رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذاكرةٌ متعطشةٌ للضياع

جريدة الدستور

تهمنى نوعًا ما
الثرثرةُ التى تحومُ حول اسمى
وبعضُ الشبهاتِ القديمةِ
تهمنى ثرثرةُ الكأسِ المرتبكِ الذى لم أرتده يومًا
وأكنسُ أيامى بِلا شهوةٍ تقال..
أشتهى كُلَ الحماقاتِ التى فعلتُها وأعرضُها للتجريد
أبتزُ الصحفَ الباردةَ
أكتبُ سيرتى الذاتيةَ على الضوءِ
وأدونُ ظلى فى فسحةِ ليلٍ دامسٍ..
أنسبُ لى
البردَ والغيمَ
والقبورَ المتحجرةَ بالأخطاءِ
و الهبوطَ من أعلى المدينةِ
وحركةَ النيازكِ السافلةِ
وزوالَ الشمسِ بكل شراستِها...
أنامُ مغناطسيًا لجرعةٍ صغيرةٍ
أكتبُ عبر صفحتى الشخصية
عن هسهسةِ ذكرياتى المتراخيةِ
عن تخمر القرف فى دمى
عن أزرارِ قميصِ عاهرةٍ وهى تقشرُ عمرَها بالعويل
عن ضياعِ المدنِ التى زأرتُها
عن ألتواءِ عقاربِ الساعةِ
عن جوع ِ المنايا فى الطرقِ العابرةِ
عن أسلوبِ تعويذتى الجديدة
عن المدينةِ الفاضلةِ وكيف تزنى؟
و عن وعن وعن
وأمسحُُ كُلَ هذا الهراءِ صباحًا
وأتذكرُ أنى لستُ معى...
هم كتبوا اتساعَهم فى اتساخى
قَبلوا السماء َ بكفرةٍ
ولم يفكروا بالوصولِ إليها
وأنا أرنُ بليونةِ خصرى السميك
وأرتخى
وأتربصُ فى أثرى
عن بحرٍ ينتحرُ
كلما زادَ شواءُ الأسئلةِ فى بطنِ الحوتِ
ولا غيرى جاهزٌ للطهوِ فى ألسنتِهم
ثم أسألُ نفسى
إلى متى أبقى أزرقَ اللونِ؟..
لا ذنبَ لى بكل هذا الجحيم
لا ذنبَ لى
بالخمرةِ والميسرةِ وبناتِ الليلِ
وأولادِ الزنا ومنضدةِ القمار
والساقطين من الموتِ سهوًا
والشوارعِ التى قضى نحبُها
وجوعِ الأرصفةِ
والشياطين التى ترتدى الأقنعةَ
لا ذنبَ لى بكل هذا
ذنبى الوحيدُ الذى أرتكبتُهُ
أنى شاعرٌ
فلماذا تحملونى أخطاءَ جهنم؟!...