رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري أبو القاسم يكتب: سراقة بن مالك.. "صاحب سوارى كسرى"

يسري أبو القاسم
يسري أبو القاسم

في محظة أسيوط دخل القطار بائع متجول يبيع لعب الأطفال، فامسكت الصغيرة جنة بسوارين، فضحك الأب واشتراهما لها واشترى لنور ويارا "عروستين " انصرف البائع وظلت البهجة على وجه يارا ونور وجنة، فسعد الأب لسعادتهن، وأمسك بالسوارين وألبسهما لجنة فقلت الأم: هل تذكرت شيئا؟
الأب: ماذا تقصدين؟
الأم: قصة سوارى كسرى وسراقة.
الأب: لمحة ذكية
نور: رجاء قص علينا القصة يا أبى
الأب: لا بأس سأقصها عليكن، وهي تتفق مع موضوعنا، فلقد ظهر سراقة في ثلاثة مشاهد
في كتب السيرة أولهما يوم الهجرة والثانى يوم الفتح والثالث في عهد عمر وهو مرتبط
بالأول.
يارا: كلنا آذان صاغية
الأب: ولنبدأ بالمشهد الأول، لما هاجر النبى _صلى الله عليه وسلم_ من مكة إلى المدينة،
وكان معه صاحبه أبا بكر الصديق، بينما هما في الطريق، لاحظهما رجل من قبيلة تسمى
"جشعم"، فمر على جمع من أهله، كان من بينهم سراقة بن مالك، وكان فارسا قويا
وشجاعا، فقال الرجل لسراقة ومن معه، لاحظت من بعيد رجلين، أعتقد أنهما محمد
وصاحبه، فقال سراقة: بل شخصان من قبيلة كذا ورأيتهما قبلك،
نور: ولماذا كذّب سراقة صاحبه، هل كان يخشى أن يصيب النبى وصاحبه مكروها؟
الأب: بل كان يريد أن يحصل وحده على جائزة قريش. التي رصدت مئة جمل، لمن يرشد
عن محمد وصاحبه، فجلس سراقة لدقائق معدودة، حتى لا يتشكك فيه
قومه، ثم ذهب إلى بيته، وطلب من أهله أن يخرجوا له فرسه، وسيفه وأزلامه من
خلف الدار حتى لا يلحظه أحد.
يارا: ماذا تقصد بأزلامه؟
الأب: في أثناء قدومنا تطرقت إلى قصة سراقة وسالتنى إحداكما عن الأزلام.
يارا: ها أنت تقول احداكما أى أنك نسيت، ونحن أيضا نسينا التفاصيل، واحده بواحدة
الأب: فازت على يا يارا.
يارا: العفو.
الأب: الأزلام ثلاثة سهام، كان المشركون يستخدمونها للإختيار، بين أمورهم. مكتوب على
سهم افعل وعلى الثانى لا تفعل والثالث لا يكتب عليه شيئ.
الأم: والله حرم الأزلام وجاء ذلك في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)
الأب: صدق الله العظيم. ونعود إلى سراقة، الذي لعب بأزلامه فجاءته الإجابه لا تفعل،
ورغم ذلك امتطى فرسه، وانطلق شاهرا سيفه، حتى لحق بالنبى_ صلى الله عليه
وسلم_ وصاحبه، فقال أبو بكر يارسول الله هذا فارس لحق بنا، فقال النبى _صلى الله
عليه وسلم_ اللهم اكفناه بما شئت. أى اللهم اكفنا شره بما تشاء، فانغرست أقدام
فرس سراقة في الرمال، فوقع على الأرض، ثم قام مرة أخرى، وامتطى فرسه ليلحق
بالنبى وصاحبه، انغرست اقدام فرسه مرة أخرى، فعلم سراقة أن النبى صلى الله عليه
وسلم، مؤيد من عند الله سبحانه وتعالى، وأنه لن يصل أحد اليه، فقال للنبى ادع
الله أن ينجينى مما أنا فيه، فدعا له النبى فنهض فرسه.
يارا: النبى يدعو لمن جاء ليقتله أو يقبض عليه.
الأب: نعم. فالله يقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
نور: صلى الله عليه وسلم
الأب: وقال له النبى كيف بك يا سراقه إذا لبست سوارى كسرى. فاندهش سراقة وقال
متعجبا سوارى كسرى عظيم الفرس؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم نعم.
الأم: سبحان الله النبى الكريم، وهو مهاجر من مكة إلى المدينة، بعد أن اخرجه قومه من بلده
الحبيب، ويجعلون مكافأة لمن يأت به حيا أو ميتا ولم يبلغ مأمنه، يعد سراقة ب سوارى
كسرى مللك الفرس، وكان وقتها أقوى حاكم على وجه الأرض.
نور: سبحان الله
يارا: نعم سبحان الله
الأب: انه رسول الله ولا ينطق عن الهوى، المهم، يطلب النبى من سراقه ألّا يخبر أحدا به
وصاحبه فيرجع سراقة ويفعل ما أمره باه النبى، حيث لقيه بعض الفرسان فسألوه
عن محمد وصاحبه فقال أنا عائد من هذا الطريق، ولم أر أحدا فا بحثوا عنهما في
طريق آخر، فعاد فرسان قريش. هذا هو المشهد الأول لسراقة مع النبى
الأم: والمشهد الثانى كان بعد فتح مكة، حين جاء سراقة إلى النبى ليشهد ألّا اله إلا الله وأن
محمدا رسول الله.
يارا ونور: الله أكبر والحمد لله على نعمة الإسلام
الأب: أما المشهد الثالث، فكان في خلافة عمر بن الخطاب_ رضى الله عنه _ حين عبر
سعد بن وقاص، نهر دجله هو وجيشه ليصلوا إلى قصر المدائن في فارس، ويهزموا
كسرى، ويطفئوا نار الفرس، التي كانت تعبد من دون الله، ويرفعوا راية التوحيد، فيدخل الفرس في دين الله الواحد الأحد.فيرسل سيدنا سعد بن أبى وقاص رضى
الله عنه صندوقا، به تاج كسرى وسواريه، إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فيبكى
عمر.
نور: لماذا بكى عمر وهو المنتصر؟
الأب: بكى عمر رضى الله عنه، تواضعا لله وتذكر يوم حفر الخندق، حين استعصت صخرة
على المسلمين وقت الحفر، فامسك الرسول _صلى الله عليه وسلم_ بالفأس وضربها، فخرج منها ضوءا، فقال النبى: الله أكبر أرى فتح المدائن. وتذكر أيضا موقف سراقة
يوم الهجرة، فقال أين سراقة بن مالك؟ فوقف سراقه وقال: نعم يا أمير المؤمنين
فقال له تعالى إلى يا سراقة، ثم ألبسه سوارى كسرى وتاجه، وقال سبحان الله
أعرابى يلبس سوارى كسرى، ثم قال هذا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الهجرة يا سراقة. لقد صدق الله ورسو له
الأم: نعم لقد صدق الله ورسوله
الأم: رحم الله سراقة، وبارك فيكن وحين نصل إلى القاهرة ساشترى لكن سوارى من الذهب
هدية لكن على فطنتكن اللهم بارك لي في أهلى يارب العالمين.

من كتاب "30 صحابيا أنصفهم التاريخ".