رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: "الرياضة الإلكترونية" تتحول تدريجيًا لصناعة ضخمة حول العالم

جريدة الدستور

أكد خبراء في مجال برمجة وتطوير الألعاب الإلكترونية أن "الرياضة الإلكترونية" آخذة في التحول تدريجيا من مجرد إدمان للألعاب الإلكترونية إلى صناعة ضخمة لها قواعدها والمؤسسات المنظمة لها.

جاء ذلك خلال جلسة "الألعاب والرياضة الإلكترونية: لمحة من العالم الافتراضي لمجتمع الألعاب الإلكترونية" التي عقدت اليوم الأحد، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأوضح المتحدثون أن التقدم التكنولوجي ساعد على تطور الألعاب الإلكترونية على مختلف الأجهزة والمنصات، لافتين إلى أن تضخم أعداد مستخدمي الألعاب الإلكترونية حول العالم خلال السنوات الأخيرة أوجد ما يعرف حاليا بـ"الرياضة الإلكترونية"، ومع تزايد أعداد ممارسي هذه الرياضات بدأت المنظمات الرياضية الدولية مؤخرا في اعتبار مستخدمي هذه الألعاب رياضيين، رغم أنهم لا يمارسون الرياضة بمعناها المعروف، وهناك اتجاه قوي لإدراج هذه الرياضات ضمن مسابقات الرياضات الأوليمبية، كما بدأت الأندية الكبرى حول العالم في تكوين فرق للرياضات الإلكترونية.

وقال المتحدثون إنه في السنوات الأخيرة أخذت الرياضة الإلكترونية في الانتشار بشكل كبير، وأصبح يتم تنظيم بطولات دولية للرياضات الإلكترونية تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، ويتم تخصيص جوائز بمبالغ مالية ضخمة للفائزين بها، كما توسع الأمر لنشهد إقامة اتحادات للرياضات الإلكترونية، وظهرت شركات منظمة وشركات للرعاية وشركات لتطوير الألعاب، كما أصبحت الرياضات الإلكترونية مجالا خصبا لتوفير فرص العمل للشباب.

وبحسب إحصائيات أوردها المتحدثون، فإن هناك 156 مليون ممارس للرياضات الإلكترونية حول العالم، وبلغ عدد المشاهدات لمباراة نهائية في إحدى الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت أكثر من 117 مليون مشاهدة، الأمر الذي دفع دولا مثل الصين لتخصيص 14 مليار دولار لمشروع تطوير الرياضة الإلكترونية، كما دفع شركات كبرى مثل "جوجل" للبدء في ضخ أموالها في هذا المجال.

وأشار المتحدثون إلى أن الدول الآسيوية لديها تجربة رائدة في هذا المجال، حيث يتواجد أكثر من 61% من مواليد الألفية الجديدة في آسيا، ومع تزايد ضغوط العمل والدراسة اتجه صغار الشباب للتغلب على ضغوط الحياة عبر ممارسة الألعاب الإلكترونية، وساعدت البنية التحتية الإلكترونية المتطورة في دول شرق آسيا إلى جانب اجتذاب هذه الألعاب للأطفال على سرعة وزيادة انتشار الرياضة الإلكترونية.

وأفاد المتحدثون بأنه في الوقت نفسه، أظهرت بعض الدراسات جوانب سلبية للرياضة الإلكترونية، فعلى الجانب الاقتصادي لا يزال مجال الرياضة الإلكترونية مجالا حديثا يمر بمرحلة التجارب رغم وجود مؤشرات على تحوله إلى أمر احترافي، كما لا توجد مؤسسات تعليمية حول العالم تقدم العلم الكافي سواء في تطوير الألعاب أو في ممارستها، فضلا عن أن الرياضة الإلكترونية، لا يمكن أن تكون وظيفة في حد ذاتها رغم تحولها تدريجيا إلى صناعة.

وعلى مستوى السلوك الشخصى، أوضح المتحدثون أن الرياضة الإلكترونية تحتاج لتعامل جيد مع السلوك النفسي للاعبين حيث ترفع هذه الألعاب من معدلات الكراهية والعداء لديهم، ودفعت بعض الألعاب مستخدميها للانتحار، كما أن منظمة الصحة العالمية قامت مؤخرا باعتبار إدمان الألعاب الإلكترونية مرضًا، وأصبحت هناك مراكز متخصصة لعلاج المشكلات الناتجة عن هذا الإدمان، كما يسبب إدمان هذه الألعاب اختلالا ذهنيا.

ونصح المتحدثون، ممارسي الرياضة الإلكترونية بعدم ممارسة هذه الألعاب لساعات طويلة، والاهتمام بالعادات والعلاقات الاجتماعية وممارسة الأنشطة المفيدة للجسم، والتركيز على العالم الواقعي أكثر من العالم الافتراضي، والالتزام بالقواعد التي تضعها المنظمات والاتحادات الناشئة المتخصصة في هذا المجال حرصا على صحتهم النفسية والجسدية.