رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحف المجوهرات بالإسكندرية.. تحفة فنية تضم أكثر من 11 ألف قطعة أثرية

جريدة الدستور

مر على إنشاء قصر المجوهرات بمنطقة زيزينيا ما يقرب من 32 عامًا، "الدستور" تجول في حضرة الملوك ليكشف طيات التاريخ والقصر الذي يضم بين أسواره 11 ألفًا و500 قطعة أثرية، ويبلغ مساحته 4185 مترًا مربعًا.

تعود ملكية قصر المجوهرات للنبيلة فاطمة حيدر، واستغرق بناءه 4 سنوات بدءًا من عام 1919 حتى 1923، وأسسته النبيلة هانم فهمي في عام 1919، وأكملت بناءه ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923 على الطراز الأوروبي.

المبنى تحول في عام 1986 إلى متحف بقرار جمهوري، وتم استخدامه كاستراحة لرئاسة الجمهورية، وافتتحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية في أبريل 2010، وفي 2014 تم إعادة افتتاحه في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي واللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية الأسبق.

الأميرة فاطمة أضافت جناح شرقي للقصر ربط بين الجناحين بممر، وظل هذا القصر يستخدم كمقر صيفي حتى ثورة يوليو 1952، وسمح لها بعد ذلك بالإقامة فيه.

بداخل حديقة القصر تجد العديد من النباتات والزهور وأشجار الزينة، وعند دخولك عليك ارتداء غطاء بلاستيكي لحماية أرضية القصر من الداخل، وفي الصالة الأولى للقصر تجد لوحة زيتية للنبيلة فاطمة حيدر صاحبة القصر، وتاجين من ممتلكات الأميرة شويكار مصنوعان من البلاتين بأكثر من ألف قطعة من الألماس النادر.

وفي الصالة الثانية للقصر يعرض قرط من الذهب الخالص المرسع بالألماس من مقتنيات الأميرة فريدة، و"بروج" من الذهب والبلاتين على شكل نسر مرصع بأحجار الياقوت الأحمر والماس من مقتنيات الأميرة فوزية فؤاد، ودبلة من الذهب من مقتنيات الأميرة عائشة ترانديل حليم، وعقد من الذهب مرصع بأحجار من الياقوت الأحمر والأكوامارين من مقتنيات الأميرة رقية حليم، وميدالية من الذهب، وعلى أحد الأوجه صورة الملك فؤاد والوجه الآخر بندقيتان متقاطعتان يعلوهما التاج الملكي، وقطعتين من الوشاح الأكبر من نيشان محمد علي باشا من الفضة المغطاة بالمينا البيضاء والزيتي يتكون كل وشاح من وسام ورصيعة من مقتنيات محمد علي باشا.

وفي الجناح الغربي للقصر وبعد مرورك من الممر الرئيسي الذي ينقسم إلى 3 باكسات بأعمدة ذات تيجان ذهبية اللون تحليها زخارف نباتية مرتكزة على قاعدة رخامية ليعطيها رونقا وفخامة، وبكل واجهة من البهو خمسة أبواب من الزجاج الملون المعشق بالرصاص والذي تم استيراده من إيطاليا.

الرسومات تمثل قصة حب رومانسية على الطراز الأوروبي والمستنبطة من عصر النهضة، وكل باب يصور فصلًا من قصة حب وزواج أحد النبلاء الإيطاليين والتي ترجع إلى القرن الثامن عشر، وتبدأ القصة من الجهة اليسرى بالتعارف واللقاءات وتنتهى بصورة الزفاف في الجهة اليمنى.

أما أسقف البهو فيزينه لوحات زيتية وسط ترابيع بارزة بتقسيمات رأسية وأفقية ونقوش نباتية في وحدات متكررة ومتتابعة تمثل مناظر مأخوذة عن فن الباروك والركوكو، كما يزين السقف أيضًا فوانيس إنارة من الزجاج المعشق يكون وحدة فنية متكاملة.

بداخل الممر يعرض مجموعة من النياشين والقلادات منها قلادة والي مصر محمد علي باشا، مصنوعة من الذهب المموه بالمينا الملونة والمرصع بالماس والزمرد الأخضر.

في الممر الغربي -نفسه- تجد كأسين من الذهب المموه بالمينا الزرقاء والخضراء والبنى وأوراق شجر، ولكل كأس غطاء مستدير حفرت عليه نقوشًا زخرفية.

أما الدور العلوي للقصر والذي ينقسم إلى مجموعة من الغرف الملكية والتي احتوت أحدهما على لوحة زيتية لمحمد علي باشا وهو يستقبل بعض سفراء الدول ورجال الدين، ولوحة زيتية أخرى للملك فاروق الأول ابن الملك فؤاد الأول وزوج الملكة فريدة والملكة ناريمان، ووالد الأميرات فريال، فوزية، فادية والأمير أحمد فؤاد الثاني.

ومن أهم المقتنيات التي لها بريق يخطف الأنظار شطرنج من الذهب المرصع بالألماس ومحلى بالمينا الملونة مهدى للملك فاروق الأول من ولي عهد إيران بمناسبة زواجه من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق في 1939.

وبالتجول في الدور العلوي ستلمع عيناك فور رؤيتك مجموعة من أدوات المكتب المصنوعة من الذهب والفضة والعقيق المرصع بالألماس والياقوت أوالجاد والأونكس، وتمثال فيل من العاج عليه حليات من الذهب المرصع باللؤلؤ والزفير والجمشت، ومجموعة أخرى من ساعات الجيب من الذهب والفضة لبعض أفراد الأسرة الملكية، والمرصعة بالألماس المموه بالمينا الملونة، مجموعة من علب السجائر والنشوق المصنوعة من الذهب والفضة والرخام والأبنوس والمرجان والكهرمان المرصع بالألماس.

وأيضًا مجموعة من أدوات الزينة والحلاقة للأمير يوسف كمال حفيد إبراهيم باشا المصنوعة من الذهب والكريستال عليهم الأحرف الأولى من اسم الأمير، ومجموعة من أدوات البناء المصنوعة من الفضة المطلية بالذهب ومجموعة من الميداليات المصنوعة من الذهب والفضة والبرونز وعلبة من الفضة ومقلمة من اللازورد عليها نموذج كوبري قصر النيل هدية للملك فؤاد الأول بمناسبة وضع حجر الأساس للكوبري وافتتاحه.

ومجموعة أخرى من مقتنيات الملك فاروق مصنوعة من الذهب والبلاتين والياقوت الأبيض والأبانوس وخشب الصندل والصدف والزجاج الملون والزمرد من أهمها شخشيخة على هيئة التاج الملكي، عصا ملكية من الأبنوس الأسود أحد طرفيها اسم فاروق الأول والتاج الملكي على الطرف الآخر.

أما حمام القصر الملكي تم استيراده من إيطاليا، وزخرفت حوائطه بالمناظر الطبيعية، وزخرفت أرضيته بشرائح ذهبية، وللتجول بداخله عليك المرور من فوق جسر زجاجي حتي تتفقده دون أن تتلف محتوياته.

وتم تطوير وترميم المتحف عام 1986 وعام 1994، ومنذ أواخر عام 2004 بدأ المجلس الأعلى للآثار في عملية تطوير وترميم شاملة للمتحف بتكلفة تقدر بنحو 10 ملايين جنيه بهدف زيادة قدرته على استيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة بالمخازن ولم تعرض بعد، وتم افتتاح المتحف في أبريل 2009.