رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكابتن لطيف: متعة الكرة تضاهي قيمة أم كلثوم

الكابتن لطيف،
الكابتن "لطيف"،

في جلسة صفا وروقان بال، قال الكابتن "لطيف"، المتعة التي تحققها لي كرة القدم لي، لا تعادلها متعة أخرى، وستندهش إذا عرفت أنني أسافر في إجازتي الى خارج، وبما أنفقت كل مدخراتي في سبيل أن أشاهد المباريات في اوربا، متعتي وأنا أعيش في هذا الجو من الرياضة والتشجيع الموضوعي، لا تعادلها متعة الاحتفاظ بالمدخرات مهما كانت كثيرة، تمامًا مثلما نسمع من إخواننا العرب يجيئون الى القاهرة لحضور حفلات السيدة أم كلثوم.

كان صوت الكاتبن"لطيف" قاسمًا مشتركًا بين وعنصرًا مكملًا للمباريات.

لا توجد أزمة، إذا كانت المبارة باردة، والجمهور ساخط، واللاعبين على ارضية الملعب يتحركون وكأن على قلوبهم مراوح، فصوت الكابتن "لطيف" يعوض تلك الخسارة الثقيلة على قلوب المشجعين، بخفة ظله، وتحليله العفوي للمباراة، وخبرته وثقافته الرياضية.

فرضت كرة القدم نفسها على أحلام الطفل "محمد لطيف"المولود" في 23 أكتوبر 1909، في درب الجماميز، بجوار سبع ملاعب لكرة القدم اسمها"القرميدان"، فيجلس مقرفصًا يتابع أقدام اللاعبين وهي تحاور الكرة أو تشوطها، فينتفض عندما يحرز أحدهم هدفًا وتدخل الكرة شبكة المرمى.

كان يتابع أقدام اللاعبين، ويتطلع لأقدامهم الصغيرة، ويراقب الكرة وهي تتحرك نحو المرمى، ويحلم.
وبعد انتهاء اللعب، يتحول الحصى وقطع الطوب الى كرات، يشوطها اثناء عودته لبيته، وكثيرًا ما دميت اصابعه، بسبب نسيانه انه كان ينتعل صندلًا لا حذاء.

التحق الطفل بمدرسة الجمعية الخيرية الاسلامية الابتدائية في حي درب "الجماميز" عام 1919، وكانت لحظة السعادة الحقيقة للطفل محمد لطيف، عندما يتسلق سور المدرسة، ويجلس فوقه، لشاهد مبارايات كرة القدم بمدرسة الخديوية الثانوية، وتعصف الاحلام برأسه، متى سيكون واحدًا من اعضاء فريق كرة القدم بالخديوية الثانوية.

اصبح "محمد لطيف" كاتبن فريق مدرسته في كرة القدم، في السنة الثانية الابتدائية، وكانت هي الخطوة الأولى في أحلام الطفل نحو عالم كرة القدم.

في 1925، بدأت الخطوة الثانية، عندما التحق بالخديوية الثانوية، التي كانت تتكون من ثلاث فرق لكرة القدم، ودخل "لطيف" الاختبارات التي أهلته ليكون ضمن اعضاء الفريق الثاني، وبعد عام من الاجتهاد، انتقل الى الفريق الاول.

الشاب "محمد لطيف" في مأزق، انتماءه الروحي لنادي الزمالك، لكنه مغرم بحسين حجازي عظمة الكرة المصرية الذي يلعب للنادي الأهلي. وتشاء كرة القدم بتقلباتها، أن ينتقل حجازي لنادي الزمالك" المختلط آنذاك"، الفرحة والدهشة لا يسعان "محمد لطيف"، بعد انتقال "حجازي" لنادي الزمالك بعام واحد، يطلبه النادي للعب لصالحه، فينال شرف اللعب بجوار مثله الأعلى لمدة اربع سنوات، الى ان اعتزل "حجازي" عام 1932.

سافر "محمد لطيف عام 1932 الى انجلترا، ليلتحق بكلية "جوردون هل" لدراسة التربية هناك، فوصلته توصية من القاهرة من قبل مستر سامبسون مراقب التربية الرياضية بمصر، وأخرى من المستر جيمس ماكراي مدرب فريق النادي الأهلى، والتزكيتان موجهتان لنادي رانجرز أكبر أندية اسكوتلاندا وقتها، لضم اللاعب المصري "محمد لطيف" للنادي.

محمد لطيف لاعبًا في أكبر أندية اسكتلاندا، وطالبًا متفوقًا بكلية جوردون هل أيضًا.

وفي 1937، حصل محمد لطيف على بكالوريوس التربية البدنية والصحية، وعاد للقاهرة، ليكمل رحلته لاعبًا لنادي الزمالك، وفس نفس الوقت عين مفتشًا للتربية البدنية بوزارة المعارف.

اعتزل محمد لطيف كرة القدم اللعب عام 1945، والتحكيم عام 1956، وبعدها بثلاث سنوات كلفته الإذاعة بإذاعة تمرينات الصباح مع محمود بدر الدين. ومن يومها ارتبط المباريات بصوته، حتى أنشىء التلفزيون المصري، فأصبح "محمد لطيف" نجم التعليق التلفزيوني على المباريات.

في حوار للكابتن لطيف مع عبد القادر حميدة، كان الطقس سىء، فأسرع الكابتن لطيف واغلق نافذة غرفة الصالون، بعد أن وضع يده على أنفه تجنبًا للغبار والتراب، قال أن المواصفات التي ينبغي توافرها في لاعب كرة القدام، أن يكون موهوبًا، ومخلصًا للعبة، وأن يضحي بنفسه لصالح فريقه وبلده، وأن يطيع أوامر مدربه وإدارييه، ولا يغتر بنفسه عند الفوز، ولا ييأس من الهزيمة، وأن يتعاون مع زملاؤه، ويحافظ على صحته.

وبعصبية قال لعبد القادر:"أرجو أن تعفيني من الإجابة عن اللاعبين الأجيال الجديدة، وأدعوهم للامتثال بالأجيال الأولى.

ما هو الوقت المناسب للاعتزال يا كابتن لطيف؟ ومن هم أفضل اللاعبين من وجهة نظرك؟

إذا وصل للاعب لنقطة العجز عن الحافظ على القمة التي وصل إليها، وجب عليه فورًا أن يعتزل، وأفضل اللاعبين على أبوجريشة، مصطفى يونس، فاروق جعفر، بوبو، هاني.