رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العبث عنوان كبير للمشهد


لا تتذرع بالإله ظنا منك أنك محتكر إياه جل فى علاه.. لا تقل لى إن الله قال.. فلقد قال الله الكثير والكثير وأنت لا ترى ولا تسمع منه سوى القليل.. تراه شديد العقاب وأراه رءوفًا رحيما.. تلك هى قواعد الحياة التى كنت أنت تجهلها وتدعى العلم والمعرفة وامتلاك الحقائق المطلقة.
لن تستبيحوا الْيَوْمَ عقلى ولن تعبثوا بملابسى.. ستكف يا هذا حتمًا مختارًا أو مكرهًا وإلا طالك الأذى الذى صدّرته للملايين فى غفلة من الزمن.. لن أقول لك إننى انتصرت.. بل سأقول لك لقد تساوت الرءوس.. لست أفضل منى لترهبنى.. لست أنت الأحق والأعلى.. لست أنت السجان وأنا الضحية.. لست أنت القاهر وأنا الفريسة.
لم تعد لك اليد العليا والكلمة الفصل.. لم تجف الأقلام ولم ترفع بعد ولكن جفت الصحف.. الإرادة واليقين أصدق إنباء من كل ما قلتم أنتم وصورتم.. إرهابكم للملايين بالصراخ والوعيد وكل هذا الضجيج الفارغ لم يعد مجديًا.. والآذان لم تعد تستقبله بل عافته الأنفس والبصائر.. قف مكانك واثبت محلك.. لقد قفز الملك ببلاده واستعدوا بلادنا من ورائه حتمًا.. إنها السيرورة وأنتم محض حجر.. لا يهم من الذى بدأ.. لسنا فى صراع أو حتى فى سباق أبله أو صدام اختيارى.. لقد أجبرنا على كل ذلك ولم نكن مخيرين البارحة.. أما الْيَوْمَ فلنا الخيار ولنا الإرادة.
الكل كان مغلوبًا فانتصر، لقد انتصرنا جميعا، وهنا بيت القصيد. الأهم الآن من الذى فعل؟ من الذى سيكمل المسير؟.. الطريق صار أقصر لكنه ما زال محفوفًا بالأفخاخ والعبرة بالنهايات التى تصحح البدايات. بورك من أراد وفرض إرادته وسنبارك أيضا من سيلحق بالركب.. مللنا الولولة على الحال والمآل، فلننظر الآن للقادم وهو أفضل إذا ما قورن بما كان، فلننشغل بما سيكون.. لا ما كان، ما كان مضى وولى، ولنا الغد القريب الذى بات أقرب مما حلمنا وتصورنا وخطط البعض ببلاهة وسذاجة متصورًا سيناريوهات دموية.. كل آت قريب، فيقيننا انتصر لم نهزم أنفسنا.. مبادئنا لم نحد عنها يومًا.
تعبنا ويئسنا وكنّا مغلوبين فانتصرنا.. النصر سيطول الجميع، لأنه نصر مبين على المتاجرين المرابين الفجرة.. افرحوا ولا تحزنوا، نصر من الله ووعد أكيد يخرس العدا وكل من سولت له نفسه الكذب متذرعًا بالإله.