رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى تكون فاتحة خير


يحل المطرب بهاء سلطان ضيفًا على برنامج «صاحبة السعادة» على قناة c.b.c ويتحدث عن بدايته الفنية واكتشاف موهبته فى الغناء، وموقف عائلته من دخوله هذا المجال، نشأته وأصدقائه المقربين، بالإضافة إلى اختياره كلية التربية الموسيقية تحديدا ليدرس بها، والتحاقه بفرقة حسام حسن والعمل فى بدايته كـ«كورال».

ويكشف بهاء سلطان خلال الحلقة، طبيعة الخلاف بينه وبين نصر محروس الذى استمر لمدة 6 سنوات.

فاتحة خير.. هذا هو الإحساس الذى راودنى منذ اللحظات الأولى، التى تابعت فيها على الهواء مباشرة اللقاء التاريخى للرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض.. والذى يعكس رغبة مشتركة فى علاقة وطيدة وتعاون مشترك بين الزعيمين.. وإذا كانت السياسة هى ترجمة أنيقة للغة المصالح، ويدرك هذا كل من درس العلوم السياسية ومن يهتم بها أو يحللها.. إلا أننى أضيف إليها أيضًا إحساسى الخاص بهذا اللقاء المهم.. ولم يخطئ إحساسى من قبل أبداً.. وكنت من أول من كتب منذ شهور مقالًا عقب خطاب الترشيح الأول لـ«ترامب» والذى تم بثه خلال شهر يوليو ٢٠١٦ على الهواء مباشرة من أمريكا.. لحظتها ومن أسلوب حديثه القوى فى حديثه عما يجرى فى المنطقة العربية من إرهاب وموقفه الذى أوضح فيه رأيه عن مصر والإرهاب حيث قال، مهاجمًا سياسة «هيلارى» و«أوباما»، إن «مصر كانت تعيش فى سلام».. ثم أضاف: «ومصر جرى تسليمها للراديكاليين من الإخوان المسلمين وهو ما أجبر الجيش على إعادة تولى السلطة».. وأكد قائلًا إن «خطتنا ستضع أمريكا أولًا وإن إرث «هيلارى» الموت والدمار والإرهاب والضعف لا يجب أن يكون إرث أمريكا».



وهكذا كانت هذه الكلمات إيذانًا بتغيير جذرى فى سياسة يتقدم بها «ترامب» وهى تمامًا عكس سياسة إدارة «أوباما» و«هيلارى» فى دعم الإرهاب والخراب والقتل والعنف والتمدد فى حروب خارج أمريكا فى منطقتنا وما كبدته من خسائر للمواطن الأمريكى.. كتبت بعدها عن رؤيتى فى أن «ترامب» يعكس نظرة جديدة لمصر.. مغايرة تمامًا عن نظرة «أوباما» وزمرته الداعمين للتطرف وللإرهاب وتدمير مصر، بغض النظر عن رغبة الشعب المصرى، الذى قام بأكبر ثورة شعبية فى التاريخ يوم٣٠ يونيو ٢٠١٣، مما يعكس عداءً سافرًا لإرادة الشعب المصرى الرافض للتطرف والظلام، كما كتبت أيضًا عن توقعى بفوز «ترامب» لأنه يأتى بحلم جديد لأمريكا.. ويأتى أيضًا لنا بوجهة نظر مغايرة لـ«أوباما» و«هيلارى» فى دعم الإرهاب.. وعندما فاز «ترامب» أحسست بأن هذا الرئيس سيبدأ فى تنفيذ سياسته الداعمة لمصر ضد الإرهاب، ولن يستكمل مخطط الإدارة الأمريكية السابقة الشيطانى الفاشل.. وكتبت الأحد الماضى من خلال إحساسى عن تفاؤلى بزيارة «السيسى» الرسمية لأمريكا.. كما طالبت بأن تنعكس آثارها خيرًا على المواطن المصرى البسيط.

والحقيقة أننى أعتقد أن نجاح هذه الزيارة التاريخية بما تضمنته من لقاءات على أعلى مستوى مع مختلف مراكز صنع القرار فى أمريكا وأيضًا مع الجالية المصرية بأمريكا- بحسب ما شاهدنا تفاصيلها على الهواء- يجعلنى أضيف أنها فاتحة خير لمصر على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.. وهى أيضا فى الوقت ذاته لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. حيث تقاربت وجهات نظر الدولتين فى موضوعات حيوية متعددة، إذن يمكننا التأكيد بأننا مع هذه الزيارة سنبدأ عهدًا جديدًا من الشراكة الوطيدة بين مصر- أعرق دولة فى العالم والتى تجسد نموذجًا ناجحًا فى محاربة الإرهاب والتطرف- والولايات المتحدة الأمريكية- أكبر دولة فى العالم- والتى تريد محاربة الإرهاب والتطرف الآن.

