رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عفيفى: شيخ الأزهر وجه الدعاة بالانتشار فى الشوارع لمواجهة التطرف

حوار-الشيخ-محى-الدين-عفيفى-تصوير-طارق-الجباس
حوار-الشيخ-محى-الدين-عفيفى-تصوير-طارق-الجباس

قال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه الدعاة بالانتشار وسط الناس فى المقاهى والشوارع، لنشر صحيح الدين ومواجهة التطرف. وأضاف «عفيفى»، فى حواره لـ«الدستور»، أن الفتوى أمر متعلق بطالبها وقائلها، وتختلف حسب المكان والزمان والعُرف والأشخاص، موضحًا أن الأزهر ينفذ خطة حتى ٢٠٢٢ تستهدف التلاحم مع الناس وحل مشكلاتهم المجتمعية.
■ بداية.. كيف استغل الإرهابيون الإنترنت لنشر الأفكار المتطرفة؟
- الفضاء الإلكترونى هو الملعب الأساسى للتكفير والعنف، من خلال المنصات الإرهابية التى تبث الشبهات وتزيف النصوص الشرعية، سواء نبوية أو قرآنية.
والجماعات التى تنشر تلك الأفكار المتطرفة مدعومة بأجهزة مخابرات، وخبراء دوليين، وبأموال طائلة تقدمها دول راعية للإرهاب، تخصص مليارات الدولارات لإسقاط أنظمة الدول، ورأينا ماذا حدث فى المنطقة العربية.
وهؤلاء المتطرفون يحاولون إسقاط الدولة المصرية، ولكن شعبنا يؤمن بدوره الوطنى ويظهر فى الشدائد، ويدعم مسيرة الدولة، ويعلم أننا نعيش حالة حرب ضد الإرهاب.
وهذه الحالة تحتاج إلى الاستنفار والمسئولية والصبر على الظروف القاسية، لأنه من المعروف أن الحروب تستنزف جهود الدولة، ولكن نحن كمصريين لن نقبل بالتفريط فى أرضنا أو تدنيس ذرة من ترابها، ومطلوب من الجميع أن يدعم قوات الجيش والقيادة السياسية فى حربها ضد الإرهاب، ويتأكد أن مصر تمر الآن بمرحلة استثنائية، ولكن المؤشرات إيجابية، وسننتصر فى معركتنا.
■ ما الطرق التى يتم من خلالها استقطاب الشباب إلى الفكر المتطرف؟
- الدين هو الأداة التى تستخدمها الجماعات الإرهابية لاستقطاب الناس، من خلال استغلال العاطفة الدينية، عبر الحديث عن الجنة والنار، ورضا وغضب الله، فهم يستغلون جهل الشباب لتمرير أفكارهم التخريبية عبر تزيف معانى النصوص الشرعية.
وبالتالى نحن أمام تحدٍ كبير، فهم يتحدثون عن تكفير الدولة، وأنها لا تطبق الشريعة، وهذه الأمور تحتاج إلى تفنيد، لأن الحاكم لم ينكر ما أنزل الله، وكل ما فى الأمر أنهم ابتعدوا عن صحيح الدين.
فهل الشريعة تأمر بقتل الأبرياء؟ هل الشريعة تأمر بهتك أعراض الناس باسم جهاد النكاح؟ بالطبع لا.
■ هل يمكن هداية المتطرفين عبر تجديد الخطاب الدينى؟
- تجديد الخطاب الدينى ليس موجهًا للمتطرفين، لأنهم على قناعة بأنهم أصحاب الجنة وغيرهم أصحاب النار، وأنهم على حق وغيرهم على باطل، وبالتالى لا مجال للحديث معهم فهم يكفرون العلماء، ولكن المطلوب منا ألا نستكين، وأن نحصن الشباب ونعمل على الجانب الوقائى بوجود منصات إلكترونية لتوعيتهم. وأيضًا دور الأسرة كبير فى وقاية الشباب من الأفكار المتطرفة، وللأسف تراجع دور المدرسة القيمى والأخلاقى، وظهر ذلك فى العلاقة بين التلميذ والأستاذ.
