رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا مشروع الشهيد.. إليك أتحدث


أخى فى الوطن إخوانيًا كنت أو سلفياً مستوطناً فى معسكرات الكراهية.. جاهلاً أو لم تكمل تعليمك أو حتى حاصل على أعلى الدرجات العلمية.. لديكم جميعاً فرصة أخيرة لو لم تكونوا من بين من تورطوا فى أفعال إجرامية تتعلق بأمن وسلامة الوطن والمواطن، أو التلبس بأمر يتعلق بخيانة الوطن وضرب مصالحه الحيوية فى العالم..

نعم، لديك أخى فى الوطن فرصة الاندماج من جديد والانضمام لإخوتك فى الوطن.. عُد من جديد لأحضان الوطن كمواطن متدين يسعى لأن يكون قدوة فى الصلاح والإيمان.. مارس النشاط الاجتماعى والإنسانى عبر مؤسسات مدنية ووطنية لا عبر المساجد، ودع أمر المساجد لعلماء الدين الأجلاء يدعون الناس إلى البر والتقوى ونبذ الفساد ونشر السلام فى ربوع البلاد.. يبلغون الرسالات السماوية بحب ومهنية وروحانية من وهب ذاته لخدمة خالقه غير طامع فى كرسى أو سلطان أو جاه أو أموال، ولا يمنع ذلك مراقبتكم لقيام أئمة تلك المساجد بذلك الدور الروحى والإنسانى النبيل، والاتصال بالجهات المعنية فى المؤسسة الدينية لإعلان ما قد ترون من قصور بما من شأنه تحقيق الإصلاح وليس لإنشاء حالة صراع مذهبى أو شخصى أو لتبنى تصور يؤكد رفض ما يقول به أئمة المساجد باعتبار تبعيتهم للنظام، لأننا نحلم فى ظل دولة مدنية جديدة ألا يكون للمسجد والكنيسة أى دور سياسى.

أخى فى الوطن يا من تقبع فى معسكرات الإخوان فى إشارة «رابعة العدوية» ، وقد ارتديت قميصًا مكتوبًا عليه «مشروع شهيد»، ويا من سبق وقد منحوكم «رداء الكفن» فى أول أيام شهر رمضان المبارك، وظلوا يرددون فى مسامعكم أنكم الآن ينبغى أن تنخرطوا فى مظاهرة كبرى فأنتم على موعد تناول الإفطار فى جنة الخلد، وعندما فشلت مسيرتكم بات أمركم نكتة يرددها الشعب المصرى وشباب الفيسبوك عندما علقوا «يظهر قائمة الطعام ماعجبتهمش»، لا تدع أمر أحوالك فرصة للتندر والسخرية.. لا تصدق ولا تشارك فى بث الشائعات لحكايات ونصائح عبثية ليصنعوا من ظروف وجودك حواديت خرافية لتبرير جهادك بالوجود فى معسكرات الهم والنكد، فتصبح طرفاً فى حكاية يلوكها الناس فى كل عموم المحروسة كنوادر وطرائف فى مسامراتهم المسلية فى البيوت وميادين التحرير، مثل ظهور الملائكة والأولياء والسيدة العذراء فى سماء المعسكر، وأنهم يحملون لك ولرفقائك رسائل تبشير بالانتصار المبين للإخوان المسلمين على الكفرة!!

ولى أمل أخى فى الوطن أن تهرب من أتون محرقة أنت وقودها، فزعيمك المفدى مرسى وقياداته بين هارب ومقبوض عليه ومنتظر.. لا ينبغى أن تصدق أن لدى جماهيرنا الطيبة المسالمة طولة بال عليكم، وأنها ستظل متحملة وجود جماعة تحتل شوارعهم، وتضيق عليهم أحوال معيشتهم، وتعرضهم مخاطر اعتلاء مجانينكم عماراتها لإيذاء أولادهم، فضلاً عن أن وجودكم بات مؤثراً فى صلاحية بيئة المنطقة للعيش فيها بأمان صحى، فبشر بلا فرص للاستحمام وقضاء الحاجة بشكل يسير وطبيعى صار يمثل خطورة على حياتهم، فضلاً عن تصاعد الروائح الكريهة التى باتت تغلق الأنوف وأجهزة التنفس لبشر أسقطوا نظام جماعتك ليستنشقوا نسائم الحرية، ويأملونك أن تشاركهم حياة جديدة، أخى دع القتلة والمحرضين والخونة ينالون عقابهم، وتعالى مصر فى انتظارك.

■ كاتب