رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بار الأنجلو".. ملتقى مشاهير الزمن الجميل يتحول لمقر شركة دفع الكتروني

بار الأنجلو
بار الأنجلو

لم يكن يعرف هذا المكان الذي صاحبت جدرانه كُتاب ومثقفي وفناني العصر الذهبي، أنه سوف يرتاده أُناس لا يعرفونه ولا يعرفهم، فقط جاءوا على عجل لإنهاء معاملتهم المالية من إحدى شركات الدفع الإلكتروني، التي حلت مكان أشهر «بار» بوسط البلد في الثمانينات.

هنا وسط شارع شريف بالقاهرة الخديوية، منذ ما يقرب من قرن كانت تُعلق لافتة يكتب عليها «بار الأنجلو» وهو أشهر الحانات التي كان يفضلها العديد من الفنانين، والسياسيين، والكتاب، والصحفيين، من جيلي الستينيات والسبعينيات، حيث كانت ترتفع الأصوات بالضحك والنميمة والأحاديث الاجتماعية والسياسية، وكان شاهدًا على العصر، وبعد ما يقرب من 90 عامًا من افتتاحه، أٌغلق ثم تحول لمقهي، حافظت إلى حد ما على شكلها القديم، لكن لم يستمر هذا المقهى كثيرًا فسرعان ما أٌغلق هو الأخر، وانتهى المطاف بهذا المكان إلى مقر لإحدى شركات الدفع الإلكتروني.

لكن لا يزال شارع شريف يرنو برائحة الزمن الجميل، فعلى بُعد خطوات من هذا المكان، تلاحظ مكان أخر ذو طراز قديم، يرجع إلى منتصف القرن الماضي، والذي حافظ على نفسه حتى الآن، يعلوه لافته يكتب عليها «بار جاميكا» وهو حانة تملكه الفنانة زوزو ماضي، وعند اجتياز بابه الخشبى القديم تجد زجاجات المشروبات الكحولية تتراص بشكل منتظم ويقف بينهم شاب يدعى«بيتر» وهو أحد العاملين بالمكان، والذي روى لنا نبذة عن تاريخ الحانتين.

وقال إن «البار» الذي يعمل به كان نظير «بار الأنجلو» وكانا مرتبطين ببعضهما، حيث أنهما كانا يعجان بالزبائن من مشاهير السبعينات والثمانينات.

وأشار «بيتر» إلى أحد زاويا المكان وإذا بلوحة تحمل العديد من صور الفنانين، والكتاب، ومشاهير الإذاعة والتليفزيون، والسياسيين، وكان من بين هؤلاء الفنان توفيق الدقن، وعبد المنعم إبراهيم، وعبد السلام محمود، وقال:" إن هؤلاء كانوا من زوار المكانين، بالإضافة إلى بعض الأدباء الذين كانوا يترددون على «الأنجلو» في سبعينات القرن الماضي، بل وكتبوا عنه، ومنهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ومكاوي سعيد، والشاعر كامل الشناوي، وأستمر هذا المكان يستحوذ على سيط كبير بين حانات وسط القاهرة آن ذاك".

وأضاف: "أن «الأنجلو» أٌغلق تمامًا منذ 15 عاما، وتحول لمقهى يحمل اسم «كافية ليالي التوفيقية»، وهو الأخر أغلق، وبعدها استقر به الأمر كفرع لإحدى شركات الدفع الإلكتروني، الذي غيرت شكله تمامًا وأصبح يصبغ بصبغة الطراز الحديث، من حيث الباب الزجاجي واللافتات «الاكريليك» والوجه المكسو «بالكلادينج».