رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقائق ربما لا تعرفها عن الغفران!

جريدة الدستور

من بين الأسباب الرئيسية التي تجعل كثيرًا من الناس لا يشعرون بالسكينة التي تصاحب الغفران هو أنهم لا يفهمون معناه بشكل كامل، فتعوقهم تصوراتهم الخاطئة لماهية التسامح والغفران حتى عن مجرد المحاولة، فإليك بعض الأشياء التي لا تعد من قبيل الغفران فقد توضح بعض المفاهيم الخاطئة حوله:

- لا يعني الغفران أن تصفح عن إساءة الغير إليك، ولا يعني أن تعفو عن ذلك الشخص.
- لا يعني الغفران أن عليك أن تلعب دور الشهيد، ولا يعني أن عليك أن تبقى ضحية.
- لا يعني الغفران أن عليك أن تتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، فالألم موجع والغفران يتطلب وقتًا.
- لا يعني الغفران التصافي فأحيانًا ما تعود العلاقات بين الشخصين، إلا أن هذا ليس ممكنًا على الدوام.
- لا يعني الغفران النسيان، فمن الضروري أن "نصفح وننسى"، إلا أنه من غير الممكن حقيقة أن نمحو ذكرياتنا بالكلية فليس بوسعنا أن ننكر الواقع، إلا أنه من الممكن أن نصفح دون أن ننسى.
- لا يعني الغفران أن تكون مستضعفًا، فالصفح عمن أساء إليك لا يمثل "وهنًا" في ذاتك بل خطوة تجاه العلاج.

• لابد لنا من فهم ما يعنيه الغفران، فله مكونات عدة، وعندما نضع يدينا عليها نقترب من إيجاد القوة الداخلية التي تمكننا من الصفح:

1. الغفران توجه حياتي، ويعرفه قاموس ويبستر بأنه "موقف عقلي" فهو أسلوب تفكير يحدد إما أن يدوم الألم وإما أن العلاج سيبدأ.
2. الغفران خيار وحيث إن كل توجهات الحياة اختيار، فإننا أحرار دومًا في أن نختار أنسب أساليب التعامل مع ألمنا.
3. الغفران عملية دائمة وهو ليس شيئًا يتم بأسلوب سهل سريع، فهو يتطلب وقتًا ومجهودًا كبيرًا.
4. الغفران نسيان للماضي، وهذا أصعب جزء في العملية، ولكنه كذلك أهمها فلن نستمتع بالحاضر طالما ظللنا قابعين في الماضي.
5. الغفران نوع من العلاج، فهو الشيء الوحيد الذي يتيح لنا أن نتقدم متجاوزين الإساء.
6. الغفران علامة على القوة والبعض يعلن في فخر أنه "لن يغفر أبدًا"، كما لو أن هذه صفة حميدة، إلا أنها ليست كذلك، بل هي علامة ضعف فالغفران الحقيقي يتطلب الشخصية القوية والشجاعة.

• مهما بدا الأمر محالًا في ظل ظروف معينة، فإن التسامح والغفران يمكن تعلمه، وهو تحد قائم ومستمر، ومن الصعب القيام به، ومن الصعب المداومة عليه، إلا أنه يستحق ما يبذل من مجهود، لأن الغفران يولد نتائج إيجابية، وقد يؤدي أو لا يؤدي إلى التصافي، لكنه يؤدي دومًا إلى علاج النفس وراحة البال، وتلك أسباب عظيمة تدفعك إلى تعلم الغفران.
• يقول د. "فريد لاسكين" قد لا تكون الحياة مثالية، إلا أن بوسعك أن تتعلم التقليل مما تعانيه خلالها، فيمكن أن تتعلم الغفران، ويمكنك أن تتعلم علاج النفس.

• وفيما يلي قائمة بأفضل عشر مزايا للتسامح والغفران:
1- الغفران يضع نهاية للسلوك الانهزامي: يقطع الغفران دائرة الغضب والكراهية الانهزامية وهي التي تعيقنا، فنتعلم الغفران حتى نتغلب على تلك العوائق، ونشعر بالراحة الوجدانية، ولتستمر حياتنا.
2- الغفران يأخذنا بعيدًا عن الماضي: الغفران خلاص من الماضي.
3- الغفران يحررنا لتمضي حياتنا: حينما تكن الكراهية لأحد فإنك تصبح مرتبطًا بذلك الشخص أو تلك الحالة برابط وجداني أقوى من الصلب، والغفران هو الوسيلة الوحيدة للفكاك من هذا الرابط وتحرير الذات.
4- الغفران يجعل منا أشخاصًا أفضل: الإيذاء يجعلك أحط من عدوك، والثأر يبقيك على قدم المساواة معه، ولكن الغفران يسمو بك عليه.
5- الغفران يقوي من شخصيتنا: قوة الشخصية هي القدرة على قهر الكراهية تجاه الآخرين، وعلى إخفاء مشاعر الألم وعلى سرعة العفو. الغفران يزيد من مشاعر المحبة لدينا، فالغفران أسمى أشكال الحب.
6- الغفران يمنحنا السكينة: إن العفو عمن آذانا مفتاح راحة البال.
7- الغفران يزيد من حكمتنا: الغفران جزء أساسي من الحكمة.
8- الغفران تقرب إلى الله: يغفر الله لنا حينما نغفر للآخرين

ومن الأقوال المأثورة عن الغفران:
• الغفران تحد يومي أساسي، يكبر أو يصغر وقد لازمنا هذا التحدي منذ بداية الوعي الإنساني. - روجر بيرتشاوسين
• الحياة مغامرة في الغفران - نورمان كوزينز
• الغفران عمل متواصل، وليس حدثًا مؤقتًا. - روز سويت
• لا يمكن للضعيف أن يعفو، فالعفو صفة القوي. - مهاتما غاندي
• الغفران مهارة مكتسبة مثلها مثل رمي كرة البيسبول. - د.فريد لاسكين
• إذا أردنا الحب فلابد أن نتعلم الغفران. -الأم تريزا