رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في العيد القومي للمنيا.. هل أصابت الشيخوخة «عروس الصعيد»؟

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

أنشئت محافظة المنيا في العصر الفرعوني، وأحرق أهلها قطارًا يقل جنودًا إنجليز يوم 18 مارس فأصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا للمنيا «عروس الصعيد».

ترجع تسمية محافظة «المنيا» بهذا الاسم إلى الكلمة الهيروغليفية "منعت" وهو مختصر من الاسم الكامل (منعت خوفو) الذي ورد في نقوش مقابر بني حسن بمركز أبوقر قاص، وهو اسم مرضعة الملك خوفو وتطور بعدها الاسم حتى أصبح (موني) وتعني المنزل، ومنه جاء الاسم الحالي للمنيا، كما أطلق عليها منية ابن خصيب نسبة إلى ابن الخليفة العباس والذي كان يتمني ويرغب بشدة في أن يكون واليًا عليها حتى تحققت رغبته ثم أصبحت تلقب بعد ذلك وحتى وقتنا هذا بـ«منيا الفولي» نسبة للعالم الإسلامي الكبير "أحمد الفولي" والذي أقام بها وبني مسجدا له يسمي بمسجد الفولي والذي يعد من أعرق وأشهر المساجد بالمحافظة.

وتحتفل المحافظة خلال هذه الأيام من كل عام وبالتحديد يوم 18 مارس بعيدها الوطني ويرجع سبب الاحتفال بهذا اليوم تحديدا، من عام 1919 عندما كان الزعيم سعد زغلول يقود الثورة في مصر ضد الاحتلال البريطاني، كان الدكتور خليل أبو زيد يقود الثورة الشعبية بمركزي ملوي ودير مواس جنوب المحافظة، حيث أحرق بمساعدة مرافقيه بالقطار الذي كان قادما من الجنوب ويقل جنود الاحتلال الإنجليزي، وكان يستقل القطار مفتش السجون الإنجليزي "بوب"، ومنذ هذا اليوم أصبحت هذه المناسبة هي العيد الوطني للمحافظة.

تناوب على تولي منصب محافظ المنيا 24 محافظا منذ عام 1960 حتى الآن، وهم: اللواء عبد الفتاح فؤاد من 1960 إلى 1965، علي فهمي شريف من1965 إلى 1968، أحمد كامل شريف من مايو 68 إلى أكتوبر 68، الفريق محمود ماهر من 68 إلى 71 إبراهيم البغدادي من مارس 71 إلى مايو 71، صلاح محسن من 71 إلى 72، محمد يسري قنصوة من 72 إلى 74، المستشار عبد القادر حشمت 74 إلى 77، مصطفي عبد الوهاب من 77 إلى 78.

والمهندس فاروق عفيفي من 78 إلى 80، اللواء كمال الحديدي من 80 إلى 81، اللواء صلاح إبراهيم من 81 إلى 86، اللواء عبد التواب رشوان من 86 إلى 90، اللواء عبد الحميد بدوي من 90 إلى 96، اللواء منصور عيسوي من 96 إلى 97، اللواء مصطفي عبد القادر من 97 إلى 99، اللواء حسن حميدة من 99 إلى 2005، اللواء فؤاد سعد الدين من 2005 إلى 2008، اللواء أحمد ضياء من 2008 إلى 2011، اللواء سمير سلام من أبريل 2011 إلى أغسطس 2011،اللواء سراج الدين الروبي من 2011 إلى 2012، اللواء صلاح زيادة من 2013 إلى 2015، اللواء طارق نصر من 2015 إلى 2016، واللواء عصام البديوي من 2016 وحتى وقتنا الحالي.

وتتميز محافظة المنيا بأنها تضم آثارا لعصور تاريخية مختلفة،هي العصر الفرعوني والروماني واليوناني والقبطي والإسلامي، وتضم مناطق أثرية شهيرة مثل تونا الجبل والأشمونين بمركز ملوي وتل العمارنة بدير مواس وبني حسن بمركز أبوقر قاص ودير العذراء بمنطقة جبل الطير والبهنسا أو البقيع الثاني ببني مزار.

كما تصنف المحافظة بأنها من المحافظات الصناعية، حيث تضم عدة مصانع مثل مصنع سكر أبوقر قاص ومصانع الأسمنت الأبيض والأسود بسما لوط ومحاجر الرمال والرخام والحجر الجيري ومصنع تعبئة الغاز الطبيعي ومصنع تعبئة البوتاجاز ومحالج الأقطان ومصانع البلاط والطوب الرملي بمغاغة.

كما تبلغ مساحة الأراضي الزراعية بها ما يقرب من 6.5 من مساحة الأراضي الزراعية بمصر وتشتهر بزراعات القطن والقمح والذرة والبطاطس وقصب السكر والفواكة.

ومن أبرز الشخصيات التي خرجت من أرض المحافظة على مدار التاريخ: السيدة مارية القبطية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، والملكة نفرتيتي، وفي العصر الحديث عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والمناضلة هدى شعراوي، وعبد الحكيم عامر وزير الدفاع في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، والمستشار فاروق سيف النصر وزير العدل، وسوزان ثابت زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك الأسبق، والشيخين مصطفى وعلي عبد الرازق من علماء الإسلام وتقلدا منصب شيخ الأزهر الشريف، ومن الفنانين نعيمة عاكف، ونور الشريف، وسناء جميل، ومن الرياضيين حمادة صدقي، وأحمد حسن عميد لاعبي العالم، وطارق السيد نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، وعماد النحاس ووليد سليمان.

ورغم أن المحافظة كانت تلقب بـ"عروس الصعيد" إلا أن الشيخوخة أصابتها، حيث تعاني المحافظة من ارتفاع معدل البطالة والفقر كما تعاني من الإهمال الذي أصاب مرافقها فأصبحت الخدمات بها متدنية فحالة الشوارع لا يرثي لها وانتشرت الأسواق العشوائية والزحام المروري، وانتشرت أكوام وتلال القمامة ببعض المناطق الحيوية بجانب مشاكل الصرف الصحي ومياه الشرب وارتفاع الأسعار.

كما أصبحت الخدمة الصحية بمستشفيات المحافظة متدهورة للغاية وأصبح شعارها "الداخل مفقود والخارج مولود" هو شعار هذه المستشفيات وهو ما جعل المرضي من مواطني المحافظة يلجأون للعلاج بمستشفيات محافظة أسيوط القريبة منهم أو اللجوء لأطباء ومستشفيات القاهرة هربًا من جحيم مستشفيات المحافظة.