رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب أمريكى جديد: الإسلام انتشر فى عهد النبى بـ«القوة الناعمة»

المؤرخ الأمريكى جوان
المؤرخ الأمريكى جوان كول

سلطت وسائل إعلام دولية الضوء على كتاب أصدره المؤرخ الأمريكى جوان كول، خلال أكتوبر الماضى، ينتقد فيه مفاهيم الإسلاموفوبيا، ويدحض كل الآراء التى تتهم الإسلام بأنه انتشر بالعنف والتطرف، ويعرض الدلائل التى تؤكد أن نبى الإسلام محمد، كان رسول سلام ورحمة.
ويعمل «كول» أستاذًا للتاريخ المعاصر للشرق الأوسط بجامعة ميتشيجان «Michigan» الأمريكية، وعنون كتابه بـ«محمد.. نبى سلام وسط صراع الإمبراطوريات»، مؤكدًا أن النبى محمد جاء فى عصر اتسم بانتشار العنف بشكل لا مثيل له من قبل.
ويؤكد «كول»، وهو مؤسس مدونة «Informed Comment» الإلكترونية المتخصصة فى شئون الشرق الأوسط، مؤلف العديد من الكتب حول قضايا الإسلام والشرق الأوسط، أن دين الإسلام انتشر بشكل واسع خلال حياة النبى محمد، معتمدًا على ما وصفه بـ«القوة الناعمة»، وهى القرآن وما به من رسائل روحية تدعو للسلام والمحبة، وليس باستخدام القوة العسكرية، مشيرًا إلى أن القاعدة الأساسية التى بُنى عليها الدين الإسلامى هى «السلام»، وهو ما جعله من أكثر الديانات اعتناقًا فى العالم.
وقدّم الكاتب الأمريكى خمسة أسباب من الممكن أن تجعل مروجى فكر الإسلاموفوبيا، وعلى رأسهم الأمريكيون، يعجبون بالنبى محمد، أولها أنه كان «رجل أعمال» ناجحًا استطاع أن ينشر تجارته لمسافات بعيدة حول العالم، من غرب الجزيرة العربية إلى أقاليم الشرق الأدنى من الإمبراطورية الرومانية، وإلى فلسطين، وشرق الأردن، وسوريا.
والسبب الثانى هو أن النبى محمد كان يدعو الناس إلى اعتناق القيم الروحية، مثل البر والإحسان إلى الناس، خصوصًا الأقرباء، وإعطاء الصدقة للفقراء واليتامى والمساكين، ووفقًا للكاتب، يصف ما يقرب من ٧٥٪ من الأمريكيين أنفسهم بأنهم روحانيون.
أما السبب الثالث فهو احترام النبى محمد وأتباعه الديانات الأخرى ومعتنقيها إلى درجة الإشادة بهم، مثل النصارى بوصفهم أقرب الناس مودة للمسلمين، واليهود بوصف القرآن لهم «ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون»، ورابع الأسباب هو إيمان النبى بمبدأ حرية العقيدة وأنه «لا إكراه فى الدين»، كما نص القرآن، وهو ما يدعو إليه الدستور الأمريكى، وفقًا للكاتب.
والسبب الأخير هو إيمان النبى محمد بمبدأ أن «الجهاد» أو القتال فى سبيل الله هو مجرد وسيلة للدفاع عن النفس وردع المعتدين وليس من أجل الاعتداء على الغير والتوسع العدوانى، وهو ما نص عليه القرآن «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، وكذلك فى «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها».