رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا أرميا: الأزهر له رؤية مستقبلية ثاقبة

جريدة الدستور

قال الأنبا أرميا، عضو المجمع المقدس، إن شيخ الأزهر له رؤية ثاقبة ومستقبلية، مشيرًا إلى أن مصر بلد التعددية والجمال وهو أول مجتمع، وأنها عرفت منذ قديم الزمان بأنها أرض الحكمة والجمال، وهى الملجأ والملاذ الذي لجأ إليه العديد من رجال الله، مثل إبراهيم ويوسف، ونزل فيها يعقوب وموسى.

وأضاف "أرميا"، خلال كلمته فى اليوم الثانى للندوة العالمية للأزهر "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، أن مصر بلد البركات وذكرت فى الإنجيل والقرآن، لافتا إلى أنه ورد فى الحديث عن النبي "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنودًا كثيرا فإن أهلها فى رباط إلى يوم الدين"، مؤكدًا أنها بدل التعددية وتحمل فى أعناقها أحلام المصري البسيط، وأن على أرض مصر تجد الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، وأنها استقبلت جميع الحضارات.

وأكد أن التعايش السلمي هو التعاون بين أبناء الشعب الواحد، وأن هذا لا يتم إلا عن الرضا والاختيار الكامل، وأن التعايش بين الأديان هو تعايش ثقافى وحضارى يسعى لخدمة الإنسان، وهو ما يطبق فى بيت العائلة، لافتا إلى أن المسيحية دعت إلى السلام مع الجميع وأنها نهت عن الكراهية، بجانب أنها طالبت المحبة للجميع، وكذلك الحال بالنسبة للإسلام فإنه قدم صورة لعلاقة الإنسان مع غيره تقوم على مبدأ السلام مثل قولة تعالى "يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبًا وقبائل" وقولة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين"، وأن الإسلام نهى عن ترويع الإسلام وتخويف وجاء أيضا قوله "وتعاونوا على البر والتقوى".

وتابع: أن عمر بن الخطاب ضرب أروع الأمثلة فى التعايش من خلال مواقفه مع غير المسلمين فى وقته، مشددًا على أن بيت العائلة المصرى يسعى من خلال لجانه المختلفة إلى زيادة اللُحمة بين أبناء الشعب المصرى، وضرب أى محاولات للتفرقة بينه.

كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، افتتح أمس الاثنين أعمال الندوة التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.