اللُحمة بين أبناء البلد الواحد، و كمان مُراضاة مراكز حقوق الإنسان العالمية، وكأننا لانعيش حالة شعب قام بثورة شوهها بعد الغدر بأصحابها طرف آخر، واستهان بتضحيات المصرى فى الميادين ليصل قيادات الآخر بانتهازية إلى سدة الحكم؟..

وكمان قال لك لا إقصاء لفصيل سياسى، وقالوا: دعوناهم للمشاركة بحقائب فى الحكومة، وكمان بإنشاء مجلس للمصالحة سيعمل فور الانتهاء من تشكيل الحكومة، كل اللى فاضل نسمع التصريح التالى «الرئاسة زى ما أكدت إن مرسى فى مكان لائق، نحب نقول لكم بمجرد الانتهاء من المصالحة ماعندناش مانع مُرسيكم وكُرسيكم يرجعولكم، همه كانوا بس أمانة عندنا ونحن للأمانات لحافظون، وأنتم فى ننى العين ..وكمان ولا مؤاخذة وزيادة فى الاطمئنان عملنا ليكم وزارة للمصالحة الوطنية وأى خدمة، بس عندنا من غير ملامة وعتب سؤال ..عايزين نعرف هو الصلح هيكون مع مكتب الإرشاد والجماعة، ولا حزب الحرية والعدالة، ولا الجمعية الجديدة اللى عملتها ليكم وزارتكم فى يوم وليلة، ولا جبهة الضمير، ولا حزب الوسط، ولا حزب غد الثورة، ولا وائل قنديل، ولا أحمد منصور، ولا عمرو حمزاوى ولا هويدى ولا جماعة فرمونت، ولا أشاوس رابعة العدوية وأبطال موقعة الحرس الجمهورى؟!!!».

وجاءت الإجابة فسبوكية على لسان من أطلقت على نفسها «همسة عتاب»... لقد أثبت التاريخ أن المصالحة مع تيار الإسلام السياسى أو (عمل مراجعات) كانت مجرد هدنة مؤقتة، حتى إذا ما سنحت لهم فرصة السلطة يضربون بمراجعاتهم عرض الحائط.. فأمراء الإرهاب والذين (عملوا مراجعات) مع نظام حسنى مبارك ها هم الآن ينقلبون مرة أخرى ويتزعمون أعمال التطرف والإرهاب من جديد.. فمن وجهة نظرى لا تجب مصالحتهم أبداً.. لا لمصالحتهم بسبب الهيئات الحقوقية.. فهم لم يحترموا أى حقوق.. لا لمصالحتهم بهدف المثالية.. فهم لا يعترفون بها على الإطلاق.. لا لمصالحتهم لكونهم مصريين... فالمصريون لا يقتلون المصريين ويستبيحون دماء ومقدسات إخوتهم.

■ كاتب

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.