رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الزناتى".. المليونير الذى خلد اسمه فى الأقصر

جريدة الدستور

على الرغم من تغير ملامح الأماكن، وتبدل معالمها وأسمائها، فإن "نزلة الزناتي"، التي أطلقت على اسم أحد أشهر رجال الأعمال في الأقصر، استطاعت أن تخلد اسم صاحبها بين المصريين والأجانب من زائري المدينة السياحية، خاصة أن تلك المنطقة تحتل نقطة مميزة للغاية بكورنيش النيل.

مرور الوقت جعل الأجيال الجديدة لا تعرف عن رجل الأعمال "مصطفي الزناتي" سوي اسمه، الذي تحمله منطقة مهمة بكورنيش النيل، ولعل هذا ما دفع البعض من الشباب إلي البحث عن شخصية ذلك الرجل، وكشف تاريخها الممتلئ بالنجاحات.

مصطفى كمال، وهو اسم مركب، نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك، والده سيد على الزناتى، من مواليد 1923 بالضبعية مركز الأقصر، حصل على المركز السادس ب المملكة المصرية فى الشهادة الابتدائية، كما حصل على البكالوريا من فيكتوريا كوليج بالإسكندرية، عضو نادى البحر الأبيض المتوسط "روتارى".

رجل عصامى بنى نفسه بنفسه، فقد ورث عن والده 12 فدانا لا غير، منها أرض الأقصر، حيث اشترى والده عدد 8.4 فدان من أوين باشا، إنجليزى الجنسية، سنة 1920 بمبلغ 6000 جنيه، ثم أضاف عليها مصطفى بك 2.5 فدان، وهى المبنى عليها فندق Bela Dona، أمام مجمع محاكم الأقصر، وعمل فى مجال الزراعة والتجارة بجد وإخلاص، أحيانا يقوم هو بالعمل ويركب الجرار الزراعى ويتابع عمله باستمرار، وكان يزرع آلاف الأفدنة، يقوم بتأجير تفتيش يوسف كمال البرنس، وبولس باشا، بجانب نشاطه التجارى، نتيجة هذا الكد والجهد كون ثروة كبيرة، منها امتلاكه 51% من أسهم شركة المخازن الهندسية، سميت فيما بعد المحاريث والهندسة، وكان هو مدير الشركة بالإضافة إلى مصنع البيبسى بالجيزة، ومصنع بويات، ودار سينما أمير، و5 عمارات بالإسكندرية.

كان "الزناتي" سيقوم بزراعة 4000 فدان فى السودان، لكن اختلاف الحكومتين المصرية والسودانية منع زراعتها، قام بشراء 300 فدان بمنطقة شوتى بالضبعية من الجمعية الخيرية الإيطالية، وتم الشراء فى روما، ثمن الفدان 300 جنيه سنة 1949، إلى أن أصبح يمتلك 520 فدانًا، تزوج من السيدة فاطمة " ميرڤت" ابنة حسين باشا العتال، من كبار صناع الحديد بمصر، ومدير بنك مصر، وكان عديله محمد نصير، وزير المالية، وسيد مرعى، وزير الزراعة (فى حكومة الثورة)، إلى أن جاءت قوانين يوليو الاشتراكية سنة 1961 وفرضت عليه الحراسة وتمت مصادرة أملاكه، حيث نصت القوانين على امتلاك 100 فدان فقط، وكانت تصرف له إعانة شهرية من الدولة 500 جنيه، حتي قرر مغادرة مصر وسافر إلى سويسرا، وبدأ العمل من جديد إلى أن أصبح يمتلك قصرا على بحيرة جنيف.

ومن أشهر الأعمال التي قام بها، أنه قام بدفع غرامة على سفينة مصرية فى سويسرا، عجزت عن دفعها بعد حرب 1967، كما تبرع بعدد من سيارات الإسعاف لمصر فى حرب 1973، وقام الرئيس الراحل أنور السادات بعمل الانفتاح الاقتصادى، وتمت دعوة مصطفى بك الزناتى للعمل بمصر، حضر إلى مصر وعمل مشاريع سياحية واقتصادية وزراعية.

وأقام فندق "بيلا دونا" بالأقصر، ولنشات نيلية، وعمل مزراع لتربية الأبقار وبيع منجاتها من ألبان وجبنة، وكذلك مزارع لتربية النحل وبيع العسل، كما قام بشراء 15 فدانا من منى عبود، ابنة أحمد عبود باشا، بأرمنت، أقام عليها مزارع للعنب البناتى، يوجد على الأرض قصران عظيمان، أحدهما أقامه الخديو إسماعيل، كاستراحة للملكة أوجينى، فى أثناء افتتاح قناة السويس سنة 1869، له أعمال ومشاريع أخرى خارج مصر.

من أعماله الخيرية في مصر، دار للأيتام بأرمنت، وكذلك المساهمة فى عمل الخير، كإعمار المساجد وكولديرات المياه وخلافه، توزيع مبالغ مالية شهرية على الفقراء، ودفع نفقات العمرة والحج لبعض الناس، تنازل عن ملكية الشبان المسلمين والمسجد والبنك وقصر الثقافة والإصلاح الزراعى وقصر الثقافة ومبانى الكهرباء والسجل المدنى ومركز شرطة أرمنت.