رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبى

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي

نجا رئيس وزراء إثيوبيا الجديد آبى أحمد، اليوم السبت، من محاولة اغتيال، نفذت خلال وجوده بمسيرة مؤيدة له؛ حيث وقع انفجار بعد وقت قصير من كلمة ألقاها أمام مؤيديه الذين وصفوا بأعداد كبيرة لا ترى في ساحة ميسكل بالعاصمة أديس أبابا، فيما ذكرت الإذاعة الرسمية، أن عددًا قليلًا من الأشخاص أصيب فى الانفجار.

وقالت الشرطة إنها تحقق في الأمر، فيما أظهرت تسجيلات مصورة لرئيس الوزراء وهو يفر من موقع الحادث بمساعدة حراسه.

وقال آبى أحمد الذي لم يمر ثلاثة أشهر على توليه مقاليد السلطة بالبلاد، في كلمة عقب الانفجار إن "بضعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون"، مضيفًا: "الحادث محاولة غير ناجحة للقوى التي لا تريد رؤية إثيوبيا متحدة"، وتابع "الهجوم كان مدبرًا بصورة جيدة".

وقال أحد منظمي الحفل "إن الانفجار ناجم عن قنبلة"، بينما أكد أحد شهود العيان "أن شخصًا حاول إلقاء قنبلة يدوية على المنصة، حيث كان يقف رئيس الوزراء الجديد"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وذكر مراسل وكالة فرانس برس، أنه بعد الانفجار، اقتحم عشرات الأشخاص المسرح وقاموا بإلقاء أشياء مختلفة على الشرطة، وهم يصرخون مستخدمين ألفاظًا فيها تحقير للحكومة.

وكان حشد من المواطنين الإثيوبيين قد تجمع، صباح اليوم، في ميدان "مسكل" بالعاصمة؛ لإظهار دعمهم لـ آبي أحمد، الذى قام بموجة من الإصلاحات الجذرية عقب توليه المنصب فى أبريل الماضي، خلفًا لهيلى ماريام ديسالين، الذى قدم استقالته فجأة من رئاسة الحزب الحاكم ورئاسة الحكومة أيضًا، عقب اضطرابات سياسية شهدتها البلاد فبراير الماضى.

ويعد هذا أول تجمع يتم تنظيمه فى العاصمة دعمًا لرئيس الوزراء الجديد، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن عشرات الآلاف من الناس كانوا حاضرين.

وذكرت شبكة "ABC" نيوز الإخبارية الأمريكية، أن مؤيدى رئيس الوزراء ارتدوا ملابس تحمل صورته وحملوا لافتات كُتب عليها عبارة: "حب واحد، إثيوبيا واحدة".

وخطب آبي أحمد أمام عشرات الآلاف من مؤيديه، مرتديًا قميصًا أخضر وقبعة رعاة البقر، قائلًا: "إن التغيير قادم لإثيوبيا، ولا عودة للوراء"، مشددًا على أن البلاد بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات؛ وفق قوله: فإنه "على مدى المائة عام الماضية، ألحقت الكراهية أضرارًا كبيرة بالمجتمع".

وفى الأشهر الثلاثة الماضية، قام آبي أحمد بإجراء تغييرات كبيرة في إثيوبيا، منها الإفراج عن المعارضين المسجونين، والانتقال إلى تحرير الاقتصاد، وحل نزاع دام عقدين مع إريتريا التي تعد أكبر الدول المنافسة لأديس أبابا في شرق إفريقيا، ويعتبرها الإثيوبيون العدو اللدود لهم.

وذكرت صحيفة "ذا إيست أفريكان" اليوم في تقرير لها عقب الحادث: "إن إعلان آبى أحمد هذا الشهر تبنيه "اتفاق سلام كامل" مع أسمرة قد يكون سبب محاولة اغتياله"، لافتة إلى أن هذا الإعلان "فاجئ الإثيوبيين".

ورأت الصحيفة الإفريقية، أن اتفاق سلام بين أسمرة وأديس أبابا، يعد واحدًا من العديد من تحولات السياسة التي أعلنها آبى أحمد منذ أن تولى منصبه، موضحة أنها خطوة يمكن أن تعيد تشكيل علاقات إثيوبيا مع جيرانها، ولكن قد تكون لها آثار دراماتيكية بنفس القدر داخل البلاد التى يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت في الخامس من يونيو الجارى، موافقتها على "التنفيذ الكامل" لاتفاقية السلام مع إريتريا، ودعت أسمرة إلى إجراء مماثل دون أى شروط مسبقة، ولكن لم يوافق الجميع على هذه الخطوة؛ حيث أحتج بعض الإثيوبيين قرب الحدود مع إريتريا على اعتماد اتفاق السلام، حسب "سكاى نيوز" وتقارير أخرى.

وقالت جبهة تحرير شعب تيجرايان، وهى حزب فى الائتلاف الحاكم لإثيوبيا والقوة المهيمنة على الحكومة على مدى السنوات الـ27 الماضية، إن الإعلان عن اتفاق السلام جاء قبل اجتماع مجلس الائتلاف الحاكم لمناقشة الأمر، معتبرة هذه الخطوة "غير موفقة".

وتشهد العلاقات بين إثيوبيا وإرتيريا تفاوتًا فى طبيعتها، وذلك إثر الحرب الحدودية التى اندلعت بينهما في مايو 1998 وتوقفت عام 2000، بعد وساطة إفريقية قادتها الجزائر، قبل أن يوقع البلدان اتفاقية سلام في العام ذاته.