رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهرزاد فى عهدة الملك الرشيد


أعترف بأننى هجوت المملكة وهجاها قبلى وبعدى كثيرون هجاء كان مبررًا مستحقًا فى زمنه وأوانه، مملكة البنين العتيدة تفتح الْيَوْمَ ذراعيها للبنات، ممن تربوا على أكتافهن التى صارت الْيَوْمَ بلا خمار، لقد حررت الفتيات وحررت أكتافهن من عبء وأسر وغبن مرير آن له اليوم أن ينتهى ويروح، لقد ترجلت الفتيات فى المملكة العتيدة وصرن هُن القائدات لا الأسيرات الجالسات فى المؤخرة بدعوى الحفاظ عليهن داخل المركبات عنوة!!
لقد عادت إليهن الحياة، لم تعد المرأة هنالك قعيدة أو حبيسة أو مجتنبة، صارت المرأة اليوم تتحرك وتسير وتحدث جلبة محببة وضجيجًا وقعه على الأذن والروح وقع الهارمونى الناعم الذى يدغدغ الروح ويؤجج الوجدان والمشاعر النبيلة لقد فعلتها المملكة العتيدة.. نعم فعلتها وقامت بثورة خضراء سلمية ناعمة على كل ما هو عطن وبال، تحررت المملكة من قيودها وخبائها موجهة صفقة رشيدة لكل من حاولوا التقهقر بها وبِنَا لأزمان غابرة عفا عليها الدهر وأكل وشرب وهم مازالوا قابعين عند نقطة لا يتحركون ولا يحيدون عنها بجمود منقطع النظير أصابت عدواه الدول المجاورة التى طالتها أيضًا رياح التصحر لسنين طويلة أعمتها عن حقيقة سيرورة الحياة والتطور وأقنعتها بالأصولية المقيتة وجعلتها ترى البالى حلوًا والمظلم مشرقا بناء!! لقد استردت المملكة بُصلتها وصححت مسارها وعادت لها الحياة وعاد معها الرشد الذى سيصيب حتمًا جيرانها بفعل ذات الرياح التى لم تعد تحمل معها الأتربة والغبار الذى يصيب الجميع بالعمى، إنها رياح الربيع يا سادة تهب هذا العام ولأول مرة على بلادنا لتنجو من جمودها ولتشرق شمس التنوير ساطعة تفضح كل البلاء والأذى الذى لحق بالجميع ولسنين طويلة، إرادة أكيدة جعلت الكل يريد بل يرغم على كل ما هو مشرق بهى لتسود قيم الجمال والعدل والخير بدلا من قيم بالية فاسدة حمالة أوجه تتلون كالحرباء وفقًا للمآرب والأهواء بغية الهدم لا البناء، لقد نفضت المملكة كل أنواع الأتربة التى أعاقتها عن الرؤية بل أعاقت البصيرة وأعاقت المسير.
لقد حرر الملك السعيد السجينات ونادى على شهرزاد وحيّا حكاويها الجميلة وأحياها لتحكى وتقوى وتستمر إن أكمل ذلك الشاب الواعد مسيرته ولم يسمح للمغرضين المتذرعين بالإله من عرقلته ستنجو بلاده وبلادنا حتمًا من كل الغبن والبلى والعطن والترهل الذى تراكم على جلودنا فشبنا وهرمنا قبل الأوان، نعم لقد هرمنا ونحن فى استقبال تلك اللحظة، تلك حقا لحظة وجودية استثنائية فى هذا الزمان، نعيشها الآن واقعًا ساطعًا يفيض بالحياة ويحتقر الموت والعدم، لقد فاق واستفاق الكل على صحوة كدنا نفقد الأمل فى وجودها، وكاد يكون ثمنها دمًا باهظًا ثمينًا حفظ وحفظت أرواح أبرياء كثر كانت ستروح هباء مخلفةً حسرة، لقد قام الملك السعيد بثورة تصحيح حقيقية.. ثورة خضراء سلمية انقلبت فيها الأوضاع للصالح الاجتماعى.