رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موضة فستان الزفاف من"الحشمة" لموضة"الهيبز"

جريدة الدستور

الشعراء والرسامون والموسيقيون هؤلاء الذين يصممون أزياء المرأة. إنهم يكتبون بالقماش على جسم المرأة، وقادرون على إخفاء وتعرية ما يريدون من جسمها، وخطوطهم قضاء وقدر. فصناعة الفساتين مثل صناعة الأدب ولاشعر، كلها فنون جميلة، وجمالها يكمن في قدرتها على تغطية الحقيقة وكشفها وتعريتها بحساب وبراعة.
في أوائل الخمسينات ابتكر ديور "النيولوك" فطال الفستان، وقد وقفت به شانيل، وصمّمت فستان فوق الركبة، ثم جاءت موضة سابرينا أى خط الأكمام إلى الكتفين، مع استقامة خط الرقبة.




فلا منطق للموضة نفسها، وإنما الموضة هي التي تفرض المنطق، فعندما كانت هناك أزمة النسيج بعد الحرب العالمية ظهرت موضة"ديور" فأطالت الذيل ووسعت الفستان.
بدأت فكرة الزواج بالتطور تاريخيًا في الفترة التي بعد العصور الوسطى، واختلف مفهومها عن ماكانت عليه من قبل، فارتدت العروس بدلة الزفاف لتعبر عن عائلتها لانها لا تمثل نفسها فقط، نظرًا لان حفل الزفاف لم يكن مجرد ارتباط شخصين بل اصبحت تتبع السياسة وتمثل مواقف سياسية أكبر من موضوع الحب. فكانت العروس التي تنحدر من عائلة غنية تميل لاختيار ألوان غنية وملابس مصنوعة خصيصًا للمناسبة.

ففي البداية كانت العروس تختار لنفسها يوم زفافها فستانًا مختلفًا يعبر عن ذوقها وعن مستوى عائلتها الراقية، فكان من المعتاد ان ترتدي العروس الوان جريئة وطبقات من الفرو الحرير المصنوع خصيصًا لهذه المناسبة.

ومع مرور الوقت حاول الكثير من المصممين تقديم أشكال مختلفة لفساتين الزفاف بألوان مختلفة، لكن لم يثبت أي لون نفسه كما فعل اللون الأبيض لفستان الزفاف، فكانت بعض الدول مثل الصين والهند وفيتنام تعتمد على ارتداء اللون الاحمر لفساتين الزفاف لأنه يرتبط بثقافتهم وبالحظ الجيد والتفاؤل.

وكانت أول من ارتدى فستان الزفاف الابيض الملكة الاسكتلندية ماري عام 1559 في مناسبة زواجها الأول من فارنسس دوفن ملك فرنسا، ووقع اختيارها لإرتداء هذا اللون لأنه كان لونها المفضل "الابيض" على الرغم من انه كان لون اساسي في المآتم عند الفرنسيين آنذاك.
وكانت الأميرة الانجليزية هي أول أميرة في التاريخ ترتدي الفستان الابيض في زفاف ملكي،كما ارتدت قلنسوة بيضاء أيضًا من الحرير، إلى ان ارتدت الملكة فكتوريا الفستان الابيض من عام 1840 حتى أصبح اللون الابيض خيارًا جماعيًا وتحديدًا من بعد زواج الملكة فيكتوريا من البيرت، وكان اختيارها لهذا اللون لرغبتها في إظهار التطريزات المميزة في الفستان.
ففي عام 1915ارتدت العروس الفستان التقليدي الذي يظهر العروس محتشمة، فكان الفستان مغلق من جوانبه، إلى جانب بوكيه الورق الكبير، والطرحه الشيفون الشفافة الطويلة.

وفي العشرينات من القرن التاسع عشر، مالت موضة فستان الزفاف إلى القصر،وعشوائية الأقمشة، وفي عام 1930 كان للفستان طابعًا مختلفًا تمامًا، حيث كانت النساء ترتدي الفساتين التي تعزز معالمهن الأنثوية، وفي الأربعينات كان شكل فستان الزفاق يميل إلى الهدوء والأناقة، فاتجه مصمموا الأزياء إلى استخدام الشيفون والأقمشة المخملية، واستخدمت العروس "الشابوه" فوق الرأس كموضة مميزة لتلك الفترة.



وفي خمسينات القرن الماضي، كانت صناعة الأزياء مميزة ومختلفة في كل تفاصيلها، بالإضافة إلى أزدهارها الذي تمثل في ظهور نجمات الموضة وتطور في عالم الموديلز وعروض الأزياء، فكانت فساتين الفرح أقرب للـ"شانيل" أو الطول الذي يتجاوز الركبة،مع إحتفاظها بالوسع قليلًا، واكتمالها بالبساطة والتواضع، كما ظهر في الخمسينات موضة "الدانتيل" في حياكة الفستان بالكامل، وهي الموضة التي عادت حاليًا.



وفي عام 1960 بدأن في ارتداء فساتين ذات أكمام ضيقة وطرحات قصيرة، كما بدأن بإرجاع شعرهن إلى الخلف.وكانت تلك الفترة "الستينات" فترة ازدهار فساتين الزفاف بلا منازع، فهذة الحقبة هي بداية الظهور لفيونكات لطرح الزفاف. والطرحة الطويلة المرفوعة التي تميز العروس، كما انها تعتبر البداية لظهور الفساتين المنفوشة، والتى انحدرت منها فيما بعد موديلات أكثر تطورًا مثل "البرنسيس" و"المانفوش" وغيرها من القصات المميزة للفساتين.
وفي السبعينات غزا "الهيبز" العالم فيما يخص الموضة، وتسريحات الشعر، وشكل النظارات، وحتى طريقة التعامل مع الأزياء، هي التي سيطرت بدورها على فستان زفاف السبعينات، الذى عاد فجأة بعد ازدهاره فى الخمسينات والستينات. إلى موضة تشبه فساتين القرن التاسع عشر، فعاد للطول والبساطة، كما عادت أقمشته للجابردين، والأقمشة السميكة، ولم تظهر به أنوثة كافية، وتأثر كثيرًا بموضة الهيبز التى غزت العالم هذا الوقت.

حتى جاءت الأميرة ديانا أميرة ويلز، وحددت موضة الثمانينات بارتدائها فستان ذي تنورة كبيرة وأكمام عريضة.