رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أميركي: آلاف الروسيات تزوجن رجالًا من "داعش"

جريدة الدستور

أعلنت تقارير أمريكية أن آلاف الروسيات تزوجن رجالًا من تنظيم "داعش"، وذهبن معهم إلى سوريا والعراق، وأن حكومات روسيا ودول أخرى في آسيا الوسطى تعمل على حل مشاكلهن بعدما ترمل معظمهن.

وأضاف التقرير أن حكومة الشيشان وحكومات أخرى في آسيا الوسطى تتساهل مع أرامل "الداعشيين" اللواتي يردن العودة إلى أوطانهن، وذلك عكس دول في غرب أوروبا.

وافقت حكومة الشيشان على إعادة 13 أرملة، و35 من أطفالهن، وقابل مراسل صحيفة "واشنطن بوست"، واحدة من تلك الأرامل وتدعى "مدينة"، ورفضت الإفصاح عن اسمها بالكامل، واسم زوجها التونسي الذي تزوجها في هولندا، ثم نقلها إلى سوريا، وقالت "مدينة" (36 عامًا) إنها هاجرت، قبل 20 عاما تقريبا من الشيشان إلى هولندا، هربًا من الحرب الأهلية هناك، ومع دخول القوات الروسية التي هزمت الميليشيات المعارضة لروسيا، في هولندا، تزوجت "مدينة" وطلقت رجلين، واحدًا بعد الآخر: وهما هولندي غير مسلم، ثم روسي مسلم، وأنجبت طفلين من كل واحد منهما، ثم تزوجت تونسيًا متطرفًا نقلها في عام 2014 إلى سوريا، حيث انضم إلى تنظيم "داعش"، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، وولدت الأخير بعد قتل زوجها، وكانت العائلة تعيش في الرقة ثم دير الزور، في سوريا، ثم انتقلت إلى العراق وعادت إلى سوريا، حيث اعتقلت القوات الكردية "مدينة" وأطفالها في القامشلي.

وأوردت الصحيفة أنه بمساعدة القوات الروسية في سوريا، نقلت "مدينة" وأطفالها إلى الشيشان. وأشارت إلى أن حكومة هولندا تريد إعادة طفلي "مدينة" من الأب الهولندي إلى هولندا، وأن الحكومة اتهمت "مدينة" بالإرهاب، لكنها نفت ذلك للصحيفة، وقالت إنها لن تعود إلى هولندا أبدًا.

وقبل شهرين، نقلت إذاعة "إن بى آر" الأميركية عن معتقلات في العراق أن أزواجهن أجبروهن على السفر إلى سوريا والعراق. ونفين أنهن إرهابيات، وقلن إنهن ضحين في سبيل أولادهن وبناتهن من الـ"داعشيين".

وأورد تقري حكومي في العراق أن أعدادًا كبيرة من الروسيات تم تسليمهن إلى محكمة جنائية، وهن "شابات في معظم الأحيان، ويرتدين عباءات سوداء ويغطين شعورهن"، ومثلن أمام المحكمة وهن يرتدين ثياب السجن الوردية اللون، وأضاف التقرير: "كان هناك أطفال في كل مكان داخل المحكمة، كان أصغرهم بين ذراعي أمه، وهو رضيع، وولد بعضهم في السجن، وكانت أعمار أكبر الأطفال 3 أو 4 سنوات، وكان هناك مزيد من الأطفال، كبار السن، تركوا في السجن أثناء نقل أمهاتهم إلى المحكمة".

وتابع التقرير أن كل الروسيات هناك تقريبًا لا يتكلمن غير اللغة الروسية، وأن مندوبين من السفارة الروسية في بغداد وسفارات جمهوريات إسلامية روسية، كانوا يحاولون الحديث إلى النساء، ونقل التقرير عن أرامل قولهن، إنهن "أجبرن" على السفر إلى سوريا والعراق، ونفين أنهن إرهابيات، أو داعشيات، و"قلن إنهن لا يعرفن إذا كان أزواجهن داعشيين، وأنهن كانوا مجبرات على تلك المعيشة لرعاية أطفالهن.

وقبل شهور قليلة، أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المحاكمات التي تقوم بها حكومة العراق، وأفاد بيان أصدرته المنظمة بأن نحو 1400 امرأة وطفل أجنبي كانوا تابعين لمقاتلي "داعش" استسلموا للقوات العراقية، وأدان البيان "حكم محاكم العراق على النساء بالسجن مدى الحياة، وحتى الموت، بسبب جرائم غير عنيفة ربما ارتكبنها، وأضاف التقرير: "هذا مؤشر واحد فقط على أن الذين ينظر إليهم بأنهم متواطئون مع (داعش) يتلقون محاكمات غير عادلة".