رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات إلهام شاهين عن التمثيل والزواج والأمومة

جريدة الدستور

لا تفكر الفنانة إلهام شاهين في رد فعل الجمهور عند استعداداها لتقديم شخصية جديدة، كل ما يهمها هو إجادة تجسيد الشخصية على الشاشة، وتقديم كل الأنماط الموجودة في الحياه، هذه هي فلسفتها التي تحكمها في التمثيل وإختيارها للأدوار الفنية.

فعندما شاركت بدور البطولة في مسلسل"السيرة العاشورية" 1998، سيناريو وحوار محسن زايد، إخراج وائل عبد الله، بدور بنت فقيرة "فلة" وجدها صاحب غرزة لتعمل في خادمة لرعاية الزبائن، وتغني وترقص، نظير طعامها وشرابها ومبيتها، فتتزوج من عاشور الناجي "نور الشريف"، وقدمت من خلال تلك الشخصية أغنيتين من تأليف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحنهما ياسر عبد الرحمن، وقفت إلهام شاهين في الإستديو وقالت للعاملين: "أنا قدمت كل أنواع التمثيل من خلال هذه الشخصية"، حسب حديثها لمجلة المصور 1999.

وفي 2009 قدمت إلهام شاهين، دورًا في فيلم "واحد صفر" ضمن بطولة جماعية، فقالت: "لم يكن لدي طلبات أو شروط، أردت تقديم فيلم حلو فقط وأقدم فن متميز ولم تكن هي المرة الأولى التي أشارك فيها في بطولة جماعية، ففي فيلم (أيام الغضب) شاركت بـ7مشاهد فقط وحصلت على عدة جوائز عن هذا الدور، المهم هو الدور حلو في النهاية".

فيلم "واحد صفر" كان حلم بالنسبة لـ"شاهين"، لطالما تمنت أن تقدم مثل هذه النوعية من الأفلام، وبالشكل الذي كانت تشاهده في الأفلام الأجنبية منذ أكثر منذ سنين طويلة بهذا البناء الدرامي للشخصيات وبهذا التكنيك إلى أن التقت بمريم نعوم عام 2005 التي كانت تكتب الفيلم وتحمست "شاهين" للفيلم، إلى أن خرج للجمهور.

حتى عندما تحدثت عن أحب الشخصيات التي قدمتها في مسيرتها الدرامية، كانت شخصية "ناهد الوكيل" التي جسدتها في مسلسل "في نصف ربيع الآخر" 1996 هي الشخصية الأكثر قربًا لها، لأنها قدمت من خلالها قدرًا كبيرًا من التمثيل المتنوع.

شخصية "زاهدة" التي قدمتها من خلال مسلسل "البراري والحامول" 1995، إخراج حسين عمارة، تأليف سمير عبد العظيم، وبترشيح من الفنانة فاتن حمامة لهذا الدور، بعدما قدمت "فاتن" نفس الدور في الإذاعة، فتعتبرها "شاهين" نقلة فنية جديدة في حياتها الفنية، وكانت تظن أن هذه الشخصية قد تلاقي إهتمامًا أكبر مما حصلت عليه، لكن توقيت عرض العمل الدرامي خذلها، فقد عُرض في شهر أغسطس والجمهور في المصايف، ويفضل أيضًا الذهاب لدور العرض السينمائي أو المسرح في تلك الفترة.

أما من ناحية النقاد، فقد اعتبروا دورها في فيلم "أيام الغضب" 1998، نقلة فنية ودورًا مختلفًا يعبر عن فنانة تمتلك قدرات خاصة ومتميزة، واعتبروه شهادة ميلاد للفنانة إلهام شاهين التي قالت عن الدور: "تحديت نفسي لأثبت أنني ممثلة بعيدًا عن كل الأشياء التي تلفت الأنظار دائمًا للبطلة كالملابس والماكياج أو طور الدور، لم أتردد في قبول ستة مشاهد أؤديها في هذا الفيلم بغض النظر عن كوني نجمة أؤدي دائمًا أدوار البطولة والدور الذي أديته يعتمد على التعبير وليس الحوار"، حسب روز اليوسف في 1989.

تزوجت إلهام شاهين، من عزت قدورة عام 1996، الذي يكبرها بـ20سنة، رغمًا عنها تخلصًا من "رزالته" ومن مشاكله المتكررة، فكان دائم الحديث عنها بشكل يشوه سمعتها ويسىء إليها، كان يعدها "لو اتجوزتيني مش هاعمل لك مشاكل"، فاتقاءً لشره تزوجته، واشترطت أن تكون العصمة في يدها، وهي تعلم أنه سبب قد يزعج كرامة "قدورة"، لكنه وافق ولم يعترض.

