رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قائد «الدفاع الجوى»: حطمنا أسطورة الذراع ‏الطولى لإسرائيل

جريدة الدستور

أسقطنا 12 طائرة إسرائيلية خلال ٥ أشهر من بنائه.. وأجبرنا تل أبيب على قبول مبادرة «روجرز»‏

دمرنا ٢٥ طائرة للعدو فى حرب أكتوبر وأسرنا عددًا من الطيارين وموشى ديان اعترف بالعجز عن اختراق شبكة الصواريخ ‏المصرية


نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث وتهديدات تعترض مسارات السلام.. ونحقق الاستعداد القتالى العالى من خلال مجموعة من المحددات


تحتفل القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوى، اليوم ٣٠ يونيو ٢٠١٨، بمرور ٤٨ عامًا على بناء حائط الصواريخ، فى مثل ذلك اليوم عام ١٩٧٠، الذى حطم أسطورة ‏الذراع الطولى لإسرائيل.‏
وجرى خلال ٥ أشهر من بناء حائط الصواريخ، إسقاط ١٢ طائرة للعدو الإسرائيلى، من طرازات فانتوم وسكاى هوك وميراج، ما اضطر إسرائيل إلى قبول مبادرة ‏‏«روجرز» لوقف إطلاق النار. وخلال حرب أكتوبر ١٩٧٣ استطاع رجال الدفاع الجوى، إسقاط ٢٥ طائرة للعدو الإسرائيلى، وإصابة عدد آخر وأسر بعض طياريها.‏
وبمناسبة حلول هذه الذكرى الخالدة، يتحدث الفريق على محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، لـ«الدستور»، مستعرضًا الكثير من الأحداث والبطولات.‏

