رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صناعة النوم".. 120 شركة عالمية تطرح منتجات للقضاء على الأرق

جريدة الدستور

«أكره أن أنتظر النوم، كمَن ينتظر حبيبًا غائبًا، فلا يأتى الحبيب ولا يأتى النوم».. مقولة مأثورة تعبّر عن معاناة الأشخاص المصابين بالأرق نتيجة أزمات الضغوط النفسية وغيرها، ولذلك طرحت ١٢٠ شركة عالمية منتجات ووسائل للحصول على نوم مريح. وعرضت الشركات منتجاتها فى معرض «سومنكس»، الذى أقيم فى العاصمة البريطانية، لندن، لعلاج المصابين بالأرق.
يذكر الموقع الرسمى للمعرض أن إنتاج مستلزمات ومستحضرات للنوم أصبح صناعة رائجة تصل استثماراتها لنحو ٣٠ مليار جنيه إسترلينى.
ويضيف أن منتجات الشركات العارضة تنوعت بين مشروبات الأعشاب المتخصصة، والعلاج بالأشعة تحت الحمراء، والمراتب الفاخرة، إلا أن المعروضات التى كانت أكثر غرابة هى روبوتات تتنفس على شكل وسادة، بإمكانها معانقة المصابين بالأرق حتى يستطيعوا الحصول على قسط وافر من النوم والراحة، وعرضت الشركات تقنيات أخرى تساعد على النوم بشكل أفضل.
تقول «آنا ماكستيد»، صحفية حضرت فعاليات المعرض، إنها تعانى منذ عدة سنوات من نوبات أرق ناجمة عن الحزن، وأنها كلما طاردت النوم استعصى عليها.
وتضيف: «جربتُ الخواتم الذكية التى تُدخل إلىّ مرحلة النوم وتعطى ذبذبات تحاكى تلك التى تصدر من الدماغ لمنح نوم جيد، وأصبحتُ أنام بشكل أفضل»، كاشفة عن أن الأمير البريطانى «هارى» يرتدى ذلك الخاتم دائمًا عند النوم.
وتؤكد «جيروين فرون»، صحفية، أن من ضمن المعروضات اللافتة روبوتًا على شكل وسادة تتنفس مصممة على شكل فص الكلى، وتسمى «رفيق نوم»، والوسادة تشبه طفلًا، وهى مزودة بآلية تجعلها تتنفس وقت احتضانها فتتمكن من تهدئة المصاب، وجعله ينام.
وتشرح «جيروين» آلية عمل الوسادة: «تحفز تنظيم التنفس فى الشهيق والزفير، فيتكيف معها المصاب بشكل لا شعورى، فالوسادة الواحدة تطلق ١٥ نفَسًا فى الدقيقة، وتتواصل لنحو ساعة، وتؤدى لانخفاض معدلات نبضات القلب خلال محاكاة أنفاسها، فيتمكن المصاب من النوم سريعًا».
وتضيف: «يمكنك تعديل عدد الأنفاس بما يناسبك، ويمكن أيضًا تشغيل تأملات موجهة أو كُتب صوتية، أو سيمفونيات أو أى شىء تختاره».
ويقول «نيجل هاتشينج»، صحفى، إن السرير المائى يساعد على النوم أسرع، وهو يحاكى فكرة التنويم المغناطيسى لأنه يُدخل الشخص المؤرق فى حالة استرخاء، بحيث يصل إلى اللا وعى الخاص به.
ويضيف: «ترسل المحولات الموجودة أسفل السرير المائى موجات صوتية عبر الماء، وتزيل التوتر فى بنية العضلات، وتجعل الشخص يسترخى وينام أسرع».
ويقول الدكتور روى رايمان، عالم الأعصاب، إنه إذا كانت درجة حرارة غرفة النوم لدى الشخص المؤرق ٢٥ درجة مئوية، أو أكثر دفئًا، سيحصل فى المتوسط على نوم أسرع بعد استرخائه بـ٣٠ دقيقة.
ويوضح أن الغرف التى تكون درجة الحرارة فيها أقل من ١٨ درجة لا تمنح النوم بشكل مريح.
ويذكر «رايمان» أنه فحص وسادة الماء الساخن المعروضة، وتبين أنها وسادة حرارية، بإمكانها تحسين النوم عن طريق ضبط درجة حرارة الدماغ.
ويتابع: «درجة حرارة أجسامنا لها تأثير كبير على نوعية نومنا، فنحن بحاجة إلى درجة حرارة دافئة لننام».
أما جهاز راديو النوم فيبدو غريبًا، ويشبه الراديو الصوتى، وله نظام يطلق أصواتًا لطيفة، مثل: المطر والأمواج والرياح، ويرسل نغمات ونبضات محددة فى الترددات، التى تشجع الدماغ على الدخول فى نوم جيّد.
أخيرًا مصباح النوم الذكى الذى يوضع على سرير المصاب، ويحلل بيئة الغرفة، ودرجة الحرارة، والرطوبة، ومستوى الضوضاء، والضوء، لإعطاء مؤشرات حول أزمة الأرق، فيستطيع المؤرق أن يعالجها ليتمكن من النوم.