رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاضل داود: عملت جرسون ومساعد شيف.. وحلمي أكون مصوّرًا حربيًا (المصوّراتي - 13)

جريدة الدستور

«اتّكل على الله يا بنى، التصوير الصحفى أحسن، والصورة تغنى عن ألف مقال» بهذه الكلمات والتشجيع، حثّ «أبوزيد داود» ابنه على تحقيق حلمه بالالتحاق بـ«صاحبة الجلالة»، الذى راود صغيره «فاضل» منذ أن كان فى المرحلة الإعدادية، متعلقًا بكاميرا هاتفه الـ«N73».

تنسيق الثانوية العامة حرم «فاضل داود» من تحقيق حلم الصبا بدراسة الإعلام فى جامعة القاهرة، لتكون الجامعة الخاصة الملاذ الأخير لابن مركز البدرشين فى الجيزة، الذى يدرس فيها حاليا للعام الثانى على التوالى، بالتزامن مع ممارسة هوايته مع التصوير فى صحيفة «المصرى اليوم»، ليصبح أصغر مصوّر صحفى فى جرائد المحروسة.

يقول «داود»، البالغ ٢٠ عامًا: «حب التصوير بدأ معى وأنا عندى ١٣ سنة، وزاد أيام ثورة ٢٥ يناير تحديدًا، كنت بشوف لقطات الصحف المصرية وأنبهر بيها، ومن هنا ابتدى مشوارى مع اللقطة، وبدأت أسأل نفسى ليه ماكنش مصوّر زى الناس اللى فى الجرايد دى؟ لحد ما أبويا الله يرحمه أصرّ إنى لازم أدخل جامعة خاصة بعد ما بعدنى تنسيق الثانوية عن إعلام القاهرة».

منذ التحاقه بالجامعة، بدأ «فاضل» يبحث عن مؤسسة صحفية يتدرب بها، فالتحق بجريدة «الفجر»: «دى كانت أول مؤسسة أدخلها عشان أتعلم بجد، وفيها بدأت حيرتى أشتغل محرر ولا مصور؟».

عاد «فاضل» إلى والده ليأخذ رأيه، فقال له: «اتكل على الله يا بنى وخش قسم تصوير، فالصورة تغنى عن ألف مقال، وكده كده المحرر مش هيعرف ينزل من غيرك إنما أنت تعرف تنزل تصوّر من غيره».

يتذكّر تشجيع والده له فى رحلته مع التصوير: «أبويا اشترالى كاميرا وكانت أحلى حاجة فى حياتى ربنا كرمنى بيها، وبدأت أتدرب فى جريدة (المصرى اليوم) كمصور صحفى من غير فلوس، وكانت مصاريفى كتيرة، ولازم أشوف شغل تانى بجانب التدريب عشان أصرف على الجامعة». وبالفعل عمل «جرسون» و«مساعد شيف» فى أحد المطاعم.

دمعة تجرى من عينى «فاضل» عند الحديث عن والده، الذى رحل العام الماضى: «الراجل ده كان عظيم جدًا، كان دايمًا بيشجّعنى ويقف فى ضهرى، ولمّا يشوف شغلى يطلع من محفظته ويدينى مكافأة».

يُثنى أصغر مصوّر صحفى على مساندة زملائه له فى قسم التصوير: «مكانوش بيخلّونى عايز حاجة، نصيحة ودعم معنوى، عشان كده ربنا كرمنى بتغطية موضوعات كتيرة منها انفرادى بصور حادث هشام جنينة، وكمان أزمة مثلث ماسبيرو، وزيارة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد إلى القاهرة اللّى كنت باسمع عنها فى كتب المدرسة وتاريخها النضالى من أجل تحرير بلادها، الحمد لله الجورنال كافأنى كويس على شغلى».

وعن أصعب ما يواجهه خلال تغطيته للأحداث، يقول: «الكارنيه هو العقبة الوحيدة، وبتعب جدًا عشان أنزل أصور مؤتمر أو حتى فى الشارع، وطالما الجورنال كلفنى بحاجة لازم أعملها، خاصة مع مساندة الأستاذ حسام دياب اللّى كان رئيس القسم وقتها».

نجح «فاضل» فى أن يكون عند مستوى المسئولية التى ألقيت على عاتقه أثناء تغطية إزالة مثلث ماسبيرو: «كانوا فى الجورنال بيعملوا ملف عن نهاية مثلث ماسبيرو، والأمن كان مانع وجود مصورين، بس أنا نجحت فى التواصل مع مصدر ودخّلنى من ورا الأمن».

وداخل محيط المنطقة، رأى «فاضل» سيدة جالسة على كرسى تُرضع ابنتها، وبجوارها على الأرض ابنها وابنتها الثانية، فطلب منها أن يصورها لكنها رفضت دون أسباب، فانتظر أكثر من نصف ساعة حتى جلست الابنة على الكرسى، وأخذ الصورة التى أسعدت رؤساءه فى الجريدة.

نجح «فاضل» فى أن يوفّق بين عمله فى «المصرى اليوم» ودراسته الجامعية: «حصلت على المركز الثانى فى معرض زووم الثانوى عندى فى الكلية، وبحلم أكون مصور حروب وأروح أصور فى كل الدول اللى فيها نزاعات ومجاعات، عشان الصورة بألف مقال زى ما أبويا قال».