رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستخدمة "العرجون".. قصة رائدة أعمال من أسوان تتعلم وتعلم النساء الأعمال اليدوية

جريدة الدستور

العرجون والجلد تشابكا معًا بشكل انسيابي، ليصنعا تحفة فنية، تظهر العراقة والأصالة والتاريخ الأسواني القديم، الذي عرف بذوقه الرفيع، وحرصت على اقتنائها العديد من الفتيات وربات البيوت، باتت تضاهي أحدث الماركات العالمية، إلى أن أسعارها فى متناول أيديهم.

فاطمة إدريس، سيدة فى عقدها الرابع، عاشت عمرها فى مدينة أسوان، وسط الطبيعة البيئية، بين أهلها أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء، الذين جعلوا منها سيدة طموحة تسعى وراء أحلامها، تدفع نفسها ومن حولها من سيدات للأمام.

تحولت "فاطمة" من ربة منزل إلى سيدة أعمال، وإحدى رائدات الأعمال فى أسوان، من خلال تصنيعها للمنتجات الجلدية والأستعانة بالعرجون الأسواني فى مختلف الصناعات من أحذية وحقائب وغيرها من المنتجات التي لا تدخل في صناعتها أى ماكينات، بل جميعها من الأعمال اليدوية.

منذ صغرها عشقت الرسم والتطريز، مستخدمة أيًا من الخامات التى تقع بين أيديها، مستعينة بأناملها الصغيرة التى كبرت ونشأت وهى تحمل فى طياتها العرجون والخوص وغيرها من الأدوات التى تصنع بها، إلا أنها قررت استخدام الخامات البيئية الموجودة فى أسوان وتدخلها فى صناعتها.

يعد العرجون من أشهر الخامات الموجودة فى أسوان إلا أن أهل البلد يطلقون عليه "جُرباح"، وكان يستخدم قديمًا فى صناعة المكنسة اليدوية، ومع مرورالوقت بدأ استخدامه فى صناعات مختلفة، ويستخرج العرجون من النخيل، ويكون عبارة عن سباطة يتم تقشيرها ومن بعدها تدخل فى عملية الغسل، لتستخدم فى العديد من الصناعات.

تدرب "إدريس" العديد من السيدات والفتيات الأسوانيات، من خلال ورشة خاصة بها فى بلدها، وتدعوهم لاستغلال أوقاتهم وأن يكون لهم دخل ثابت، كما أنها شاركت فى العديد من المعارض والمهرجات داخل البلاد وخارجها.

وأوضحت إدريس، أن العرجون كان يتم حرقه قديمًا، مما يسبب عبء على البيئة وبور للأراضي، كما أنه ينتج العديد من الآفات والحشرات التى تضر بالأراضي، إلا أنه حاليًا بات يستخدم فى العديد من الصناعات وله ثمن ومصدر رزق للمزارع والعمال، لافتة إلى أن أسوان معروفة بكثرة وجود النخيل فيها، ولابد من استغلالها جيدًا.