رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقنين الزيارات.. كيف يرى دير أبو مقار إصلاح الحياة الرهبانية؟

جريدة الدستور

إذا كانت الرهبنة تقوم على مبدأ أساسي، وهو البعد عن العالم والنذر والفقر والطاعة، والاعتزال عنها بكل أمتعتها، فإن فكر الرهبنة يبدأ عندما يرغب شخص في الحياة مع الله، إذ يضحى من أجل ذلك بكل شيء.

الرهبنه قلب الكنيسة النابض
وصف رهبان دير أبو مقار الرهبنة بأنها قلب الكنيسة النابض، فإذا صحَّ القلب صحَّت الكنيسة كلُّها، وإذا اعتلَّ القلب اعتلَّت الكنيسة كلُّها.
ولفتت الورقة البحثية الصادرة عن الدير إلى أن الواقع الحالى للرهبنة في هذه الأيام ضعفت أهم خصائصها، وهي نذورها الثلاثة الرئيسية المعروفة، الطاعة، الفقر، البتولية، فإذا اهتزَّت أعمدتها، وأضحت الطاعة فيها طاعة لأهواء الذات، والفقر مظهرًا لاستدرار عطف الأغنياء، والبتولية ثوبًا ممزَّقًا يكشف كلوم المجروحين بسهام الشهوة.
واستطرد الرهبان خلال الورقة البحثية: أن انفتاح الأديرة على العالم، وعدم التدقيق في اختيار مَن يتقدَّم للرهبنة هما السببان الأساسيان في الواقع المرير الذي تعيشه الرهبنة الفترة الحالية.
ولفتوا إلى أن انفتاح الأديرة على العالم بمختلف الطرق وشتى الأساليب، بدءًا من فتح بوابات الأديرة للزائرين، وانتهاءً بالموبايل والنّت والدِّش، قد أثر ذلك على الرهبنة والرهبان بالسَّلْب، كما يظهر مما نُعايشه من واقع أليم، فقد تسبب انفتاح الأديرة على العالم في نسيان الراهب الهدف الذي من أجله خرج من العالم وذهب به إلى الدير.

تقنين الزيارات لرهبان الأديرة
ورأى رهبان دير أبو مقار أن إصلاح الرهبنة يأتي في تقنين زيارات العلمانيين إلى الأديرة؛ فعلى سبيل المثال إغلاق الأديرة في جميع فترات الأصوام على مدار السنة، وتحديد أيام معينة في الأسبوع يُسمَح فيها بدخول الزوَّار، في حدود ساعات مُعيَّنة وأعداد محددة، وبعلمٍ سابق، ويكون مسئولًا عنهم طوال فترة تواجدهم بالدير أحدُ الرهبان المشهود له بالأمانة للطريق الرهباني ليشرح لهم معالم الدير، ويُعطيهم كلمة روحية، ثم يُشرف على ضيافتهم، حتى لا ينتشروا في أروقة الدير مُفسدين على الرهبان هدوءهم.

التدقيق الشديد في اختيار طالبي الرهبنة
ويأتي الإصلاح الثاني للرهبنة، وفقًا لرهبان دير أبو مقار في التدقيق الشديد في اختيار طالبي الرهبنة، فيُقدَّم للمتقدِّم للرهبنة قائمة المبادئ الرهبانية التي سيلتزم بها إلى آخر أيام حياته، لكي يكون على بيِّنة من أمره، وكاقتراح أَوَّلي لهذه القائمة نُقدِّم ما يلي:
- أن يَرضَى أن يعيش راهبًا طوال أيام حياته، دون أن يُطالِب بأيَّة درجة كهنوتية، إلاَّ إذا دُعِيَ لهذه الدرجة من رئيس الدير أو الرئاسة الكنسية.
- وأن لا تكون له أية ملكية شخصية، لأن الدير سيتكفَّل برعايته من جميع النواحي، دون أن يحتاج أن يتعامل مع المال بأية وسيلة.
- أن لا يُطالِب بدخول قريب أو صديق له الدير في غير أوقات الزيارة المسموح بها، ولا يُطالِب بأن يُقابلهم كأنَّ هذا حقٌّ له.

من جهة كل من الدير والمتقدم للرهبنة:
كقاعدة عامة لصحة اكتشاف واختيار كل المتقدِّمين للرهبنة، يحسن جدًا ألا تقل فترة الاختبار عن ثلاث سنوات، مع توافر إمكانية إخلاء سبيل الأخ طالب الرهبنة في أي وقت خلال هذه الفترة، رحمة به وبالرهبنة.