رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بائع جرائد بالمنوفية.. واجه الإخوان ولقب بصديق الصحفيين وكرمه المحافظ

جريدة الدستور

كشك خشبي صغير، ومنضدة ذات شكل مُستقيم عليها الكثير من الجرائد المصرية، سواء القومية أو الخاصة أو الحزبية، إلى جانب عدد من الصُحف الأجنبية يطلبها طلاب الأقسام الأجنبية بجامعة المنوفية، يُعلق محمود نوفل الرخصة الخاصة بالكشك والتي حصل عليها بعد عناء كبير عند باب الكشك الذى لا يتعدى السنتيمترات، يقطن بائع الجرائد منطقة "صف صف" بمدينة شبين الكوم منذ سنوات كثيرة، مُحافظًا على مهنته التي يعشقها -حسب وصفه؛ على الرغم من عزوف الكثير عن القراءة بعد انتشار المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

تشعر عند وقوفك بكشك عم محمود، وكأنك تجلس داخل قهوة المُثقفين بوسط البلد بالقاهرة، وليس أمام كشك للجرائد صاحبه رجل منوفي بسيط.

يُحاول البائع الشهير، منذ اليوم الأول له بـ الكشك المُرخص، الترويج لكافة الأخبار التى تخص الشارع المنوفي، خاصة الحوادث الغريبة، يعمل "نوفل" على إيصال المعلومة لجميع المواطنين، حتى إذا أثر ذلك على عملية البيع، اتخذ البائع جروبات الفيس بوك لنشر كل أحداث المحافظة، ليُتابع الجميع كل ما يُكتب فى بلاط صاحبة الجلالة لحظة بلحظة.

أمام كشك عم محمود تجد الصحفيين مصطفين، كلٌّ أمام جريدته، يقرأها على مسامع الآخرين ليتداخل معه بائع الجرائد وتبدأ المناقشة والتي غالبًا ما تنتهي بعرض وجهات نظر تظن أنها أبعد ما تكون عن ذهن رجل يبدو عليه البساطة، ليس هذا فحسب بل يتسابق المسئولين والموظفين بالدواوين الرسمية والمديريات لزيارة الكشك حتي وإن لم يقوموا بالشراء.

المسئولون داخل المنوفية يذهبوا إلى الكشك بين حينًا وآخر ليتبادلوا وجهات النظر في آخر تطورات الأحداث بالمحافظة.

محمود، أصبح حلقة الوصل بين المواطن والصحفيين.. عنده تُعرض جميع المشكلات وكأن الكشك الصغير مكتبًا للصحفيين، حتى أنه أصبح يُلقب بـ "صديق الصحفيين".

ولـ "نوفل" موقفًا شهيرًا في أحداث التخريب التي تبنتها جماعة الإخوان المُسلمين، في وقت سابق من الأيام، حيث نجح البائع البسيط فى إنقاذ ركاب قطار شبين الكوم من كارثة مُحققة فور إضرام عناصر جماعة الإخوان الإرهابية للنار بعدد من عرباته أثناء دخولها لمحطة السكة الحديد.

وكان البائع أول شهود العيان على احتراق عربتان بالقطار رقم 122 القادم من مدينة طنطا إلى مدينة شبين الكوم، بعد أن أجرى اتصالًا هاتفيًا بالدكتور أحمد شيرين فوزي، محافظ المنوفية آن ذاك ليُخبره بالواقعة، التى أنتهت بتكريم المحافظ له.

وعن حادث القطار، يقول محمود نوفل، إنه وكعادته يتوجه عقب الانتهاء من أداء صلاة الفجر إلى محطة السكة الحديد بمدينة شبين الكوم لاستلام الصحف القادمة مع قطار الصحافة، مُضيفًا أنه حريصًا على ذلك الموعد منذ سنوات.

استكمل نوفل، فوجئت بالقطار يدخل المحطة والنيران مُشتعلة بالعربتين الأخيرتين، مُضيفًا أنه كان أخذ الرقم الخاص للمحافظ من صديق، فاتصل به، ليتفاجئ باستجابة المحافظ آن ذاك على اتصاله، وأخبرته بما حدث.

بائع الجرائد يقول، أنه لم تمر سوى دقائق معدودة وتحولت المنطقة إلى مكان لتوافد القيادات الأمنية وسيارات الحماية المدنية والإسعاف، وتم التعامل الفوري مع الحريق.