رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى البرازيل.. سجن بلا حراسة ولا أسلحة

جريدة الدستور

قالت تاتيانا ديليما، التى حكم عليها بالسجن 12 عامًا فى البرازيل: "لوهلة، لم أتعرف على نفسى فى يومى الأول في زنزانتي الجديدة، انتابني شعور غريب، عندما تسنت لي فرصة النظر إلى نفسى في المرآة ثانية"، وعُرف عن السجون في البرازيل بأنها تضم أكبر عدد من النزلاء مقارنة مع الدول الأخرى، ومن المعروف أنها تفتقر إلى الشروط والمعايير الأساسية مع اكتظاظها برجال العصابات الميالين للعنف.

لكن تاتيانا، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 26 عامًا، نُقلت من تلك السجون إلى سجن آخر، تديرها جمعية حماية ومساعدة المدانين "أباك" في ولاية ميناس جيرايس.

وتقول النزيلة الجديدة تاتيانا: "يختلف هذا السجن عن باقى السجون السائدة التى تسرق أنوثة المرأة"، ففىي أباك، يُسمح لها بارتداء ملابسها الخاصة، ويمكنها وضع مساحيق التجميل وصبغة الشعر، الفرق كبير جدًا وغير قابل للمقارنة مع السجون السائدة.

لا وجود للحراس
ومقارنة مع باقي السجون، يُنظر إلى سجون آباك على أنها أقل تكلفة وأكثر إنسانية وأمانًا، وقد افتتح مؤخرًا فرع جديد له في روندونيا شمال البلاد، حيث تنعدم ظاهرة وجود الحراس والأسلحة، أما استقبال الزائرين، فيتم من قبل إحدى السجينات التي تقودهم إلى سجن النساء الصغير.

شروط السجن
يجب على جميع النزلاء في سجن "أباك" أن يكونوا قد قضوا وقتًا في السجون العادية وإظهار الندم على ارتكاب الجريمة، إلى جانب إبداء الاستعداد لمتابعة نظام السجن الصارم الذي يتضمن العمل والدراسة اللذين يعدان من أسس فلسفة نظام السجن.

ويُسمح للنساء بقضاء خلوة زوجية مع أزواجهن أثناء زيارتهم لهن في غرف خاصة، وهذه الغرف تكون ذات ألوان زاهية ومزينة مع وجود سرير مزدوج في كل غرفة.

وبعد قضاء الخلوة، تأخذ السجينة الزوار إلى صالة بيع في السجن، تُعرض فيها عبوات من الصابون من صنع أيدي النزيلات.

نشأتها
أسست مجموعة من الأفراد الكاثوليك عام 1972 سجون آباك، التي تلقى الدعم من جمعية "آفسي" الخيرية الإيطالية بالتنسيق مع جمعية الإخاء البرازيلي لمساعدة المحكومين.

ويقول نائب رئيس جمعية آفسي، إن الحب والعمل من أولويات نظام هذا السجن، ويتابع: "هنا، لا نستخدم أرقامًا أو ألقابًا كانوا قد اكتسبوها خلال فترة ارتكابهم للجرائم، بل نناديهم بأسمائهم باحترام".

الإصلاح
يُعرف السجناء هنا باسم " المتعافون"، وهذا يعكس تركيز السجن على إعادة تأهيلهم من جديد، أى يجب أن يدرسوا ويعملوا في بعض الأحيان مع المجتمع المحلي خارج السجن، وإن فرّوا ولم يعودوا، سيكونون قد عرّضوا أنفسهم لخطر العودة إلى نظام السجون السائد في البلاد من جديد.

ويقول ساباتييللو، أحد المشرفين على إدارة السجن، إنه على الرغم من وجود بعض المشاجرات والمشاحنات في السجن، فإنه لم تسجل أى حالة قتل في آباك، ويضيف بأن "غياب الحراس يقلل من حالة التوتر بينهن، ورغم وجود نساء ارتكبن جرائم بشعة ومحكومات بالسجن مدى الحياة، فإن الجو هادئ تمامًا هنا".