رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللى بالى بالك


كل سنة بعد هوجة يناير تسمع إن البلد حتولع فى خمسة وعشرين يناير، والدولة حتقع فى تمانية وعشرين يناير، والرئيس حيمشى فى ذكرى محمد محمود، ومرسى حيرجع فى يوم فض اعتصام رابعة، والبلد حتتشل فى ذكرى الحرس الجمهورى، والشعب كله حيعتصم يوم ماسبيرو، والملايين حتزحف على الاتحادية يوم 11 فبراير، والمساجين حتطلع من كل سجون مصر يوم 3/7، والقاهرة حتتحرق يوم 30/6، وثورة الجياع حتدمر البلاد وتحكم مصر والسودان وليبيا يوم 15 رجب!!

كل هذا العبط وكل هذه التواريخ الموسمية صارت مقررة علينا كل عام، وفى كل مرة ينفخ الإعلام الغبى فى التحذيرات الحمقاء والثورات الوهمية ويبث المزيد من الرعب فى قلوب الناس، وفى كل مرة يمر اليوم الموعود دون أى أحداث سوى الصور الأرشيفية التى تبثها قناة الجزيرة وتزعم أنها مظاهرات مليونية حية تجتاح كل مدن وقرى مصر وتوشك أن تقضى على الانقلاب وتستعيد الشهيد الحى محمد مرسى وترفع علم الإخوان على ميدان الأخت رابعة العدوية!

كل هذه الثورات الوهمية والمظاهرات الخيالية والأحلام المريضة مرسومة الآن على قفا كل مواطن روجها أو صدقها أو قبع فى منزله خوفاً من تداعياتها. ولو تحسس أحدكم قفاه لوجده متورماً من الصفعات التى تلقاها من مرتزقة عصابة الإخوان ومن حمقى الإعلام العادى والافتراضى والشعبى والرسمى، ومن قطيع الأغبياء الذين مازالوا يصدقون كل ما يقال لهم حتى لو تكرر مئات المرات دون أدنى ظل من الواقع أو الحقيقة أو المنطق.

هذه المرة يقبع القطيع تحت وطأة تحذير جديد بثورة جديدة، ولا أقول لهم استخدموا عقولكم ولا تصدقوا هذا الكلام، ولكننى أنصحهم فقط بعدم تعريض أقفيتهم لصفعات إخوانية أو إعلامية جديدة، كفاكم أيها الأخوة ما لقيتموه طوال السنوات الماضية، وان كان أحدكم أو بعضكم يود المشاركة فى فعاليات الثورة المزعومة القادمة فإن الأفضل له أن يترك هذا البلد ويذهب إلى حلب أو الموصل وينضم هناك لإخوانه المجاهدين إلى أن يتحقق لهم النصر ويرفعون علم الخلافة على جثث زملائهم الحمقى المتاعيس .

النصيحة الثانية التى يمكن تقديمها لقطيع المتوجسين والمروجين للثورة القادمة هى أن يتجاهلوا هذه المرة الحديث عن تاريخ تلك الثورة حتى لايتورم قفا كل منهم بصفعة جديدة ربما لاتجد مكاناً سليماً تهوى عليه، ويكفى فقط أن نفعل مثل الأخ اللمبى ولانذكر التاريخ الثورى المرتقب، ويتحدث كل منا عن الحدث الكبير تحت اسم « اللى بالى بالك»، ونهرب بذلك من القفا الإضافى الجديد، ونهرب أيضاً من الوقوع فى قبضة الشرطة أو الأهالى الذين لم يأخذوا من الثورات والمظاهرات إلا الفوضى والفقر والخراب.

بعض إخواننا العقلاء يقولون إن « اللى بالى بالك» ليست شيئاً على الإطلاق من جانب الشعب أو النشطاء أو الفقراء أو حتى عصابة الإخوان، ولكنها مجرد مشروع تدريبى لقوات مكافحة الإرهاب من الجيش والشرطة، واللى عايز يشارك فى المشروع ينزل الميادين فى القاهرة أو أى بلد تانى، والحكومة حتدفعله مكافأة فى نهاية اليوم، وتمنحه شهادة عضوية ائتلاف 25/30/11!