رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزيارة الملكية لملكة بلجيكا ونجلتها لأسوان


كل سنة ومصر وأهلها الطيبين بخير.. وها نحن نبدأ سنة جديدة فيها لكل منا الكثير من الآمال والأمنيات والطموحات والهواجس أيضا.. ورغم كل ما يحدث من حولنا ضدنا.. تظل مصر في القلوب مهما واجهت من مخاطر.. ويظل معدن أبنائها المخلصين لها من كل الفئات، وهم غالبية شعبنا الأبي.

ففي لحظه الخطر يدهشنا ما يفعله المصريين.. فهم يظهرون وعيا جماعيا يتحول إلي كتيبة دفاع عن أمن واستقرار بلدهم.. ويظهر نوع نادر من الصمود لا يعرفه إلا المصريين وحدهم ولا يمارسه إلا الشعب المصري دون سواه.. ولقد حدث هذا بشكل أدهش العالم في ثورة شعب مصر الهادرة في ٣٠ يونيو ٢٠١...فبعد دقائق من الحادثة الإرهابية التي تفجرت فيها عبوة بدائية الصنع في أتوبيس سياحي يقل بعض السائحين الفيتناميين.. سادت حالة من الغضب العارم والاستياء الشديد قلوب ووجوه المصريين من جراء الحادث الإرهابي الخسيس ونتيجة إصابة بعض السائحين بسببه.
ثم بدأت عاصفة شعبية من التنديد بالواقعة الأليمة تصحبها بحث واستقصاء ومتابعه وفهم ما حدث وكل ذلك كان واضحا علي مواقع التواصل الاجتماعي ثم نجد بعدها الاستياء العام من العملية الإرهابية الخسيسة ثم عمت مواقع التواصل الاجتماعي من كثير من النساء ومن الرجال من فئات مختلفة صور المرشد السياحي الذي توفي في الأتوبيس حيث كان بصحبه السائحين في الأتوبيس السياحي ونقلوا كلمات كتبها من خلال صفحته علي الفيس بوك تؤكد انه لديه ميول مع الجماعة الإرهابية..وانه قد وضع شارة اعتصام رابعة العدوية وأنه يهاجم ثوره شعب مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.وهكذا بدأ الشعب يعبر عن استيائه من ميول المرشد السياحي في نفس الوقت الذي يبدي تعاطفه الكامل مع السائحين ومع بلدهم وبما يعكس درجه عاليه من الوعي والانتماء لدي الشعب المصري والرفض الكامل لكل الممارسات الإجرامية للجماعة الظلامية.
إنها رسائل واضحة علي مواقع التواصل الاجتماعي تكشف موقف واضح لوقوف الشعب المصري يدا واحده وحرصه علي امن مصر القومي واستقرارها والتفافة حول قيادته وانتشرت في خلال ساعات صور الاعتزاز بمصر ووضع المصريين صور الأهرامات والنيل وأبي الهول وصورا أخري من مواقع سياحية شهيرة بمدينه الأقصر والآثار الفرعونية وكل ما نفتخر به من عراقه بلدنا..إن المصريين ليسوا كأية شعوب أخري وإذا كنا نقول انه ليس لهم كتالوج خاص وأنه يصعب توقع ردود أفعالهم..إلا أن هناك شيئا مؤكدا بخصوص أهل مصر فيما عدا من هم من أبناء الظلام والإرهاب والتطرف وهو أن المصريين لديهم وعي عالي فيما يتعلق بأمن وطنهم إنهم يصبحون يدا واحده في لحظات وينسون مشاكلهم ومتاعبهم وشكواهم من أمور تؤرقهم أو صعاب في حياتهم اليومية ويصبحون كتله كبيره متماسكة صامدة تدافع عنها ضد أي اعتداء أو مساس بها.. والأمر المؤكد الثاني هو أن لمصر سحر خاص حتي في أصعب لحظاتها.. ففي صباح اليوم التالي حظيت مصر بزيارة ملكية أثلجت صدر المصريين، حيث حلت ضيفة علي مدينة أسوان الجميلة الأسرة الملكية البلجيكية متمثلة في ملكة بلجيكا ونجلتها.. والتي اختارت مدينة أسوان الساحرة لقضاء أعياد رأس السنة بها.. وسرعان ما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الأسرة الملكية التي سعد المصريين بزيارتها بقدر استيائهم من الحادث الإرهابي.
