رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوجه المتطرف لـ"صافي ناز كاظم"

صافي ناز كاظم
صافي ناز كاظم

بوجهها الضاحك، وابتسامتها التي تملأ الهواء بين الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والشاعر الفلسطيني محمود درويش، كانت الكاتبة الصحفية "صافيناز كاظم" حاضرة، وتصدرت الصورة التي ما زال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولونها بينهم لجمالها وكونها تشهد على وجود أعظم شعراء الوطن العربي معًا.

لكنها في الأيام الأخيرة، وصفت كلًا منهما بالـ"نصاب" بعدما نشرت فيديو للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي يحكي عن ذكرياته مع محمود درويش.

"لقد دخلنا أنا وسناء البيسي وزينب صادق، إلى بلاط صاحبة الجلالة ونحن نحلم بالكتابات الأدبية فاصطدمنا بصخرة كبيرة في الصحافة اسمها علي أمين أثناء عملنا معه، لقد كنا نهرب الشعر داخل الأخبار الصحفية التي نقدمها له، وذات يوم اجتمع الأستاذ على أمين بنا وقال لنا ضاحكًا: ومن الذي قال لكم أننا نكره الشعر حتى تقوموا بتهريبه داخل مقالاتكم، إننا نحب الشعر ونشجعه. في هذا المناخ العلماني كتبت ذات يوم أقول: إن قوميتي الأدبية هى الدكتور يوسف إدريس، لكن بعد أن أعاد الإسلام "صياغتي" أصبحت أجد لجاجة وملل في كتابات هؤلاء العلمانيين الذين أبهرت بهم في بداياتي. بهذه الإجابة ردت الكاتب الصحفية "صافي ناز كاظم" بعد سؤالها عن المدارس الأدبية التي تنتمي إليها أثناء حوارها المنشور في كتاب "حوارات الصفوة.. عشرون شخصية في حوارات نادرة" لمحمد السيد محمد، الصادر عن دار أطلس للنشر عام 2005.

بعد أن وصفت "صافي ناز كاظم"، كتابات يوسف إدريس ومن تراهم علمانيين، أكدت أنها لا تنتمي إلا لكاتب واحد هو الشهيد "سيد قطب".

وعن القضايات التي تشغلها، قالت إنه لا يشغلها إلا حركة الثورة العالمية الإسلامية التي تسعى لتخليص الأراضي الإسلامية التي سرقت ونهبت واحتلت على يد الحكم العلماني في شتى بقاع الأرض.

حصلت الكاتبة الصحفية "صافي ناز كاظم" على ماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك في يونيو 1966، وفي هذا الصدد قالت إن توفيق الحكيم لم يكتب للمسرح، ونفت وجود من يستحق هذا اللقب في الوطن العربي كله، كما نفت عدم وجود مسرح أيضًا، ثم وصفت كل الأعمال المسرحية التي جاءت في فترة الستينات، بأنها مهزوزة ومكررة من الفن المسرحي المستورد من الغرب. مع ذلك، رأت "صافي ناز"، المسرح العربي لا يقوم إلا انطلاقًا من الرؤية الإسلامية كي نستطيع تقديم فن جديد يقف أمامه المتفرج الأوربي.

رفضت "كاظم" حرق الكتب، ورأت أنها جريمة، فرأيها يستند على أن مواجهة الكتب الهزية لابد أن يكون بإصدار كتب جديدة، الإسفاف يواجه بالجيد والجاد أو النقد الموضوعي، وأرجعت مبدأها هذا إلى أن الإسلام يرفض حرق الكتب، فالتتار هم الذين أحرقوا الكتب، ثم عادت ووجهت سؤالًا: أين كان هؤلاء حينما تم حرق كتابي "في ظلال القرآن"، "معالم على الطريق" لسيد قطب؟، ووصفت من سكت على حرقهما بأنه لا يستحق أن ينال شرف الدفاع عن الكتب.

من ناحيتها رفضت أيضًا، فكرة الانتماء لأي جماعة دينية أخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين، لكنها أكدت مرة أخرى على أنها تنتمي "فكريًا" لسيد قطب، حيث قالت: أعتبر نفسي "فكريًا" ابنة لسيد قطب في الحلال.

صبت "صافي ناز" غضبها وتحدثت بأسلوب حاد للغاية أثناء الحوار، فحينما سئلت عن رأيها في أسلوب بعض الكاتبات، رأت أن أسلوب غادة السمان أشبه بـ"الرقص البلدي"، وكوليت خوري بـ"هز الوسط"، ونوال السعداوي بالـ"النصب"، وسكينة فؤاد بـ"مضغ لبان"، ولم يسلم منهها سوى زينب صادق التي وصفت أسلوبها بالهدو والرقة، وسناء البيسي التي اعتبرتها أعظم كاتبة بين كاتبات عصرها في القصة القصيرة.