للأسف أصبح مصدر توعية الشباب التليفزيون والنت، وليس الأب والأم، وظن بعض الأسر أن العناية تتوافر فى الجانب المادى البحت، ولكن ذلك ليس حقيقيًا، فالجانب التربوى والرقابى هو الأهم بالتأكيد.
■ فضلًا عن الإرهاب.. ما القضايا المطروحة على طاولة علماء الدين الآن؟
- بدأنا فى تنفيذ الخطة الرباعية التى تمددت حتى ٢٠٢٢، والتى تستهدف التلاحم مع جميع فئات المجتمع، فلا بد من أن تكون المشكلات التى نحاول حلها نابعة من المجتمع، لأن اهتمام الدعاة بأمور الناس ومشكلاتهم المجتمعية، سيقرب الناس من الدعا، وسيستجيبون إلى النصح.
وأحب أن أشير إلى أن المجتمع يشهد تراجعًا للقيم والشهامة، ونحن بحاجة إلى رجوع المجتمع إلى دوره الأصلى، لأن القيم هى الأساس، واحترام الآخر مسألة مهمة جدًا.
ومن أهم المشكلات التى يجب معالجتها، مسألة احترام المرأة، فلا بد من الاهتمام بها فيما يخص الميراث والزواج، وبالفعل هناك قوامة للرجل على المرأة، ولكن هذه القوامة لا تعنى هدم دور المرأة.
■ ما توجيهات الإمام الأكبر بشأن الموضوعات التى يتناولها الدعاة فى خطبهم؟
- الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يؤكد أهمية تفعيل دور الوعاظ، وأهمية الالتحام بالواقع والانخراط وسط الناس على المقاهى والشوارع والمدارس والنجوع والقرى، وضرورة التعرف على مشكلات الناس والعناية بوعاظ الأزهر الشريف، وأيضًا الاهتمام بشريحة الوافدين لأنهم عمق استراتيجى للأزهر فى الخارج.
■ كيف نواجه فوضى الفتاوى؟
- من خلال التأهيل المستمر للقائمين على الفتوى، ومن خلال التعرف على مشكلات الناس، ولا بد من معرفة أن الفتوى أمر يوجهه شخص لشخص، والإجابة تختلف حسب ظروف السائل، لأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والعُرف والأشخاص، والشريعة مبنية على رفع الحرج عن الناس والتيسير، ومثل هذه المسائل لا يحسنها إلا من يملك أهلية الفتوى، ونحن نعمل على التدريب المستمر للقائمين على الفتوى وتزويدهم بالكتب والمراجع.
■ ما الروشتة التى تقدمها لمواجهة الإرهاب؟
- مواجهة الإرهاب تحتاج إلى نوع من الوعى الدينى، من خلال تنفيد الشبهات المتعلقة بالنصوص الشرعية، والرد عليها، وبيان المعانى الحقيقية للإسلام، وبيان مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن الإسلام لم يأمر بقتل أحد وحافظ على نفس الإنسان وماله وعرضه، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تستباح النفس البشرية للمسلم أو لغير المسلم، فالنفس البشرية مصونة والله لم يأمر بقتلها إلا بالحق، وبالتالى هذه الجماعات تحاول استخدام الدين لأجندات معينة، ومعلوم أن هذه الجماعات تعمل بالوكالة ومأجورة.
والواقع أكد أن تلك الجماعات تحاول إسقاط الدولة، ولكن وعى المصريين وعزيمهتم ووقوفهم إلى جانب الدولة والقيادة السياسة وقوات الشرطة والجيش، صنعت حائطًا منيعًا أمام الإرهاب.
وأرى أن ما تمر به مصر من ظروف اقتصادية قاسية، هى مرحلة استثنائية، نظرًا لأن مصر تخوض حربًا شاملة ضد الإرهاب، وينبغى على جميع المصريين دعم مسيرة الدولة فى التنمية، وقريبًا ستنعم مصر بالأمن والازدهار والأمان الاقتصادى.