رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السادات أراده للسلطة وغضب منه مبارك.. حكايات الأبنودي مع 4 رؤساء لمصر

جريدة الدستور

تعرض الشاعر عبدالرحمن الأبنودي مثل غيره لكثير من الضغط والسجن والاعتقال كما هو حال أبناء جيله جميعا، ففي تلك الحقبة كان مصير السواد الأعظم من الأدباء هو السجن والاعتقال، وإن تفاوتت مدد القبض عليهم، وهناك حكايات وحكايات في السجون لهؤلاء الأدباء.

حكاية الأبنودي مع الاعتقال

حكاية الأبنودي مع السجن فقصها بنفسه في حوار له مع مجلة الإذاعة والتلفزيون أجرته الصحفية عفاف علي، يقول الأبنودي: "ليلة القبض علي أو على ابن فاطمة قنديل حين غضب من والدي بعد تركي للعمل الميري متوجها إلى القاهرة في مغامرة كان مؤمنا بأنني سوف أعود منها خائبا، ولكن خلال الخمس سنوات التالية بدأ إسمي في الظهور، وكان الناس في الصعيد يتكلمون عني باحترامفاضطر في النهاية أن يعترف بوضعي الجديد وقرر أن يزورني".

لكن المفاجأة التي تربصت للاب والابن معا هم زوار الفجر، وكأن القدر كان يترصد لزيارة والد الابنودي لكي يضع بعض نقوشه في حياة الولد، يقول الابنودي: "اتاني والدي بالذبائح من حيوانات وطيور وجميع أنواع الرزق، ذهبت وأتيت به من المحطة، وظللت اتسامر معه، وفي حدود الثالثة صباحا، هجم علي زوار الفجر للمرة الاولى، وراح المخبرون والضباط يمزقون المراتب ويقلبون الفراش ويجمعون الاوراق، فوقف والدي مبهوتا، ونظرت غليه مشفقا وقلت "متخافش يا بابا.. هي البلد اليومين دول كدا" فرد الضابط "ابنك عاوز يقلب نظام الحكم يا عم الحج"، فرددت على والدي" يا ابي لا تنزعج لست لصا ولا تاجر مخدرات ولكنه خلاف بيني وبين الدولة"، ولم يستوعب والدي لأنه كان يؤمن أن طاعة الحاكم من طاعة الله".

وسجن الابنودي ستة أشهر كاملة، وخلالها كان والده يذهب غلى الكثيرين في محاولة لاستطلاع أين يوجد ابنه، ولماذا لا يعرف مكانا له، ولفت الحيرة به ودارت فلا وزير ولا صديق ولا أحد استطاع ان يخفض وجيب قلبه المتصاعد يوما عن يوم خوفا على ابنه، يقول الابنودي:"كان من بين اصدقاء والدي بعض المتصوفة والوزراء أمثال الشيخ الباقوري والشرباصي وكثيرين لم يمنحوه إجابة شافية لسؤاله عني، بل كانوا يطمئنونه فقط لمعرفتهم انني معتقل سياسي مثل الكثيرين في تلك الحقبة، وظللت طوال فترة الاعتقال أحاول تسريب اي أخبار أطمئنهم بها، إلى أن وجدت طريقه، وحين خرجت من الاعتقال ذهبت إليه في قنا وأخبرته ان السجن لم يكن مؤلما إلا في شئ واحد، هو انني حرمت من الاستمتاع بأكل الزيارة التي جاء بها من عند فاطمة قنديل".

حكاية الأبنودي مع جمال عبد الناصر

وللأبنودي قصة مع الرئيس جمال عبد الناصر وكانت كما قال البنودي: "وهنا اتذكر موقفا عرفته فيما بعد، وكان من الرئيس جمال عبد الناصر، بعد انتهاء جنازة الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، وكان حزينا جدا على رحيله، وقد استمع إلى قصيدة في سيارته وهو عائد من الجنازة، وكنت قد كتبتها وأذاعتها صوت العرب، وعرفت فيما بعد من محمد عروق مدير صوت العرب في ذلك الوقت، أن توجيهات الرئيس عبد الناصر بعد أن سمعني هي الاهتمام بي لأني في رأيه أقرب صوت له بعد النكسة.

حكاية الأبنودي مع السادات

اما الرئيس السادات فكان له موقف كبير مع الأبنودي، والذي جاء كما قال الابنودي في حوار مع أسامة شلش ونشر على صفحات جريدة أخبار اليوم: "الرئيس السادات أرادني شاعرا للسلطة، وحدثت بيننا معارك كثيرة، كان شاهدا عليها فوزي عبد الحافظ سكرتير الرئيس، وكان يتصل بي يوميا، ولكني كنت دائما أقول له أنا رجل رباني الشارع المصري، وولائي كله للشارع المصري، وليس لأي أحد، واضطررت لحسم الامر بالنضمام لحزب التجمع، والذي كان في ذلك الوقت يعتبر رجسا من عمل الشيطان على الرغم من التصريح به.

حكاية الأبنودي مع مبارك

أما حكاية الابنودي مع الرئيس السبق محمد حسني مبارك، فقال عنها الابنودي:" للامانة الرئيس مبارك كلما كان يحدث شئ لي مرض او خلافه كان يتصل للاطمئنان، وتحدث معي أكثر من مرة وأنا في المستشفى، وكان يفعل ذلك معي ومع غيري من رموز المصريين، والتقيت الرجل مرات في معرض الكتاب وفي اجتماعه مع المثقفين، ولكن لم تكن بيني وبينه علاقة خاصة، وغلا ما كنت كتبت اشعاري التي توضح موقفي بشجاعة، وربما كانت قصيدة"الاسم المشطوب" عن عبد العاطي صائد الدبابات خير دليل على ذلك، فقد ظلم هذا البطل، وكتبت القصيدة التي هاجمت فيها الحكومة والرئاسة، وعرفت أنها اغضبت الرئيس لما قلت "بلا رياسة بلا معارضة بلا بتاع".

حكاية الأبنودي مع السيسي

أما حكاية الأبنودي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي فتتلخص في قوله: "حين علم عبد الفتاح السيسي بوجودي في القاهرة طلب رؤيتي أثناء حملته الانتخابية، وذهبت إليه في طريق عودتي للبيت وقلت له " مصر لن تسترد عافيتها إلا بالفقراء والشباب".