رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور.. بئر عنبر استراحة الحجاج بأراضي قنا

بئر عنبر
بئر عنبر

تغيرت وسائل النقل لكن مازال الحج هو الحج، فالطريق المؤدى إلى مكة المكرمة قائما كماهو، ورغمك استبدال الإبل بالحافلات المكيفة إلا أن بعض القرى المصرية مازالت تحمل ذكرايات لن تنسي مع الحجيج، أبرزها قرية بئر عنبر، وخصوصا طريق عيذاب.

تنقع القرية التابعة لمحافظة قنا في منطقة كانت تعتبر إستراحة الحجاج العرب من مختلف أنحاء الدول العربية، وخاصةً المملكة المغربية، وعن الطرق التى كان يسلكها الحجاج في رحلتهم للملكة السعودية، واللذين كانوا السبب في استقرار أولياء الله الصالحين بمصر.

استراحة الحجاج
وبحسب الدكتور محمود عبدالوهاب مدنى، الباحث فى الآثار الإسلامية، ومدير عام الشئون الأثرية بمنطقة آثار مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، فإن هنالك استراحة كانت للحجاج قديمة تقع في قرية بئر عنبر بمركز قفط الواقع جنوبي محافظة قنا.

ويتابع الباحث في الأثار الإسلامية، إن تلك الإستراحة، قد أمر القائد إبراهيم باشا، نجل محمد علي باشا الكبير، ببناؤها منذ عقود طويلة، لتكون موقع لاستقرار الحجيج فيها أثناء رحلاتهم للملكة السعودية.

الخطط التوفيقية
ويشير مدير عام الأثار في سياق حديثه لـ"الدستور" إلى أن الكاتب علي باشا مبارك، ذكر في الخطط التوفيفية، التى دونها والمكونة من قرابة 20 جزء، أن نجل محمد علي قرر بناء الإستراحة، لكون الطريق الذي يسلكه الحجاج من الدول العربية وصولًا للملكة السعودية كان طويلًا وكانت الإستراحة التى بنائها تعتبر المحطة الاولي في طريق الحجاج، ولذك قرر بناؤها، وكان يشرف علي تلك الاستراحات العديد من الأمراء في الدولة المصرية حين ذاك.

وذكر الباحث في الأثار، أن تلك الاستراحة كانت تعتبر أولي المحطات في طريق السفر من مصر إلى الحجاز، حيث كان يبدأ الطريق من مركز قفط جنوب قنا، إلى مدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر، ومنه إلى ساحل البحر الأحمر، حتي الأراضي المقدسة.

البناء
وأفاد مدني، أن تلك الإستراحة بنيت من الطوب الأجر، ومونة الحمرة، والجير والقصرمل، إلا ان الذي تبقي منها حتي الأن مجموعة من الحجرات بتقدمها ممر مقبي.

طريق الحج والتجارة

ونوه مدير عام الأثار، إلى أن الإستراحة كانت أول المحطات في طريق الحج فى المسافة مابين قفط والقصير، وكان هذا الطريق له أهمية خاصة اذ أنه كان طريقا للتجارة وطريقا للحج، وكان هذا الطريق يوصل إلى البحر الأحمر ومنه يستقل الحجاج المراكب الشراعية متجهين إلى الاراضى الحجازية.

فيما يؤكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن إستراحة بئر عنبر، التى تعتبر أول المحطات في طريق السفر للأراضي الحجازية، والتى تقع على رأس الطريق من ناحية الوادى تقع في أقصر الطرق بين ساحل البحر الأحمر، ووادى النيل.

رحلة الحج

ولفت مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، إلى أن حجاج مصر والمملكة المغربية، ظلوا لقرابة 200 عامًا، يتوجهون إلى مكة المكرمة من صحراء عيذاب، حيث يتوجهون من صحراء الفسطاط، ثم يستقلون الإبل من مدينة قوص جنوب قنا، مرورًا بمركز قفط، حتي يصلون إلى عيذاب والتى اتخذوها طريقًا للحج.

وألمح ريحان، إلى أن ذلك الطريق ظل الطريق الأبرز في رحلات الحج والطريق الرئيسي للتجارة، منوهًا إلى أنه كان هناك طريق آخر للحج من سيناء، إلا أنه كان غير محببًا للحجيج، وذلك لكونه كان يعتبر طريقًا حربيًا، خاصةً في فترة الحروب الصليبية مما أبقي على طريق قوص مرورًا بقفط إلى عيذاب مسارًا للحج، وإتخذه الحجاج المصريين والمغاربة وعددًا من الحجاج في قارة إفريقيا، خاصةً أنه يعتبر أقصر الطرق بين ساحل البحر الأحمر ووادى النيل.

فيما أورد محمد إمام، الباحث في التراث الإسلامي، أن طريق "قفط - عيذاب" وإستراحة بئر عنبر، كانت سببًا في استقرار أولياء الله الصالحين من أبناء المملكة المغربية داخل مصر، خاصةً أن المغاربة كانوا يذهبون إلى الحج عبر ذلك الطريق، حيث استقر العديد منهم في مصر خاصةً عبد الرحيم القناوي، وأبو الحسن الشاذلي.