رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زمن الدفع بالضرورة!


قال محامى جماعة «الإخوان المسلمين»: إن توفيق أوضاع الجماعة لمرحلة انتقالية لن يستغرق أسبوعين أو أكثر، والقانون الجديد تتم مناقشته أمام مجلس الشورى، وعندما يتم إصدار القانون الجديد سيستوعب كل هذه الكيانات، ونتحدث عن أيام ومرحلة انتقالية

دُفعنا إليها دفعاً، ولا يُعقل بعد ثورة 25 يناير أن تعمل مصر بقانون شَرعه وسَنه أمن الدولة السابق. وأضاف أن طلب الإشهار تم تقديمه من مايو 2012، ثم بعد أخذ ورد تم الاستقرار أخيراً على توفيق الأوضاع حتى تشريع القانون الجديد ــ حسب قوله ــ، وأبدى تحفظه على تقرير هيئة مفوضى الدولة بالمحكمة الإدارية العليا، والتى أصدرت تقريراً أوصت فيه المحكمة بإصدار حكم نهائى بأن جماعة الإخوان المسلمين ليس لها وجود قانونى، لأن الجماعة لم يكن لها كيان قانونى منذ التأسيس.

سمعت «دُفعنا إليها دفعاً» فين قبل كده؟!!!.. يبدو أنه تعبير متكرر من جانب رجال بيت الإرشاد ويتصادف وجودها فى أدبيات الإخوان وتصريحاتهم للميديا بشكل عام عندما يودون التراجع عن قرار ويبحثون عن سبب لتبرير التراجع، ولعلنا نتذكر ما كان قد جاء على لسان خيرت الشاطر ــ نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين ــ «لقد قطعنا على أنفسنا ألا نترشح للرئاسة، ولكن هناك من دفعنا دفعاً لهذا الطريق وهو المجلس العسكرى الذى أغلق فى وجهنا كل الأبواب عندما طالبنا بتأجيل حصول الحكومة الحالية على قرض من صندوق النقد الدولى إلى ما بعد 30 يونيو أو تشكيل حكومة وفاق وطنى.

ولم يوافق المجلس العسكرى وعندما قمنا بتجهيز 100 مشروع عن طريق حزب الحرية والعدالة كل مشروع بمليار دولار وهذه المشروعات صناعية وزراعية وتعدينية وتم رفض هذه المشروعات. فوجدنا أن الناس فى حاجة إلى سلطة تنفيذية تحمى مؤسسات التشريع، ولم يكن تقدمنا للرئاسة بسبب ترشح اللواء عمر سليمان ولكن كان السبب الرئيسى فيه هو إبعادنا عن السلطة التنفيذية».. وأضاف الشاطر «أن ميزة مرشحنا أن خلفه جماعة ونعمل كفريق واحد مع الحزب، وشدد على أن الشعب يريد رئيسا لا يعيش فى قصور يأتيه الطعام من باريس.

وأحمد الله الذى عافانى من الترشح للرئاسة، وخروجى من هذا السباق لا يمثل لى أى شىء لأننى فرد من حزب وجماعة نسعى لبناء نهضة مصر على المرجعية الإسلامية، وهذا المشروع سيتم طرحه أمام الجميع خلال الأشهر المقبلة حتى يدلى كل متخصص أو صاحب فكر بدلوه فيه...»، ولكننا لم نعد نسمع فى الفترة الأخيرة تبريرات تبدأ بـ«دُفعنا إليها دفعاً»، ولا حتى عندما أعلنوا أنه لا وجود لمشروع النهضة، ولا عن تشكيل حكومة الوفاق الوطنى التى طالبوا بها فى زمن الجنزورى ولم تتشكل، ولا عن الجمعية التأسيسية التى وعد الرئيس فى اجتماع معاهدة «فيرمونت» بين الرئيس والقوى الوطنية بتعديل تشكيلها.

ولا تغيير أو تعديل مواد دستورالإذعان المختلف عليها، ولا عن مآسى الاتحادية والمقطم ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ووصولاً لحوار الأصابع بين الرئيس والشعب حول مؤامرات لا يفصح عنها.. يا خسارة، حتى «دُفعنا إليها دفعاً» لم يعد لها وجود، فمع استمرارالعِشرة بين النظام الجديد والناس بات لرموز النظام أنه لا لزوم لتقديم تبريرات للأفعال المعلوم بيقين رفضها مسبقاً من جانب المعارضة، بعد إعلان الرئيس عن الجلد السميك لرموز النظام حيث لا إحساس بالألم أو الضيق بمشهد الدماء عند اضطرار السير على الأشواك!!.

■ كاتب