بناء على رغبة "قدورة" أخفت "شاهين" أمر الزواج عن الصحافة والرأي العام، لحين زواج ابنته الكبرى ومراعاة لمشاعر زوجته وأولاده، لكنهما اتفقا على إعلان الزواج بعد زواج ابنته، فلم يفِ بوعده، فظلت "شاهين" تنتظر لمدة 10 أشهر بعد زواج ابنته، فانفصلا بعد إختلافهما في الطباع والأخلاق والبيئة والفكر، ولم يستمر الزواج بينهما إلا لمدة 10 أشهر فقط من يوليو 1996 حتى مايو 1997، حسبما ذكرت في حوارها لجريدة روز اليوسف 1998.

أما عام 1989 فله خصوصية في حياة إلهام شاهين، فقد شهد زخمًا كبيرًا من الناحية الفنية، ومن الناحية الأخرى نزاعاتها مع "قدورة"، عُرض لها أعمال سينمائية كثيرة "عفريت النهار"،"هارمونيكا"،"أرض أرض"، "القتل اللذيذ"، خمسة أفلام مرة واحدة، بجانب المسرح الذي كانت تشارك فيه بتقديم عروض داخل القاهرة وخارجها، بالإضافة لمشاركاتها في المهرجانات لافنية مثل شيكاغو، قرطاج، الإسكندرية.

وأثناء انشغالها بتصوير مشاهدها في فيلم "سوق المتعة" الذي جسدت فيه شخصية "أحلام خد الجميل"، رحل والدها، لم تلجأ "شاهين" للإجازة الطويلة وإكتفت بساعات معدودة تجاوزت فيها حزنها عليه، وعادت للتصوير مرة أخرى، وقبل أن تستعد لإنعاش روحها من تلك الأحزان المتراكمة من مجهودها الذي بذلته في الفيلم ووفاة والدها، طلبها المخرج سعيد مرزوق لتبدأ معه تصوير فيلم "جنون الحياة" في مدينة الإسكندرية، فوافقت رضوخًا للإغراء الذي يبدو من الشخصية "سناء" التي لم تقدمها من قبل، فضلًا عن أنها لم تلتق المخرج سعيد مرزق قبل ذلك.

وفي أثناء تلك الفترة عام 1999 عُرض فيلم "الظالم والمظلوم"، مفاجأة، بعد أن نسيته "شاهين"، فقد تم تصويره عام 1987، وظهرت فيه كضيفة شرف بناء على طلب من الفنان الراحل نور الشريف، وتعطَل عرضه لمدة 12عامًا نتيجة لبعض المشكلات تخص التوزيع والانتاج، حسبما قالت في حوارها بالأحرار 1999.

وقدمت الفنانة إلهام شاهين، بعض الأعمال كمنتجة، منها فيلم "يوم للستات" 2016، وانسحب جهاز السينما من إنتاج الفيلم بعد أن كان مشاركًا في الإنتاج، و"هز وسط البلد" 2015ـ الذي عُرض في نفس وقت عرض فيلم "ريجاتا" التي كانت تشارك فيه بطولته "شاهين"، ولم يكتب لفيلم "كارجو" الخروج للجمهور، قالت: "مشروع فيلم أعلنت عن إنتاجه لكنه لم ينفذ، بسبب التكاليف الباهظة للسيناريو وهو للسيناريست صلاح فؤاد، والمخرج نادر جلال طالب وزارة الدفاع اللبنانية بتوفير أسلحة وعتاد وجنود لأن الفيلم يصور جيشًا كاملًا في فترة اجتياح إسرائيل للبنان، لكن وزارة الدفاع لم ترد".

وترى "شاهين" أن الأمومة شىء مهم جدًا، وهي من الأساسيات التي كانت تسعى لها عند ارتباطها أو زواجها، وتحلم أن يكون لديها ابنًا، كما أنها لا تعارض أن تكون زوجة ثانية، ولن يمثل لها وجود الزوجة الأولى مشكلة أو عقبة، طالما أنها مؤمنة بهذا الرجل وتحبه بالفعل.

لُقبت إلهام شاهين داخل الوسط الفني بـ"قناصة الجوائز" في فترة التسعينات، فظلت لمدة خمس سنوات تشارك في المهرجانات الفنية وتحصد الجوائز، فحصلت على جائزة أحسن ممثلة لمدة ثلاث سنوات متتالية من المهرجان الماثوليكي، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان القاهرة الخامس للإذاعة والتلفزيون، وحصلت عن فيلم "يادنيا يا غرامي" بخمس جوائز، وشارك فيلم "دانتيلا" في مهرجان شيكاغو لأول مرة بعد مشاركة فيلم"المومياء" لشادي عبد السلام.