رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تاريخ مصر المندثر.. كيف تتم حرفة السجاد اليدوي فى سقارة؟

السجاد اليدوي
السجاد اليدوي

تشتهر سقارة بكونها مركزًا سياحيًا نابضًا بالحيوية وموطنًا لهرم القديس زوسر، وهي منطقة تعج بالتراث والتاريخ التى غالبًا ما يتم تجاهلها من قبل المصريين، وما لا يدركه الكثيرون هو أن سقارة هي المكان الذي يحافظ على حياة واحدة من أقدم الحرف وأكثرها تعقيدًا في مصر، نسج السجاد اليدوى الذى تخطى حدود الأجداد إلى حرفية الأجيال الشابة.

ووفقًا لموقع cairoscene تعتبر مدرسة آخناتون للحياكة واحدة من المؤسسات التى أسسها أحفاد الأجداد، والتى تعتبر المدرسة الثالثة فى عائلة من النساجين، حيث يحكى الابن عامر ابراهيم فايد، عن هذا الإرث قائلا: "كل شيء بدأ في Shabramant، وهي منطقة في سقارة، وبدأ والد جدى فى شراء متجر نسج السجاد الصغيرة، ثم قام عمى وأبى بتأسيس مدرسة ثانية".

واستكمل: "مدرسة إخناتون هى الثالثة لنسج السجاد اليدوى، المعروف فى جميع أنحاء العالم، وافتتحت منذ عام 2000، أما عن أولئك الذين يعيشون فى سقارة قد نشأوا فخورين بتراثهم، ويريدون المتابعة في خطى آبائهم، حيث علمني والدي كيف أنسج عندما كنت أصغر سنا".

وأكد "فايد" أن السجاد اليدوى أكثر تكلفة، لأنه يستغرق عدة أشهر فى بعض الأحيان، وهذه العملية صعبة للغاية، فعلى سبيل المثال يستغرق الأمر ما بين شهر إلى شهرين لعمل متر من السجاد باستخدام الصوف، والتى يجعلها تتراوح ما بين 20 إلى 70 ألف جنيه مصرى، أما أغلى السجاد هى تلك المصنوعة من الحرير.

وعن المهتمين بإتقان الحرفة، يتم تعليمهم في البداية كيفية التعامل مع الصوف أو ألياف الحرير وتحويلها إلى عقد، ثم يتعلموا الحياكة وكيفية تشديد الخيوط، ثم تركيبات الصورة التى يتم وضعها على النول، كما أنهم يحتاجون إلى تعليق نسج الرسومات الموضوعة أمامهم من أجل التصميم على السجادة والتلاعب بالعقد.

من بين التصاميم التفصيلية في "إخناتون"، هناك سجادة بأربعة أمتار وعرضها ستة أمتار، مصنعة بأنماط معقدة وتصاميم ملونة، نسبة إلى المالك، واستغرق إنتاجها أربعة سنوات، لذلك من الصعب صنع هذه الأنواع من السجاد هذه الأيام.

ونسج السجاد هو واحد من أقدم الحرف الباقية في العديد من البلدان، بما في ذلك تركيا وإيران، ويعتقد الجميع أن نسج السجاد في مصر يعود إلى القرن الخامس عشر، كذلك فإن السجاد اليدوى الجميل المصنوع فى مصر يستطيع أن ينافس دوليا مع السجاد التركى والإيرانى، كونه تراثا يجب أن ننميه.