رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب امريكي: سياسة واشنطن مع إيران تختلف كثيرًا عن بيونج يانج

بيونج يانج
بيونج يانج

نشر الموقع الإلكتروني لمجلة "ناشيونال إنتريست" مقالة كتبها جايمس جاي كارافانو، نائب رئيس معهد "هيرتاج فاونديشن"Heritage Foundation الأمريكي، قدم فيها تحليلًا مفصلًا للسياسة الأميركية الجديدة تجاه إيران من خلال تحليله للخطاب الرسمي الأول الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من المعهد نفسه يوم الإثنين الماضي، واصفا الخطاب بـ"الصفعة" الدبلوماسية في وجه النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن السياسة التي تتبعها واشنطن مع إيران تختلف كثيرًا عن سياسة "الضغوط القصوى" التي فرضتها على نظام كوريا الشمالية.

ويرى الكاتب، وهو المسئول عن إدارة الأبحاث الفكرية الخاصة بالأمن القومي والشؤون الخارجية بالمعهد، أن السياسة الجديدة التي تتبعها أمريكا تجاه إيران تهدف إلى "تقويض الطموحات النووية للنظام وإضعاف عناصر القوة لديها، وزعزعة الاستقرار في المنطقة"، ملفتًا إلى أن هذه الاستراتيجية "هي أكثر من مجرد العزل بل هي أشبه بالتحجيم".

وأضاف: صحيح أن الخطاب تضمن قائمة طويلة من الشكاوى حول الصفقة والسلوك الإيراني الذي سمعناه من "ترامب" من قبل، لكن "بومبيو" أبرز ثلاثة عناصر جديدة في السياسة الأميركية تجاه إيران.

ويشير "كارافانو" إلى أن الاستراتيجية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية تهدف في المقام الأول إلى حماية أمريكا وحلفائها من التهديد النووي من خلال الجمع بين الدفاع الصاروخي والردع النووي التقليدي، أما بالنسبة لإيران فهي تتبع استراتيجية "الهجمات المضادة" وضرب عناصر القوة الإيرانية من الأسفل، وهو يجعل الأمر مخيفًا بالنسبة للنظام الإيراني لأنه "إذا تمكنت طهران من صد ضربة واحدة، هناك الكثير من الضربات التي لا يمكن ان تتوقع من أين تأتي."

وأوضح المقال أن المسؤولين الأوروبيين ليس لديهم خيار سوى العمل مع الولايات المتحدة، حتى وإن كانوا يكرهون "ترامب" ويعارضونه، ولكن في داخلهم يعلمون أن إيران تمثل مشكلة لهم أيضًا، أما على مستوى السياسة الخارجية، يرى الكاتب أن موقف إيران في المنطقة يزداد سوءًا وليس أفضل، وانها "ليست لديها الكثير من الوقود لإشعال النار"، كما أنه من الغير مرجح أن تقدم الصين وروسيا مساعدات لطهران بشكل أكبر مما كانت عليه بالفعل، فهم أبعد ما يكون لامتلاكهم ما يكفي لرفع الضغط عن طهران.

وأشار الكاتب، المقرب جدًا من "ترامب"، إلى محور جوهري للدبلوماسية في الاستراتيجية الجديدة المتبعة، والتي ظهرت عندما تحدث "بومبيو" عن الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في إيران قائلًا إن "النظام الإيراني هو مشكلة الشعب الإيراني، فهم وحدهم، وليس الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، اللذين يجب أن يحاسبوا النظام".

وأضاف أن النظام الإيراني يشعر بالفعل بالكثير من الاضطرابات الداخلية التي تضع السلطات في مكان صعب للغاية، هذا إلى جانب مواجهة الاضطرابات في الخارج، وهو ما يجعل النظام يواجه "أسوأ الحالات التي من الممكن ان يواجهها في حياته"، كما يرى كارافانو إن إيران لا تملك الحرية المطلقة للسيطرة على الشرق الأوسط مرة أخرى.

ونقلت المجلة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية تصريحه لموقع "Task and Purpose" الأمريكي قائلًا إن "ترامب" قد طلب من الحكومة الأمريكية إنشاء تحالف دولي للضغط على إيران للتخلي عن دعمها للجماعات الإرهابية وتطويرها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية".

وفي نهاية مقاله، يتوقع الكاتب أن النظام الإيراني سيتراجع عن سياسته العدوانية بالخارج، كما أنه من المرجح أن يقوم بوقف برنامجه النووي، فهو يرى أن النظام لن يجازف بجعل ظروفه أسوأ من الوضع الحالي، واصفًا إياه بالحيوان البري الذي يصارع في الرمال المتحركة، كلما صارع كلما غرق في الرمال بشكل أسرع.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق قد صرح إنه قد حان الوقت لاستخدام سياسة العصا والجزرة مع الحكومة الإيرانية، وقام "بومبيو" بالإعلان عن 12 طلبا من الولايات المتحدة لإيران، بما في ذلك: إنهاء الدعم العسكري الإيراني للحوثيين في اليمن، وسحب جميع القوات الإيرانية من سوريا وكذا احترام سيادة العراق والسماح للحكومة العراقية بنزع سلاح المليشيات الشيعية وتسريحها وإعادة دمجها.