‏■ نرجو منكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار الثلاثين من شهر يونيو كعيد تحتفل به قوات الدفاع الجوى كل عام؟ ‏ ‏
‏- صدر القرار الجمهورى رقم (١٩٩) الصادر فى الأول من فبراير ١٩٦٨، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوى ‏المتواصل بأحدث الطائرات «فانتوم، سكاى هوك»، ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، تم إنشاء حائط الصواريخ.‏
ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى، خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام ١٩٧٠ من إسقاط العديد من الطائرات ‏طرازى «فانتوم، وسكاى هوك»، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين. ‏
وكانت هذه أول مرة تُسقط فيها طائرة فانتوم، وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى.‏
ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام ١٩٧٠ هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم ‏عيدًا لها.‏
‏■ يتردد فى احتفالات الدفاع الجوى كلمة «حائط الصواريخ».. نرجو منكم إلقاء الضوء، عن معنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
‏- حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، فى إطار توفير ‏الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية، والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة، مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن ١٥ كم شرق القناة.‏
هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثلة فى ‏قواتها الجوية، وبين رجال القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية، فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه ‏التحصينات. ‏
ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل ‏المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين، الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام، واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون ‏تحصينات، وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والثانى: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها «أسلوب الزحف البطىء»، وذلك بأن يتم إنشاء ‏تحصينات كل نطاق واحتلاله، تحت حماية النطاق الخلفى له، وهكذا، وهو ما استقر الرأى عليه. ‏
وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة، وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ٣ نطاقات جديدة، تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ ‏هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى.‏
كانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس، فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض ‏حرب التحرير بحرية كاملة ودون تدخل العدو الجوى.‏
‏■ إن الحديث عن بطولات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر لا ينقطع.. نرجو منكم إلقاء الضوء، كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب ‏أكتوبر ١٩٧٣؟
‏- إن الحديث عن حرب أكتوبر ٧٣ لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها، فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث، وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات ‏الدفاع الجوى فى هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور، فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية، وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا ‏التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية.‏
قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت، بشراء طائرات ميراج من فرنسا، وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك ‏حتى وصل عدد الطائرات قبل عام ١٩٧٣ إلى ٦٠٠ طائرة أنواع مختلفة، حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام ٥٦، وتحقيق انتصار زائف فى ‏عام ١٩٦٧، والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف، فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات.‏
وقام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام ١٩٧٠ تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة.‏
وخلال ٥ أشهر «إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس»، عام ١٩٧٠، استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إسقاط وتدمير أكثر من ١٢ طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر ‏إسرائيل على قبول مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح ٨ أغسطس ١٩٧٠.‏
وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام- ٣ «البتشورا»، وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى ‏بنهاية عام ١٩٧٠، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة، بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «الاستراتوكروزار» ‏صباح يوم ١٧ سبتمبر ١٩٧١، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ «سام- ٦» استعدادًا لحرب التحرير. ‏
كانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية، وقواعد ‏جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.‏
وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣، هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور، حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى، توالت بعدها هجمات بأعداد ‏صغيرة من الطائرات خلال ليلتى ٦٧ أكتوبر، تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ونجحت فى إسقاط أكثر من ٢٥ طائرة، إضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من ‏الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من ١٥ كم. ‏
وفى صباح يوم ٧ أكتوبر ١٩٧٣ قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين. ‏وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، مما ‏جعل «موشى ديان» يعلن فى رابع أيام القتال، عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم ١٤ أكتوبر ٧٣، أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض ‏معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها.‏
‏■ فى ظل التهديدات التى تتعرض لها دول المنطقة وعدم الاستقرار السياسى.. كيف تحافظ قوات الدفاع الجوى على استعدادها القتالى العالى؟
‏- فى البداية.. أود أن أوضح أمرًا مهمًا جدًا.. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة.. إلا أننا فى ذات الوقت، نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات ‏فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ليست بعيدة عن أذهاننا. ولكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها ‏فى المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا ‏وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح.‏
ويتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات، تتمثل فى الحالات والأوضاع التى تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير فى غايه الدقة، ‏وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها فى الوقت المناسب، وتتم المحافظة على الاستعداد القتالى الدائم من خلال استعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال، والمحافظة ‏على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات. ويتم تنفيذ كل هذه العناصر فى إطار من الانضباط العسكرى الكامل، والروح المعنوية العالية. ‏
‏■ تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر إحدى الركائز المهمة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية.. كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
‏- تحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها فى المجال العسكرى، من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة، بالاستفادة من التعاون العسكرى ‏بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة، وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات، بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة فى الترسانة العالمية، حتى ‏نحقق الهدف الذى ننشده.‏
وفى هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكرى من خلال مسارين، الأول: التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى ‏تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا فى خطة محددة ومستمرة، والثانى: التعاون فى ‏تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.‏
‏■ تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. نرجو منكم إلقاء الضوء على عناصر بناء ‏المنظومة؟
‏- تتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية، تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه، أو تدميره بوسائل دفاع جوى ‏تنتشر فى كل ربوع الدولة فى مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركًا طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها. ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة ‏متنوعة لتكوين منظومة متكاملة، تشمل أجهزة الرادار مختلفة المدى تقوم بأعمال الكشف والإنذار، بالاضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط، ‏والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.‏
ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى، من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشمل: التكامل ‏الأفقى: ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة. والتكامل الرأسى: ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.‏
‏■ أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم.. فما الحل من وجهة نظركم ‏للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟
‏- شىء طبيعى فى عصرنا الحالى أنه لم تعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة، ‏وشبكات المعلومات الدولية.. إضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة، وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل ‏جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق.‏
ولكن هناك شىء مهم وهو ما يعنينا فى هذا الأمر.. هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان، بما يضمن ‏لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.‏
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية «الفانتوم» من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت، وكذلك التحرك بسرية كاملة ‏لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «الاستراتكروزر» المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات ‏غرب القناة، باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل.‏
ونحن لدينا اليقين أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة، بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.‏
‏■ إن تواصل القائد مع مرءوسيه من أهم أسباب نجاح القيادة والسيطرة ومتابعة تنفيذ المهام.. كيف يتم تحقيق ذلك بقوات الدفاع الجوى؟
‏- إن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائمًا بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات.‏
ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوى على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءًا من مستوى قائد القوات، حتى مستوى قائد الفصيلة، ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر، هذا بخلاف ‏لقاءات القادة مع مرءوسيهم فى المناسبات القومية والدينية، وعقب تنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية.‏
أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود، فإنها مستمرة دائمًا دون انقطاع وفى مناسبات متعددة، منها الذى مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسى ‏العسكرى، وتوعية الضباط بالموضوعات المهمة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين.‏
وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل، للاستماع إلى المشاكل والمصاعب واتخاذ القرارات لحلها، كما أحرص أثناء مرورى على الوحدات ‏والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية، بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والاستماع إلى المشاكل الشخصية ‏وحلها فورًا.‏
إننى أعتبر أسعد لحظات عملى ومهام وظيفتى التى أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة، أو مواقع القتال لأنها تعطى المؤشر الحقيقى والواقعى لأداء القوات.‏
كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة التطور؟
‏- تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط، بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل ‏طلبة من الدول العربية والإفريقية الصديقة.‏
ونظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى، والتى تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة، فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال ‏مسارين، الأول: تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقًا لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة، ‏بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة، والثانى: تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى.‏