رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لسه الأمانى ممكنة".. صلاح يحقق حلم الطفل الباكى داخل استاد برج العرب

جريدة الدستور

من داخل استاد برج العرب جلس وبصره شاخصًا نحوه «صلاح»، فخر العرب، وقدوة الأطفال والشباب، يتفاعل مع كل محاولة له كأنما هو اللاعب الوحيد، اشتد الخوف عند إحراز تونس الهدف الأول، وعلى الرغم من ذلك، الأمل كان موجودًا «صلاح عندنا»، اليقين بأن النجم العالمى سوف يسدد «أجوال» ويحقق الفوز زاد من الحماسة لديه، فأخذ يشجع بكل ما أوتى من قوة، مروان، طفل فى العاشرة من عمره، أتى إلى استاد برج العرب من أجل تيشيرت صلاح.

قطع مروان مئات الكيلومترات قاصدًا برج العرب، لم يشغل بال الطفل صاحب العشر سنوات، بُعد المسافة، وصعوبة العودة، والأهم أنه كان على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلمه، الليلة يلتقى قدوته، ويسلم عليه بيده ويطلب منه تيشيرت، بعد أن حقق الفوز لمصر، للمرة الثانية، هنا على أرض استاد برج العرب.

عندما أعلن الحكم انتهاء المبارة، تجاوز الحضور، متجهًا إلى أرض الملعب، صلاح لا يجب أن يغادر قبل أن يلتقيه، حاول الأمن منعه بالقوة، خاصة أولئك المنتشرين حول اللاعب العالمى، نزلت دموعه عندما شعر أنه لا مفر، وأن هناك احتمالية ألا يصل إليه، فنادى بكل قوته يترجى الأمل الأخير «صلاااااااح».

دائمًا ما يكون اسم «صلاح» هو كلمة السر منذ أن سطع نجمه، وهو مارد تحقيق الأمنيات لكل من حوله، لم يكن غريبًا أن تأتى استجابة اللاعب لنداء الطفل الذى أجبره بمدى حبه له، وتحولت دموعه إلى دموع فرحة، لأنه أخيرًا حقق حلمه المنشود، ويقف أمام لاعبه المفضل، صاحب نصر الليلة.

«أنا نفسى آخد التيشيرت بتاعك».. قالها الطفل وفى قلبه يقين بأن صلاح لن يبخل عليه به، وبالفعل، خلع اللاعب التيشيرت الخاص به ومنحه له، عمره عشر سنوات، والتيشيرت أيضًا يحمل الرقم نفسه، أخذه معه وتسللت الفرحة إلى قلبه، فتحقق لديه حلمان فى يوم واحد، التقى صلاح وحصل على هدية منه، فهلل وابتسم.