رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسطورة.. كرم جابر: سأعود إلى الذهب فى أوليمبياد طوكيو 2020

جريدة الدستور

كرم جابر، بطل المصارعة الرومانية، رياضى من طراز فريد، سطّر تاريخًا مصريًا فى اللعبة عندما حصد ذهبية فى أوليمبياد أثينا ٢٠٠٤ ليعيد لبلاد النيل الميداليات الذهبية بالأوليمبياد بعد غياب أكثر من ٦٠ سنة، ثم اقتنص فضية فى أوليمبياد لندن ٢٠١٢، ليصبح نجمًا ورمزًا تتغنى الجماهير باسمه وتتابع أخباره، رغم أنه يمارس رياضة غير شعبية على الإطلاق. بعد سنوات من التألق والنجومية ورفع اسم مصر عاليًا، لاحقته أزمات عديدة جعلته يختفى عن الأنظار ويبتعد عن الظهور الإعلامى، وفى هذا التقرير تسلط «الدستور» الضوء على أسرار نجم المصارع الذهبى التى رواها لنا.

له 8 أشقاء مارسوا اللعبة قبله وحصد أول ميدالية وعمره 10 سنوات

فى مركز شباب العبور بالإسكندرية انطلق البطل المصرى طفلًا، فالتحق بلعبة المصارعة الرومانية بتشجيع جميع أشقائه، الذكور الستة والبنتين، إذ سبقوه جميعًا فى ممارسة تلك اللعبة المفضلة لـ«آل جابر».
يروى «كرم» حكايته، معيدًا الفضل فى اكتشاف موهبته وتنميتها إلى شقيقه «عادل» الذى كان بمثابة الأب الروحى والمدرب الخاص. كان يوجهه فى كل صغيرة وكبيرة حتى بدأ يتألق فى اللعبة، وحرص على تحفيزه دائمًا ودفعه إلى التطور وتنمية الطموح الذى ظل يتصاعد يومًا بعد الآخر حتى تسيَّد اللعبة وأصبح زعيمها ذات يوم.
يتذكر «جابر» أنه خاض أولى منافساته عام ١٩٨٩ فى وزن ٢٦ كجم، كان حينها ابن العشر سنوات، ولا ينسى تلك المشاهد الرائعة حينما تُوج لأول مرة فى حياته ببطولة وحصل على الميدالية الذهبية لدورة الإسكندرية. كانت بطولة الإسكندرية بالنسبة له مفتاح السعادة والخير، ورشحته للمشاركة بعدها فى بطولات إقليمية عرف معها تمثيل مصر ورفع ألوان علم بلاده.
تنقل كرم بين أكثر من مركز شباب وناد إلى أن استقر به المطاف فى النادى الأوليمبى العريق عام ١٩٩٥ الذى شهد تألقه فى البطولات الكبرى، وكان فاتحة خير عليه بالانضمام للمنتخب الوطنى للمصارعة.
برغم اللحظات المضيئة فى مشوار كرم جابر فإن هناك أزمات عاصفة ضربت مسيرته، فدخل المصارع فى العديد من الخلافات مع اتحاد المصارعة، إذ يشكو من أنه يتعرض لسوء المعاملة وعدم تقدير إنجازه التاريخى.
أشهر هذه الأزمات وأصعب المواقف التى عاشها «جابر» كما يحكى، عندما تم إيقافه عامين من قِبل الاتحاد الدولى بسبب خطأ فى تسجيل بياناته فى اختبار كشف المنشطات.
وعن طريقة تعاطيه وتعامله مع الأزمة يقول: «عشت لحظات صعبة وقررت الاعتزال، ولم أعد أرى شيئًا جميلًا فى الحياة بعدما تسبب البعض فى عرقلتى ووضع العقبات أمامى، رفضت حينها عروضا عديدة للتجنيس، وتفرغت لأكاديميتى التى أنشأتها لتدريب النشء على المصارعة، اللعبة التى عشقتها منذ الطفولة».

أحبَّ فتاة روسية.. تزوج من سكندرية.. وأنجب منها ليلى ومليكة

أوشك المصارع الذهبى على سن الأربعين، وحينما يأتى أوليمبياد طوكيو ٢٠٢٠ سيدخل فى عشرية عمرية جديدة، ورغم ذلك يقول إن الإصرار والطموح اللذين بحوزته يؤهلانه لتقديم درس جديد للعالم.
ويتدرب كرم جابر حاليًا بإحدى صالات الجيم فى الإسكندرية ويخطط لعودة قريبة، مؤكدا أنه سيعتمد على نفسه دون الحاجة لمساعدة الاتحاد، وأنه قادر على حصد البطولات مجددًا.
أحلام «جابر» لن تتوقف أيضا حتى بعد الاعتزال: «لدى مشروع إعداد الكثير من الأبطال، وأضع أمامى تحديا جديدا بتأهيل أحمد حسن لاعب منتخب المصارعة وابن شقيقتى لاستكمال ما قدمته»، بعدما ورث عشق المصارعة الرومانية من خاله. على المستوى الشخصى، ارتبط كرم جابر فى البداية بفتاة روسية وعرف معها أياما جميلة فى مطلع الألفية، لكن العلاقة لم تدم طويلًا بسبب خلافات فى الرأى وطريقة الحياة بينهما. وفى عام ٢٠٠٩ قرر جابر أن يحيا حياة مستقرة واختار زوجة سكندرية لتكون أمًا لأبناء ظل يحلم بمجيئهم، حتى كتب الله له ما أراد بمولد طفلتين هما كل حياته كما يقول، وباتت «ليلى» و«مليكة» أجمل شىء فى حياته، ففى حضنيهما وبجوارهما يقضى أسعد الأوقات.
يقول جابر إنه يعشق اللعب مع أطفاله كحبه وإيمانه بلعبة المصارعة الرومانية وأكثر، ويتنزه كثيرًا معهما، وتمثل ضحكاتهما أهم مصادر البهجة فى حياته.
يمتلك كرم جابر صداقات عديدة بالفنانين أبرزهم «الهضبة» عمرو دياب الذى ظهر معه أكثر من مرة وينشر دائمًا صورًا له معه، كما يعتبر محمد إمام من أقرب أصدقائه وظهر فى فيلمه الأخير «ليلة هنا وسرور»، كما تواجد فى حفل زفاف «إمام» الذى أقيم فى الساحل الشمالى مؤخرًا.
وعن التمثيل، يقول إنه يرغب فى خوض التجربة مرات أخرى بجانب احترافه المصارعة، ما يعنى أن «ليلة هنا وسرور» و«صد رد» ربما لن يكونا آخر أعماله الفنية.