رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين الألم والأمل.. مرضى "اللوكميا" ينتطرون العلاج بالقصر العيني

جريدة الدستور

"العلاج لسه مجاش".. جملة لا يعرفها غير مرضى سرطان الدم الميلودي المزمن ( CML) بمستشفى القصر العيني، بعد الأزمة الذي شهدتها أصناف الدواء الخاصة بهم خلال الأيام الماضية.

وشهدت مستشفى القصرالعينى، نقصًا حادًا في Sprycel70، Tasigna 200،Glivec 400 mg، وهي مجموعة من الأدوية تصرف شهريًا لمرضى سرطان الدم الميلودي الذي يخترق العظم.

عيون يملؤها الحزن والخوف من المستقبل القريب، قلوب ترتجف خوفًا من الموت، يشعرون بوحش هائم في دمائهم، يجتاح كل شق في جسدها، يمتص كل ما فيها من حياة، رقدت فريدة على أحد مقاعد الانتظار في ساحة عيادة الدم بالقصر العيني، مرتدية خمار أبيض مزخرف، وجلباب أسود، ترافقها ابنتها الكبرى سمر، منتظرين دورها في الكشف والمتابعة.

أدركت "فريدة" إصابتها بسرطان الدم (اللوكميا) منذ 5 سنوات، بدأت تشعر بأنهار المياة تجري على جسدها في الليل والتي تسمى بالتعرق الليلي، والهزلان الشديد الذي لا يختفي مع الراحة، وظهر عليها آلام في العظام، وتورم في الرقبة والإبطين، لم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل امتد لتضخم في الطحال والغدد الليمفاوية، وانتهى بنزيف حاد بسبب جرح بسيط في الكتف.

توجهت الأسرة بأكملها إلى مستشفى القصرالعيني، لتوقيع الكشف على والدتهم، وبعد تحاليل وأشعة وفحوصات أمتدت إلى أكثر من شهر كامل، أخبرهم الطبيب بأن السرطان ينهش في جسد والدتهم، وطلب منهم ملئ الأوراق الخاصة بالعلاج على نفقة الدولة لأن الأدوية الخاصة بهذا المرض باهظة الثمن ولن يتمكنوا من تحمل تكاليفها.

ويصرف لها الطبيب شهريًا مجموعة من الأدوية على رأسها، Sprycel70، ولكنه غير موجود بالمستشفى منذ أسبوعين، الأمر الذي جعل أولادها يحاولون شراء الدواء من الصيدليات، ولكن عدم توفر الأموال الكافية، فسعر العلبة الواحدة أربعة وعشرون ألف وثلاث مائة جنيه، فلم يجدوا في أيديهم أية حلول سوى الحضور إلى المستشفى يوميًا آملين في وجود الدواء.

سعيد شاب في العقد الثاني من عمره، أدرك أنه من مرضي اللوكميا قبل عامين الأمر الذي نزل عليه كالصاعقة وخفف الطبيب حدة الأمر عندما أخبره أن السرطان لديه في حالة متقدمة جدًا، ولن يستغرق العلاج كثيرًا، وبات يتناول Glivec 400 mg.

"نقص الدواء بيزود من سيطرة المرض على الجسد"، هكذا بدأ سعيد رحلته في الحصول على الدواء الخاص به هذا الشهر، فتواجد في المستشفى في الموعد المحدد له من قبل الطبيب المعالج، وفي مرحلة صرف العلاج فوجئ بالصيدلي يخبره بأن هذا النوع من الدواء غير موجود وعليك أن تشتريه من الخارج.

في هذه اللحظة قرر اللجوء إلى إحدى الصيدليات الخارجية، التي أخبره العامل بها أن هذا الدواء يبلغ سعره 11750 جنيه، وأن الصيدلية بإمكانها شراءه، لكن عليه أن يدفع أكثر من نصف ثمن الدواء تحت الحساب، وذلك لأنه باهظ جدًا.

تجولت "الدستور" بين الصيدليات في محاولة منها للحصول على إحدى أنواع أدوية اللوكميا الناقصة في القصر العيني، لتجد أن الأمر صعب للغاية فالأمر يحتاج إلى دفع نسبة من ثمن العلاج للمستشفى، للتأكد من مصداقية الشراء، لأن هذا الدواء باهظ جدًا ولا تستطيع الصيدلية تحمل أعباء شراءه وحدها.

فيما قال أحد العاملين بصيدلية في منطقة السيدة زينب، إنه لا يستطيع شراءه لأنه يحتاج إلى صيدلية تشتري هذا الدواء دائما، وهذا لا تقوم به صيدليته لأنها صغيرة جدًا وهو شخصيًا لا يستطيع تحمل شراء هذا الدواء.