رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية صورة: تيلة الأمان الخاصة بأول صاروخ سام 6 تم إطلاقه

جريدة الدستور

تحت عنوان "التيلة لا تزال في جيبي"، نشر أحد أبطال حرب أكتوبر٬ أنس ذكري٬ منشورًا عبر حسابه بالفيس بوك٬ مرفقًا به صورة لتيلة الأمان الخاصة بأول صاروخ سام 6 تم إطلاقه٬ قائلًا: التيلة لا تزال في جيبي وفِي قلبي وعقلي ووجداني، ٤٥ عامًا علي نصر أكتوبر المجيد٬ القطعة المعدنية المرفق صورتها عمرها في جيبي ٤٥ عامًا.. ويعلم الله مدي اعتزازي بها وبكل ما ترمز إليه في لحظة مجد وفخار. لحظة انتصار. إنها تيلة الأمان الخاصة بأول صاروخ سام 6 تم إطلاقه من موقع كتيبتي رقم ٦٧٢ في نطاق الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، ودمر بنجاح طائرة إسرائيلية معادية لحظة دخولها منطقة التدمير.

وتابع: قبل بدء الحرب بأيام قليلة تحركنا من أماكن تمركزنا في صحراء بلبيس٬ إلي مواقعنا المخططة في المنطقة الابتدائية للهجوم. تم احتلال المواقع وتجهيز واختبار محطات الرادار والقواذف للقتال٬ عدا الإجراء الأخير والأهم وهو نزع تيل الأمان من جميع الصواريخ الموجودة علي قواذفها لتكون جاهزة للإطلاق. كل هذا تم في إطار أننا ننفذ مشروعًا تدريبيًا استراتيجيًا ضمن خطط تدريب القوات المسلحة.

في السادسة من صباح يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وصل ضابط من فرع عمليات الجيش الثاني الميداني. وسلم قائد الكتيبة المقدم عبداللطيف عطا غنيم مظروفًا مغلقًا لا يتم فتحه سوي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا.

بمجرد فتح المظروف تأكد لدينا جميعًا ما كنا نستشعره أننا لا ننفذ تدريبًا معتادًا٬ بل سوف نبدأ معركتنا العادلة لتحرير الأرض خلال ساعتين ونصف من الآن. وصدرت الأوامر بالفعل بنزع تيل الأمان من جميع الصواريخ الموجودة علي القواذف. لحظة فاصلة ما زلت أذكرها الْيَوْمَ بعد ٤٤ عامًا وكأنها حدثت منذ لحظات. الثانية وخمس دقائق عبرت فوق رؤوسنا طائرات قواتنا الجوية متجهة إلي أهدافها شرقًا لأول مرة منذ ست سنوات٬ بعدها بدقائق بدأ التمهيد النيراني بالمدفعية لمدة أكثر من ٤٠ دقيقةً متواصلةً٬ بعدها بدأ اقتحام القناة.

كل هذا ونحن داخل وحدات صواريخنا ننتظر رد فعل طيران العدو الإسرائيلي٬ كنّا ننتظر ونتوقع رد فعل الطيران المعادي الإسرائيلي خلال ١٥ دقيقة ولَم يحدث٬ مرت أكثر من ٤ ساعات كاملة حتي بدأت طلعات الطيران المعادي تظهر أمامنا علي شاشات الأجهزة.

في السادسة مساء السبت ٦ أكتوبر ١٩٧٣ تم إسقاط أول طائرة معادية إسرائيلية بصاروخ سام ٦ بمجرد دخولها حدود منطقة التدمير لكتائب النسق الأول٬ وبعدها توالي تساقط الطائرات الإسرائيلية في لحظات مجد وفخر ونصر بدأت ملامحه تتضح وقتها بجلاء.

بعد وقف إطلاق النار ذكر لي أكثر من زميل من رفقاء السلاح، من ضباط المشاة والمدرعات٬ مدي التأثير المذهل في رفع معنويات قواتنا البرية ضباطًا وجنودًا لحظة مشاهدتهم طائرات العدو وهي تهوي إلي الأرض مشتعلة. بتأثير نيران دفاعنا الجوي.