رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرور 155 عامًا على افتتاح متحف بولاق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف الخبير الأثري تامر المنشاوي عن أن الفضل في إنشاء متحف بولاق يعود إلى عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت، الذي كان يعمل في متحف اللوفر بباريس، ولشدة ولعه بالآثار المصرية استطاع أن يقنع مرءوسيه بالسفر إلى مصر.

وقال بمناسبة الذكرى الـ 155 لافتتاح متحف بولاق اليوم الخميس - إن مارييت تعرف على فرديناند ديليسبس الذي كان يتمتع بنفوذ واسع وشهرة عظيمة، وطلب منه تقديمه إلى سعيد باشا والي مصر آنذاك، ومساعدته في إنشاء دار للآثار لوقف نهب الآثار المصرية، وبالفعل اقتنع الوالي بفكرته، وعينه مديرا لمصلحة الآثار المصرية وبدأ مارييت في تنفيذ مشروعه لإنشاء متحف للآثار.

وأضاف أنه تم استخدام مبنى شركة الملاحة النهرية ببولاق كمتحف وتم تطويره وتوسعته لكي يستقبل القطع الأثرية المصرية، وأخذ المبنى الشكل المصري القديم، وكانت حديقة متحف بولاق تضم عددا من التماثيل الأثرية.

وأوضح أن الافتتاح الرسمي للمتحف كان فى 18 أكتوبر 1863 في حفل رسمي كبير اجتمع فيه كبار رجال الدولة، وكانت المعروضات محل إعجاب وانبهار الزوار، حيث كان يضم قسما للآثار الجنائزية والدينية والآثار والعصور التاريخية وأدوات وآثار الحياة اليومية في حياة المصريين القدماء، كما تم تخصيص قسم يعود إلى العصر اليوناني الروماني بالإضافة إلى القطع الأثرية في واجهة المتحف.

وأشار إلى أنه في عام 1878 زاد فيضان النيل وغمرت المياه مبنى متحف بولاق، وأتلفت الكثير من معروضاته، وعندما انحسرت المياه عن المبنى أخذ مارييت في التنقيب عن المعروضات تحت ركام الطمي الذي خلفه الفيضان وراءه، وأخذ يعيد ترتيب ما عثر عليه ووضع ما تبقى في صناديق ولجأ إلى الخديو إسماعيل طالبا العون للحفاظ على ما تبقى من معروضات خاصة بعد أن أصبح موقع المتحف غير آمن بالمرة من ناحية الفيضان ومن ناحية أن المبنى أصبح متهالكا، ولا يليق بكونه متحفًا لأعظم حضارة عرفتها الإنسانية.

ولفت إلى أن الخديو قام بإعطاء مارييت عربخانة أمام مبنى المتحف ليزود بها متحفه، وبدأ مارييت العمل من جديد في ترتيب المعروضات وتنظيفها من الطمي لتصلح للعرض، وتم افتتاح المتحف من جديد في عام 1881م، وهو نفس العام الذي توفي فيه مارييت وخلفه من بعده "ماسبيرو" ليواصل حلم مارييت بنقل المتحف وتوسعته.

وأكد أنه تم نقل المتحف بعد ذلك في عام 1891م إلى سراي الخديو إسماعيل بالجيزة، خوفا من مياه الفيضان، واستمر بها إلى أن تم نقله للمرة الثالثة والأخيرة عام 1902م إلى موقعه القابع بميدان التحرير (المتحف المصري).

وأشار إلى أن مارييت أقيمت له جنازة ضخمة وأقيم قبره في حديقة متحفه أمام تمثال خفرع، وصمم تابوته الحجري المهندس المعماري أمبرواز بودري وكانوا ينقلون قبره إلى كل مكان جديد ينقل إليه المتحف، حيث نقل مع المتحف إلى سراي الجيزة، ثم نقل إلى المتحف المصري الحالي؛ حيث لايزال قائما حتى الآن.