رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها الإخوان .. ألا تعقلون!!


رسالة بهية الإضاءة، نقية الوجدان بعث بها إلى الإخوان المسلمين العالم الجليل والداعية الإسلامى عمران نزار حسين، حيث يقيم فى ماليزيا، وذلك قبل تحديد يوم الاستفتاء على الدستور المعيب - يقول فى رسالته «ما وظيفة الدستور، إن الجواب فى السنة النبوية فعندما يقرر البشر المتنوعون المعيشة فى الوطن الواحد هم فى حاجة إلى دستور».

أما إذا كانت هناك أمة متجانسة ولديهم تشريع خاص بهم فهم ليسوا بحاجة إلى دستور لأن القانون يكفى احتياجاتهم، ويقول العالم الجليل مستشهداً برسول الإسلام أنه حينما وجد فى المدينة تنوعا من يهود ووثنيين، فماذا فعل رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - لقد قضى سبعة أشهر ونصف الشهر فى مفاوضات ومناقشات صعبة وخرج بالنتيجة فى أن يكتب «وثيقة المدينة» فاوض كل قبيلة وكل مجموعة على حدة حتي توصل إلي إجماع علي رأي يرضي الكل، وهو ما وصف بـ«التوافقى».

وأعظم ما قاله العالم الجليل نزار حسين وهو ليس مصريا إلا أنه درس فى الأزهر قال للإخوان فى مصر هل نسيتم السنة؟ لا يمكن أن يكون لديك دستور دون الإجماع فى الرأى عليه، وبالتالى لا يمكن إنشاء دستور دون الاستفتاء.

لقد انسحب المسيحيون من المناقشات التى أجريت لبنوده ومع ذلك أصررتم على المضى فيه، وهو ما يقتضى منا أن نعتذر لكم يا مسيحيى مصر، لأن هذا أمر محرج لنا نحن المسلمين، فليست هذه هى الطريقة الصحيحة التى تعلمناها من رسولنا، وفى خاتم رسالته الناصعة التى عبر فيها عن الروح الحقيقية لكل مؤمن بأديان السماء.. يقول: لا تشعروا من كلماتى بالاستياء.

مؤكدا أنه لو كان مصريا ما كان اشترك فى الاستفتاء! وتعليقا على هذه الرسالة المستفيضة حبا للآخر والتى تشع منها روح تعشق العدل وعدم إقصاء الآخر، واحترام الشريك فى الوطن، فما بال الرجل الذى كنت أتمنى له أن يكون مصريا لبراعة وحكمة فكره المستنير ومشاركته برأيه الحكيم، فما الذى يجعله أن يقدم اعتذاراً عن إثم لم يرتكبه.

وهذا الاعتذار من رجل قدير يثير لدى التساؤل، كيف هان على كل الجمهرة الإخوانية التى سلقت الدستور فى ظلام ليل دامس أعقبه شروق شمس صباح تلفظ هذا الشيء المهين.

كيف هان على الإخوان ألا يكون للأقباط مكان، ثم يخرج رجالهم الذين تركوا الدعوة للسياسة ليكيلوا الاتهام لأقباط مصر رغم اعتراضهم على الدستور.

نعم يدهش الإنسان حينما يكون بيته مظلما، ويستنكر إشعاعات مضيئة تشع لتضيء له مساحات بيته فيستنكرها معجبا بما لديه من ظلام يتحسس هو من خلاله طريق الشوك مستقصيا بقية أسرته لأنها قالت «لا» نحوالنور والصدق والحياة!

آخر العمود للإمام الشافعى!

يا واعظ الناس عما أنت فاعله.. يا من يعد عليه العمر بالنفس

يوم القيامة لا مال ولا ولد.. وضمة القبر تنسى ليلة العرس

■ عضو اتحاد كتاب مصر