إن اللقاء الأول بين «السيسى» و«ترامب» يعكس لغة جديدة وخطابا جديدا تجاه مصر- كما سبق أن أكدنا- يُضاف إلى ذلك إعجاب متبادل بين الرئيسين.. لذا أقول بأنها فاتحة خير تبشر بعلاقة وطيدة قائمة على مصالح مشتركة وإدراك بموقع مصر الاستراتيجى ودورها المحورى فى كل القضايا الإقليمية والدولية والعربية.. وكذلك فى قضية مكافحة الإرهاب وإحلال السلام فى المنطقة.. وفى اعتقادى أيضا أن موقف مصر الثابت من استقلالية قراراها وموقف شعبها الصامد والرافض للإرهاب والتطرف.. قد أدى إلى فشل حسابات إدارة «أوباما» وإفشال خططها فى إضعاف مصر.. مما جعل هناك اتجاهًا قويًا بداخل أمريكا لتغيير سياسة الإدارة السابقة كلية وفتح قنوات للحوار مع القيادة المصرية المدعومة من إرادة الشعب المصرى.

وفى اعتقادى أيضا أن «السيسى» قد نجح فى أن يُقدم للعالم صورة لمصر القوية التى تُدعم السلام والاستقرار.. وكذلك التى تُحارب قوى الظلام والتخلف والبربرية التى تُريد فرض الإرهاب باسم الإسلام فى كل أنحاء العالم.. الرئيس قدم للعالم صورة الإسلام المعتدل الذى يرفض العنف والقتل ويحارب بكل قوة الفتنة الطائفية ومحاولات بث الرعب باسم الدين.. وقد شاهدنا ذلك من خلال الدعم الشعبى وحفاوة الجالية المصرية للرئيس فى أمريكا.. مما أعطاه قوة فى مواجهة صناع القرار فى أقوى دولة بالعالم.. لذا فإننا الآن أمام نجاح واضح لهذه الزيارة المهمة رغم أنف كل المشككين. ولكى نجنى ثمار نجاح هذه الزيارة المهمة والتفاهمات المشتركة التى تمت فى مختلف المجالات بين البلدين.. وحتى نقفز إلى الخطوة التالية فإنه لابد من إسراع الخطى على كل الجبهات.. وأول خطوة هى إقرار القوانين التى تكفل ترجمة هذه الزيارة على أرض الواقع.. وذلك من خلال حزمة تشريعات للقوانين اللازمة فى البرلمان فى مختلف المجالات مثل: الاستثمار والتجارة والسياحة والأمن و الصناعة.. فلا يعقل أن نطالب بتشجيع السياحة وشوارعنا تفتقر إلى النظام والتنظيم واحترام السائح والتحرش به.. أيضا من المهم لفت الانتباه إلى عدم نجاح أى استثمار طالما تركنا المستثمر يواجه الروتين القاتل فى الدوائر الحكومية.. مما يدفعه إلى نقل نشاطه الاستثمارى فى دول أخرى تفتح له نوافذ أبوابها.. لذا يجب أن تبدأ حكومتنا فى الإسراع بخطوات جادة للقضاء على البيروقراطية التى توغلت فى جميع مفاصل الدولة وأثرت سلبًا حتى على المواطن المصرى نفسه.. وهذه المعضلة بحاجة إلى حلول غير تقليدية وعاجلة للقضاء عليها.. وحتى تكون زيارة «السيسى» لأمريكا فاتحة خير بحق وليست أحلامًا خيالية أو أمانى وهمية.. فلابد أن تواكبها خطوات فعلية نحو التنمية وتحسين الأحوال المعيشية وخلق فرص عمل لآلاف الشباب.. وذلك من خلال مشروعات جديدة مشتركة.. ليس مع أمريكا فقط.. وإنما أيضا مع غيرها من الدول التى ترغب فى الاستثمار بمصر أو التى ترغب فى توطيد العلاقات مع مصر السلام والاستقرار.. ولأن لدينا الآن فرصا لمستقبل اقتصادى واعد.. فلا يجب أن تضيع منا.