وإذا كنت أقول: عمار يا مصر بقدوم الزيارة الملكية العزيزة والتي أشاعت نوعا من الترضية لنا في توقيتها إلا أنني أيضا أتوقف قليلا أمام الدروس المستفادة من الحادث.. أولها:جاءت زيارة المهندس مصطفي مدبولي رئيس الوزراء لتؤكد حرص مصر علي اعلي مستوي علي رعاية السائحين والاهتمام بأمرهم ومتابعه حالتهم الصحية والنفسية مما يعطي رسالة للعالم بان مصر حريصة علي كل سائح يزور مصر وعلي رعايتهم رغم تنديدها واستيائها من الواقعة الأليمة ذاتها.
ثانيها: أنه أيا كان حجم الحادث فانه وقع في طريق سياحي معروف تمر به زيارات متكررة للأفواج السياحية مما يستدعي تأمين الطرق السياحية المعروفة الخاصة بالمزارات المصرية والتي لابد أن تكون مؤمنه بالكامل في أي وقت..صحيح أن الأمن يبذل جهودا جبارة نشعر بها جميعا ومداهمات إستباقية لأوكار الإرهابيين إلا أننا لابد أن نكثف الحماية في مسارات الزيارات السياحية أيضا حتي لا يتكرر ما حدث.
ثالثها: إن هناك ضرورة لان تحدث عمليه تطهير للخلايا النائمة التي تنخر كالسوس في حياه المصريين والتي ما تزال موجودة في مؤسسات حكومية كثيرة ومؤسسات إعلاميه واقتصادية وصحفية وسياحية وفي وزارات عديدة تمس حياه المصريين ومنها مثلا وزاره الكهرباء والعديد من السوبر ماركت الشهيرة.. ولابد أن ندرك بعد هذا الحادث أن مجال السياحة به شركات عديدة عليها أن تكون علي قدر المسئولية بمتابعه من يعمل معها ومتابعه المسارات والتأكد من وجود رجال امن خاصين بها منوط بهم القيام بالحماية الضرورية للسائحين ومراقبه ما يحدث والتأكد من حسن سير العمل وعدم تغيير المسارات أو تغيرات قد تشكل خطورة للسائحين كما حدث في حاله الأتوبيس الذي كان يقل فوجا فيتناميا حيث علمنا انه تم تغيير مساره المقرر في هذا اليوم.
رابعها: انه لابد من سد الثغرات التي تحدث أولا بأول فقد علمنا أن السائحين تَرَكُوا مع المرشد السياحي الذي توفي والسائق دون أن يتابع احد مسئولي الشركة تحركاتهم أو أن يطمئن علي أحوالهم طوال النهار ده أسفر عن عدم علم مسئولو الشركة بتغيير المسار المفاجيء ومما لاشك فيه أن هذا أمر لا يمكن التغاضي عنه مستقبلا في الشركات جميعها.ومما لاشك فيه أيضا أن هناك حقائق ستتكشف في الأيام المقبلة بعد انتهاء التحقيقات في هذا الحادث.
خامسها:ما زال لدينا ثغرات في التعامل مع الإعلام الدولي الذي يتعامل مع الأمور بمعيارين والذي يتخذ مواقف سافرة ضد مصر فتحدث تغطيات تبالغ في حجم الحادث ورغم أسفنا وحزننا العميق واستيائنا مما حدث إلا أن كثيرا من الفضائيات والبرامج الإخبارية العالمية ما تزال تتخذ مواقف عدائيه من مصر وأحداثها وتقدم الإخبار بما يخدم مصلحه أعدائنا مما يستدعي تغطيات إعلاميه مناسبة من جانبنا..
سادسها: ولابد أيضا وبالضرورة أن نكثف جهود تأمين الكنائس بمناسبة أعياد أشقائنا في الوطن وحتي تمر الأعياد بأمان للجميع.. ولاشك أن هناك مطلب الآن مع بداريه العام الجديد ومع كل ما تحقق من مشروعات قوميه ومن بنية تحتية ومن خطوات إصلاحية كبري اعتقد أننا قد نجني ثمارها في العام الحالي..إن هذا المطلب هو أن تضرب الدولة بيد من حديد عَلِي كل من يهدد امن المصريين..وان تتحقق العدالة الناجزة ضد أعداء الوطن المتآمرين علينا والموجودين بداخل ارض مصر..إنهم كارهون للشعب المصري وكارهون للحياة ذاتها.. وكل عام ومصر بخير.وتمنياتي بسنه رخاء وأزهار واستقرار لنا جميعا أهل مصر الطيبين.