الثعابين تقتل 9 من سكان شبرا بخوم بالمنوفية
لم يتوقع أحد من سكان قرية شبرا بخوم، التابعة لمركز قويسنا بالمنوفية، أن تتحول القرية بين عشية وضحاها إلى "منبع" لثعابين ضالة ظلت تُطارد السكان منذ ما يقرُب من 7 أيام وحتى تلك اللحظة، ولم تعلم أُسر 9 ضحايا أن مصير أبنائها سيكون الموت بسبب "الثعابين".
قرية شبرا بخوم، التي تشتهر بكثرة أبراج الحمام وزراعة قصب السكر، لم تهدأ منذ مصرع أبنائها الـ9 واحدًا تلو الآخر، وأرسلت العديد من الشكاوي والاستغاثات إلى وزارة الصحة، لسرعة وضع حل لإنقاذهم من مطاردة الثعابين، حيث أُصيبوا بحالة من الذعر ما زالت مستمرة.
ورصدت "الدستور" معاناة الأهالى عقب وقوع ضحايا للدغات الثعابين، وصلوا حسب شهادة السكان إلى 9 حالات من بينهم طفل لقى مصرعه أمام منزل عائلته، إضافة إلى إصابة العشرات.
عبدالعزيز الجابري، أحد أهالي القرية، يقول إن هجوم الثعابين على القرية ليس جديدًا، فسبقه هجوم مُماثل عام 1996 ليلقى 3 مصرعهم، ويصاب العشرات من الأهالي بلدغات الثعابين، وفي عام 2000 وسط حالة من عدم الاهتمام من المسئولين وهدم مستشفى القرية واستبداله بوحدة صحية تغلق أبوابها في الواحدة ظهرًا، دون وجود طبيب، حيث تحيط الأراضي الزراعية، القرية من جميع الاتجاهات.
وأضافت نهلة الجابري أن الرعب دب في قلوب الجميع وخاصة الأطفال، عقب وفاة سيدة في القرية داخل حمام منزلها، وقالت: "الأهالي لم يذوقوا طعمًا للنوم خوفًا من هجوم الثعابين"، موضحة أن المتوفاة الأخيرة تسكن وسط المنطقة السكنية، وهو ما أصاب الجميع بالذعر خوفًا من تكرارها.
وأشار أحمد فوزي، أحد شباب القرية، إلى أن الرائدات الريفيات مررن على المقاهي بالقرية لتوعية الشباب والمواطنين بالذهاب إلى الوحدة الصحية، في حالة تعرضهم إلى لدغات ثعابين، حتى يتمكن الأطباء من إنقاذهم.
يأتي هذا بينما تجري عمليات للنظافة في القرية، حيث تواجد مجدي أبوالسعد، رئيس مدينة قويسنا، داخل القرية للإشراف على عمليات التطهير وإزالة المخلفات لمنع اختباء الثعابين بها.
وقال أبوالسعد إنه جرى رفع حالة الطوارئ بالقرية عقب مقتل اثنين من الأهالي، إلى جانب توعية الأهالي بالتعاون مع مديرية الأوقاف والصحة، مضيفًا أن جميع المديريات متعاونة للقضاء على ظاهرة انتشار الثعابين، والتي خرجت نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، حيث تضع مديرية الزراعة البيض عقب حقنه بالسم على الترع والمصارف وأماكن وجود الثعابين.
وتابع أنه تمت الاستعانة بـ25 قلابًا و4 لوادر من مجلس المدينة لرفع المخلفات، إلى جانب الاتفاق مع مديرية الري على رفع كل نواتج المخلفات من الترع والمصارف.
وأعلنت مديرية الصحة الطوارئ حيث تم تعليق لافتة أمام وحدة طب الأسرة بالقرية بوجود مصل الثعابين والعقارب، وأن حالة الطوارئ ممتدة لمدة شهر على مدار 24 ساعة، في وجود طبيبة ومدير الوحدة الصحية لاستقبال أي حالات طارئة، فضلا عن سيارة إسعاف أمام وحدة طب الأسرة بالقرية لنقل أي حالات طارئة إلى مستشفى قويسنا المركزي، التي تبعد 7 كيلومترات عن القرية، لإسعاف أي مصاب بلدغات الثعابين.
