رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤتمر أدباء مصر


في 18 ديسمبر 2018 عقد المؤتمر العام لأدباء مصر في مرسي مطروح , وكان آخر مؤتمر أدباء عقد في مرسي مطروح في عام 2008 . ولا شك ان الأدباء لاحظوا مدي تغير المدينة منذ عشر سنوات.
عقد المؤتمر تحت عنوان " المنتج الثقافي بين حرية الإبداع وإقتصاديات الصناعة " والبادج الخاص بالمؤتمر عليه صورة الإقتصادي المصري الكبير طلعت حرب . وكان رئيس المؤتمر الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية .
بداية , عُقِد المؤتمر في أجواء حميمه ومشاعر فياضة من أدباء مرسي مطروح , فقد كان المؤتمر فرصة ليلتقوا بإخوانهم الأدباء من كل أنحاء مصر . يسمعوا منهم ويسمعوهم أدبهم, ويتحاوروا معهم , والحق أن الحوار الرسمي , في ندوات المؤتمر كان مشوبا بعيوب الإدارة في الإرتجال وعدم إتقان الإختيار , وإهمال كبار الأدباء . لأجل هذا ترك الأدباء تلك الجلسات الي جلسات أروع وأعمق في ردهات مقاهي مطروح المميزة , ووجدوا في لقائهم بإخوانهم من كبار الأدباء في ردهات تلك المقاهي كل التواصل وتبادل الأفكار .
ونعود الي العنوان , ودلالته , فهو يتحدث عن المنتج الثقافي من الكتب الثقافية الي المسرح الي الدراما الي المنتجات من خامات البيئة المصرية . وتسويق تلك المنتجات لتصبح الثقافة مصدر إنتاج للعملة لتدر دخلا وريعا مناسبا , يدخل في خزينة الدولة , التي تلتهم كل شئ بنهم غريب , ولما سألنا عن السبب في هذا العنوان الذي لا يشي بإي أبداع , قيل لنا صراحة ,أن هناك توجيه وإصرار علي هذا من جانب الدولة , مع أن هذا يتناسب مع حرية الرأي التي يتمتع بها أعضاء الأمانة العامة , المفترض أنها هي التي تقرر الموضوع الذي يبحثه المؤتمر وتختار له عنوانا مناسبا .
ومما لاشك فيه أن المنتج الثقافي لابد أن يصبح جزء عقيدة الدولة الثقافية وأحد ادواتها الناعمة التي تساعدها في تحقيق أهدافها وسياساتها . وعلي ذلك فلا تبخل الدولة عليها بالدعم الملائم .
و في سبيل ذلك , يجب أن تهتم الدولة بدعم الكتاب الثقافي في مصر . كأحد منتجات الثقافة , ليكون رائدا وعنوانا للثقافة المصرية , وليكون له تاثيره القوي والمميز , في مواجهةالتغريب الثقافي الذي تتعرض له مصر , والذي يأتينا غالبا محملا بالرمال الصحراوية في شرقنا الأوسط , وممزوجا بكراهية تلك الرمال للتعامل مع الآخر .
وأعود لعنوان المؤتمر الذي قيل أن امانة المؤتمر هي التي إختارته بإرادتها الحرة , غير أن الأمر قد لا يتوافق مع أختيار شخص رئيس المؤتمر الدكتور مصطفي الفقي , مهو مع إحترامنا الشديد لشخصه وعلمه ومجالات عمله , فإننا لا نري أنه كان إختيارا موفقا . إلا من حيث إدارته لمكتبة الإسكندرية العريقة , التي تتمتع بقانون خاص , تبتعد فيه عن لوائح التعاملات المالية للدولة .
ولا شك أن أعضاء لاحظوا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرتها الوزيرة والمحافظ . أن هناك صفين في المقاعد الأمامية قد تم حجزهما تماما لضيوف السيد المحافظ ومعالي الوزيرة من غير الأدباء والمثقفين , وعندما حاول أحد السادة رؤساء الهيئة السابقين , والذي كان له افضل في إنشاء الصرح الثقافي الموجود فيه المؤتمر وفعالياته , منعته المشرفة علي المؤتمر من الجلوس في الصف الأمامي بعجرفة علي ملأ من الجالسين , وأجلسوه في ركن في أقصي اليمين . وقد تم التعرف علي سكرتارية السيد المحافظ وحراسه الأجلاء , وبعض كبار العاملين في المحافظة ووزارة الثقافة .وبعض الشخصيات الهامشية التي تتواجد عادة في تلك المؤتمرات في ركاب السيد المحافظ , وبقيت المقاعد شاغرة لم يشغلها غير بعض حاشية المحافظوالوزيرة .